14

4.5K 224 40
                                    

بينغو! لنرىٰ ما يُخفيه هذا الجنرال ولنرىٰ كيف يعرفني ومنذ متىٰ، قررتُ الرد علىٰ جوابه بسؤالٍ لكنه قاطعني بإدارة مقود السيارة نحو إتجاهٍ مُعاكس فتحرّكت السيارة نحو الإتجاه الذي أراده.

"أين نذهب؟؟"

سألتُ بإستغراب وأنا أنظر للطريق بجانبي فأجابني بثبات.

"للمكان الذي ستعرفين فيه كل شيء"

لم يُثِر ما قاله إستغرابي لكن تلك النظرة التي أعطاني إياها أثارت ريبتي وشكوكي، إنها نظرة تحمل.. أسىٰ؟ ماذا يعني هذا؟

حسناً لأنتظر قليلاً بعد وسأعرف كل شيء، لا أدري لمَ شعرتُ بضيقٍ خفيف فتنهّدتُ بعمق، أتمنىٰ أن يكون مكاناً جيداً.. أطلقتُ نفساً عميقاً آخر وراقبتُ الطريق علىٰ جانبي الأيمن.

-

وصلنا وقد كان المكان كنيسة؟ مهلاً لم أتينا للكنيسة؟ وجّهتُ السؤال هذا للذي يمشي بقربي ونحن مُتجهين للداخل نعبر البوابة الخارجية للكنيسة ليُجيب بهدوء.

"سأُريكِ شيئاً إيليت"

لم ندخل الكنيسة بل فقط داخل سورها لنلتف حولها ونتّجه خلفها، حينما رأيت ما يقبع خلفها إنقبضَ قلبي بقوة فتوقفتُ مكاني وإرتجفَ جسدي لا إرادياً، إنها مقبرة..

وقفَ الجنرال بجانبي ينظر إلي مُردفاً بإهتمام.

"أنتِ بخير إيليت؟ هل نُغادر؟"

زفرتُ نفساً أثقلَ صدري لأنظر نحوه أُنفي برأسي وأقول.

"كلا لن نُغادر قبل أن تُريني ما أتينا لأجله"

لن أستبِق الأحداث وأُحلل شيء سأنتظر وأعرف منه، أمسكَ يدي بخاصته وشابكَ أصابعه مع خاصتي ناظراً لي بإبتسامة مُطمئنة وودودة فبادلته الإبتسامة لننظر للأمام ونخطي كلانا.

مشينا بين القبور وتخطينا الكثير منها، كانت الأسماء بعضها بالكورية وبعضها بالإنكليزية ولأنني أصبحتُ أُجيد القليل مِن الكورية كنتُ قد قرأتُ بعض الأسماء الكورية، بعض القبور أيضاً فوقها صليب والكثير مِن الزهور والبعض فوقها صور جنود، يبدو أن الكثير منهم جنود همم.

توقفَ الجنرال لأتوقف عن النظر للقبر الذي خلفي وأتوقف أنظر للجنرال فإلتفتَ إلي وشدَّ علىٰ يدي بين خاصته وقرّبني منه، لمَ وجهه كئيب هكذا؟ ما سبب ذلك البهوت في عينيه؟

حوّل عيناه للأسفل أمامنا وفعلتُ مثله، قبرٌ أنيق عليه صورة لجُندي أجنبي وبعض الزهور الذابلة قليلاً والجديدة قرب الصورة، دققتُ في وجه الجُندي جيداً وقرأتُ الإسم مراراً وتكراراً ودقيقة كاملة حتىٰ إستوعبتُ ما حطّت عليه عيناي..

1943حيث تعيش القصص. اكتشف الآن