03

5.5K 270 75
                                    

"إستيقظي يا صغيرة"

همسٌ عميق قرب وجهي شعرتُ بأنفاس صاحبه ترتطم بـشفتاي بخفة فتحتُ عيناي الثقيلة بـبُطء ليظهر لي وجه غير واضح أمامي.

أغمضتُ عيناي وجعدتُ حاجباي، أُحاول توضيح نظري لأفتحهما مجدداً فإتضحَ وجهه البهيُّ قربي.

تفحصتُ وجهه ووضعيته بـصدمة خفيفة وملامحي مُرتخية غير معقودة، هو جالساً في المقعد الذي بجانبي الأيمن ووجهه قريبٌ مني بشدة.

لم أُركز في شيء آخر فوجهه القريب وأنفاسه شتّتت تفكيري.. حتىٰ أنفاسي باتت تخرجُ بـتقطع وتحديقاته الهادئة بـعيناي تُهلكني...

إنه الجنرال الكوري.. القيصر الوسيم.

إبتسمتُ دون وعيي وأنا أحدقُ به، بدوره إرتفعت زاوية شفتاه مِن اليمين بإبتسامة خفيفة تلاها فغرهُ شفتاه مُخرجاً كلماته.

"أعجبكِ الوضع هكذا همم؟"

رمشتُ مرة واحدة لتتلاشىٰ إبتسامتي بـبُطء حالما رفعَ يده عند وجهي يمسحُ بظهر أصابعه على طرف جبيني الأيمن.

أنزلَ بصره عند شفتاي حينها أنزلَ لمسات يده بـبُطء متعمداً ذلك، لمسَ شفتاي لثوانٍ معدودة ثم إستمرَ بالنزول حيث ذقني بعدها رقبتي لتُصبح سبابته المتكفّلة بذلك.

لمساته هذه بعثرت دواخلي بشدة وأشعلت مُفرقات نارية أسفل معدتي لتتطاير وتُشعل خافقي وتُفجره...

أعادَ بصره لعيناي بينما أنفاسي بدأت تخفُت وإستمرَ ينزل بسبابته حيث مُنتصف صدري من فوق سُترتي العسكرية ولم يتوقف بل وصلَ بطني وكأنه يريد وصول أعماق جسدي وأضعف نقطة بي..

إنقطعت أنفاسي وإعتلت جسدي حرارة شديدة ليفتعل شعوراً غريب بداخلي أكاد أصفه بالنشوة..

وفجأة فتحتُ عيناي علىٰ مصرعيهما وشهقتُ ألتقطُ نفساً عميقاً لأحدق أمامي فـقابلني سقف الطائرة، نظرتُ بجانبي وكان المقعد فارغاً لأحوّل نظري للأمام وكانا الإثنان الجنرال وكايل يظهر أعلى رأسهما مِن المقاعد أمامي...

"كان حلماً فحسب.."

أخذتُ أُنظّم تيار تنفّسي ووضعتُ يدي على رأسي لأبتسم بغباء وأسخر من نفسي.

إلهي لقد كان واقعياً جداً لدرجة أنني شعرتُ بكل لمسة منه... تباً هه....

عدلتُ جلستي ونظرتُ لنافذة الطائرة لأجد الظلام، حل الليل بسرعة أم أنني أخذت وقتاً لأستعيد وعيي؟

1943حيث تعيش القصص. اكتشف الآن