18

4.7K 218 91
                                    

كانت ستكون زيارتي للجنرال قصيرة فقط كي أستطلع وأتاكد مِن رأيه وبعض المعلومات عن علاقته بالفتاة ناراي، لستُ غاضبة منه بل منها لوجودها هنا لكن ما حدث قبل دقائق أوقفَ تيار تفكيري وجعل الدماء تتجمّد في عروقي.

مازلت أقف في مكاني لا أستوعب ما يحدث وأنظر للجُنود الغُرباء وهم يتقدمون نحو مسكن الجنرال بعد أن أُخبرنا بأنهم قادمون لإعتقال الجنرال جيون.

والسبب؟ إشرافه علىٰ إعدام الجنود اليابانيين مِن غير إذن مِن القيادة العُليا! أتُصدقون ذلك؟!

كونه أعدمَ مَن تعدا وإغتصبَ أراضي وشرف وسفكَ دماء الناس الأبرياء يُحاسب! بأي قانونٍ يُعاقبُ مَن يأخذ حقه مِن المُتغصب؟ هل أصبحَ العالم بشعاً لهذه الدرجة؟! اللعنة فقط!

لقد أخرجوه مِن مسكنه وها هم يأخذونه إنه يمشي أمامهم دون أن يلمسه أحداً منهم يمشي بوقاره وكأنه ذاهبٌ كي يترفّع لا يُعاقب، مهلاً لمَ يأخذون كايل وتشانغ أيضاً؟!

تقدمَ بعضهم منا ونبسَ أحدهم بصرامة بعد أن نظر في الملف أمامه.

"أمر الإعتقال يشملكم أيضاً أيها الجنود"

قال وهو ينظر نحو مَن يقفون بجانبي، هل يعرفهم؟ أم أن صورهم مُرفَقة مع أسماءهم؟ جارن وجيرمي وحتىٰ بوهيون الذي عادَ قبل دقائق نفذوا دون إعتراض وتقدموا فتدخلتُ أنا قائلة بعنف.

"أيها اللعين كيف تأخذونهم بغير حق؟! لقد دافعوا عن شرفهم ودمائهم! بأي حقٍ تعتقلونهم؟!"

لم يقل شيئاً ولم يهتم لحديثي، ملامحه هذه تُظهر كم أن ضميره ميت.

"أنتِ جُندية أيضاً صحيح؟ أكنتِ معهم؟"

قالَ بحاجبان معقودان ليتفحّص الملف الذي بـيده فأخذَ يتلو الأسماء المكتوبة وهم الجنرال جيون ورفاقي الخمسة ولم يكن إسمي بينهم.

"حظكِ جيد"

نبسَ ليستدر للجانب يُشير للجُنود الآخرين الذين أتوا معه أن يعتقلوا الرفاق فعدتُ أصرخ وأُحاول منعهم مِن أخذهم بينما الجنرال والباقين يُحدقون بي، لاحظتُ الكثير مِن جنود المُعسكر قد خرجوا مِن مساكنهم وتجمّعوا يُحدقون بنا.

"توقفوا لن تأخذنوهم! عليكم مُحاسبة المُذنبين لا المُصلحين!"

لم يُعطي أحداً أي إهتمام لما أقوله، هل فنَت ضمائرهم؟! اللعنة عليهم وعلىٰ قوانينهم!!

"إهدأي إيليت لن يحدث لنا مكروه، إنها إجراءات روتينية وهؤلاء جُنود مِن القيادة العُليا وسنعود"

1943حيث تعيش القصص. اكتشف الآن