08

5.3K 280 126
                                    

ذكّروني ثانيةً أن لا أروي فضولاً سببه الجنرال القيصر جيون جونغكوك.

لماذا؟ ببساطة لأنني الآن مُحاصرة بينه وبين الكرسي الذي اُجلستُ عليه بالقوة!

هو ومنذ دخولي مسكنه وإغلاقي الباب تحت أمره قد أجبرني علىٰ الجلوس في كرسي مكتبه وعندما أردتُ المُغادرة لعدم شعوري بالراحة كان قد حاصرني بإمساك إطار الكرسي مِن حولي بـيدٍ والأخرىٰ أحكمَ بها توثيق يداي أمامي ووجهه القريب يكاد يلتصق بي.

طالَ تحديقه الصامت بي وعيناي المُرتبكة تجول هنا وهناك لدرجة أنني لم أُركز بيده التي إلتفّت حول خصري إلا عندما لامستني وضغطت علىٰ جانب خصري حينها حطّت عيناي المُتسعة في عيناه الـ.. مُظلمة؟

"مـ.. ماذا تفعل.. سيدي؟"

أكره إرتباكي وحديثي المُتلعثم أمامه لكن ما باليد حيلة فهو حتىٰ لو لم يتعمّد ذلك فأنا أضعف أمامه هو تحديداً!

"أيروقكِ الجُندي جي تشانغ ووك؟"

هذا أبداً غير مُتوقع... أبداً.. عُمق نبرته وحِدتها بل هذه النبرة أساساً لم أسمعها منه سابقاً وهي ما جعلت خافقي يُزيد في خفقاته وإضطرابه.

زادَ في ضغطه علىٰ خصري عندما لم يجد رداً مني وستتوقعون أنني سأعض شفتي السفلية لشدة توتري ومِن هذا القبيل وبلا بلا.. كلا أساساً لا أستطيع فهي مازالت مُتورّمة.

"أجل يروقني"

لا بأس ببعض المرح لمعرفة مغزىٰ سؤاله وهذا التصرف الغريب وبعيداً عن أنني لم أكذب بل أنا أحبه كصديق لا أكثر إلا أنني أكاد أقسم أن عينا الجنرال قد إزداد إحمرار أطرافهما كأن الدم تصاعد بهما.

زفرَ نفساً وأنزلَ رأسه جاعلاً مِن خصلاته الأمامية تُغطي جبينه ثم عاد لنفس الوضعية وهذه المرة قد تركَ خصري ورفعَ يده حيث وجنتي حطّ عليها برفق مُغاير لملامحه الغاضبة كما يبدو.

"أنصحكِ أن لا تعبثي معي آنسة جيـ.. إيليت"

عقدتُ حاجباي وأنا أقسم أنه قال شيئاً قبل إسمي إلا أنه لم يُعطني مجالاً أكثر ليقوم بالمسح علىٰ سُفليتي بإبهامه بخفة وبحركات دائرية مُتسبباً بـوهن لجسدي.

أنزلَ عيناه لشفتاي حينها ضغطَ بـسبّابته وإبهامه علىٰ سُفليتي ثم إعتصرها بعنف جاعلاً مني أصرخ متألمة، حرفياً تألمتُ حتىٰ شعرتُ بدموعي ستخرج.

لم يترك شفتي حتىٰ تأكد مِن جعلها تنزف فأرخىٰ إصبعيه عنها وعادَ يمسحها بخفة ثم عادَ للتحديق في عيناي التي تجمعت فيها دموعي.

1943حيث تعيش القصص. اكتشف الآن