07

5.8K 260 97
                                    

لم يكن في مُخططاتي لهذا اليوم الهروب والإختباء في حمّام الرجال المُشترك والذي لم أكن لأدخله في هكذا وقت وحين وجود بعضهم فيه لغرض الإستحمام إلا لسببٍ واحد وهو هروبي مِن أمام مسكن الجنرال حينما أمرَ كايل بإحضاري.

أنا حتىٰ لم أنتبه أنني أجلسُ القُرفصاء بينما بجانبي رجلٌ مُلتصق بجُدار الحمّام وكأنه بُرصٌ قد تم ضربه بالشبشب، كان علىٰ وشك خلع الشورت الطويل خاصته (آخر قطعة يرتديها) حين إقتحمتُ حمّامه كي أختبأ.

رمشتُ عدة مرات حينما إستوعبتُ الوضع، أدرتُ وجهي ببطء حيث الرجل بملامحي الباهتة لتستقبلني ملامحه المصدومة ووجهه الشاحب، أكاد أقسم أن دماؤه جفّت في عروقه منذ وقت.

إبتسمتُ ببلاهة لأنهض ببطء وأغادر الحمّام بهدوءٍ تام لأُغلق بابه خلفي حينها سمعتُ صوت إرتطام جسده بأرضية الحمّام، مسكين.

حدّقتُ مِن حولي بينما تحرّكتُ لأغادر، قامَ أحداً ما بفتح باب حمّامه علىٰ يميني لإنتهاءه مِن الإستحمام وجسده لم يكن عارياً بل يرتدي فقط بنطال.

ما أن حطّت عيناه علي حتىٰ صرخَ بهلعٍ مُبالغ كالفتيات الصغيرات وهو يشُد منشفته الصغيرة علىٰ رأسه بـيدٍ ويُغطي صدره بذراعه الأخرىٰ.

كانت ستكون ردة فعلي هكذا لو كنتُ مكانه.

"إسترجِل أيها الشاب!"

نبستُ أنهره بصرامة أُخفي توتري وإحمرار وجنتاي لهذا الموقف المُحرج ولأنني إيليت لن أُظهر ذلك وأنكره حتىٰ لو فُضحت.

عادَ يجري لداخل الحمّام مُغلقاً بابه بعنف أما أنا؟ لن أنتظر موقفاً آخر لأُحرِج به أحد الطرفين لذا هرعتُ أجري للخارج دون وجهة.

كم هذا مُشين! سيُضاف هذا لقائمة أعمالي الغبية المُحرجة.

أغمضتُ عيناي وعضضتُ سُفليتي بشدة ومازلتُ أجري ليرتطم جسدي بجسدٍ لصلابته ظننته عمود إنارة أو جدار فإرتدَ جسدي وسقطتُ أرضاً.

تأوهتُ بألمٍ طفيف ليس لإرتطام مؤخرتي بالأرض ولا لإنخداش راحتا يداي بل كون باطن شفتي السفلية قد إخترقته أسناني وجُرحَ بعمق مِن الداخل.

"أنتِ بخير؟"

تجاهلتُ المُتحدث الهادئ والذي عرفته دون النظر إليه لأنهض بصعوبة بينما بيدي اليسرىٰ أمسكتُ شفتي المجروحة لأشعر بطعم الدماء في فمي.

حدقتُ للذي أمامي وملامحي يطغاها ألماً خفيف إلا أنني لا أدري لمَ إنحنيتُ له بخفة بعد وضعي لذراعاي خلف ظهري بإحترام وتحرّكتُ مُغادرة.

1943حيث تعيش القصص. اكتشف الآن