- البارت الـ١٨ :

80 4 0
                                    


أغمضت ريتاجّ عيناها بكُل قوه لتُغادر رئتيها شهقه موجعه وهي تسمع صوت إنفجار جوالها التي تطايرت أجزاءه في أنحاء الغرفه والتي رماه رهيّب عرض الحائط وكأن غضب العالمين أجمع قد تلبّسه واتخذ من اعصابه بيت !

- نظر إليها بعينان مُشتعله كالجمر وفؤاده يتخبط بغضب ، أحتقنت ملامحه بشعور بغيض يكرهه ويكره كُل الظروف الذي تجبره على إظهار هذا الجزء من شخصيته في هذا الدار كان مسقط رأسه وهُنا أصله ، هذه الخشونه والأسلوب الجاف هي التشكيلات الأساسيه الذي ساهمت في تشكيل شخصيته وصلابته ، لا يستطيع تحمل فكرة عابثه يجعلها تنتمي لشخصًا سواه حتى وأن كان عن طريق الذكريات !
لقد كان يتكلم مع تاجّ في الصباح ولكن صوت الرسائل النصيه المتتاليه التي كان مصدرها دولاب الملابس قد جعلتهُ يستنكر ويتساءل بملئ قلبه " ياتُرى من المُرسل ؟ " من هذا المُزعج الذي يستمر بإرسال هذا الكم الهائل من الرسائل على جوال ريتاجّ المُختبى في دولاب ملابسها منذُ أن فارقت العاصمه - ولقد كان أمرًا قطعيًا من مجيّد لجميع أبناءه أن يتركون هواتفهم ويقومون بتخبئتها أحترامًا لقواعد هذا الدار ليلبون رغبته بكُل رحابة صدر - ولكن المُرسل اليوم لقد كسر القاعده وأثار الجدل !
يقود رهيّب فضوله ويأخذه وهو يرى أسم هذا ( البارق ) في مقدمة الشاشه ليفتح الرسائل النصيه التي أرسلها يبدأ بقراءتها واحدةٍ تلو الأُخرى فيشعر أن أوردته ستتفجر من شدة الغضب ، لقد كان هذا البارق البغيض يذكرها بماضيهم وذكرياتهم مع بعض ، ويسألها عن ماجد ومجيّد .. بل لقد كان أسلوبه همجي وهو يتحدث بصيغة ( ليتك هُنا ، ليت زواجنا تم ، ليت الحياه لم تأخذك مني ، وكلمات كثيره أشبه بالجنون !! )
حتى أنهُ رأى رسائل سابقه قد أستلمتها ريتاجّ من بارق ولكنها لم تعلق عليه !
بمعنى هي ذات علمًا بكل هذه المهزله والأدهى أنها لم تحاول ان توقفه عند حده وهذا أكثر ما جعل رهيّب يخرج عن طوره فبسبب عدم مُبالاتِها بجدية الموقف وضعت نفسها بسخافه هي في غنى عنها !
بل أُشيرت عليها أصابع الإتهام بسبب خطوه تركتها ناقصه ، فلو كانت قد حظرتهُ او أوقفت تشغيل جوالها نهائيًا لرُبما لم تصل الأمور إلى هذه السوء !

- مسح على تقاسيم وجهه بضيق بالغ وهو يراها تنظر إليه بثبات بالرُغم أن وجهها مُحمر مُشتعل ويدينها ترتعش بلا هواده فيسألها بوضوح لعّل أجابتها تجعل قلبّه يبرد ولو قليلًا : لو ماكنت شفت رسائل هذا النذل كنتي بتعلميني ؟
-  لتقول بنظره مُستاءه وهي تهز رأسها بسلب : لا ماكان علمتك .
- تسللت نظرة مذهوله لطرف وجهه من جوابها الصريح يشعر بنار مُستعره تحرق جميع خلآياه يمسكها من ذراعيها ويصرخ بعنف : أقل القليل قولي أيوه ، قولي كان علمتك قولي مالي ذنب قولي ما أقصد ، أعترافك هذا بيوردني للجنون أنا سيئ ياريتاجّ في هالمواضيع سيء وجدًا !
لاترشين على أعصابي بنزين وتتهميني بإشعال النار ، هذي السخافه أنا لا يُمكن أتقبلها ، تفهمين ؟
- غادرت جوفها شهقه عنيفه وهي تسحب ذراعيها بعُنف من بين كماشته البشريه : ما يهمني ! ما كنت بكلمك لأن الموضوع والماضي مايهمني ، رسائله كأنها عدم بالنسبه لي وجنونه مايعنيني ، ما كان لي نيه أعلمك لأن ماودي نظام حياتنا يخرب ماعندي الطاقه الكافيه أتحمل الهلوسه والشكوك الذي مالها داعي .
-  لتشير بسبابتها ناحية ملامحه الغاضبه وتكمل بمرارّه : هذي النظرات هي أكثر شيء كنت أخافه ! نظرات الشك والأتهام والجروح إستحاله أتقبلها من أول وجديد ، لأنك تخلاني أخشاك ماكأننا كنا حبايّب !
ثم تستدير مُبتعده عنه وتجلس على الطرف الأخر من السرير ظهرها مقابل وجهه وتكمل القول : لا تظن بأني بختارك من أول وجديد لو أوجعتني يا رهيّب ، أنا جاهزة للمحبه وجاهزه للرحيل ، أنا خسرت أغلى أرباحي في الحياه ، تفهم يعني وش أغلى أرباحي ؟
 واي خسارة من بعد أبوي ماتهمني ، لا تخيرني ترى يمكن أختار الفراق !

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن