- البارت الـ٢٧ :

42 1 0
                                    


- تصاعد توترها بشكلًا ملحوظ وشعرت أنها ستهوى من رأس جبل لتتمسك بكف شهاب تلقائيًا وكأنها عاجزه عن أنتقاء الأسلوب الأمثل : شهاب هذا صوت فارس اكيد أنه جاي لهِنا يشوفك ، ما أبغاه يشوفنا سوى ادخل لعنده قبل يخرج .
- وضع كفه فوق كفها يطبطب عليها برفق فهو أكثر من يعلم بالعادات والتقاليد والمسموح والمحظور حتى وأن كان يجمعه معها ميثاق غليظ بنمط المعيشه الذي يعيشون تحت ظِل قواعدها ليس مسموح بتاتًا أن يجتمع معها خصوصًا قبل الزواج بأيامٍ فقط ! ليأتيها صوته قائلًا : اهدئي يا شبيه الشمس ، أنا أكثر من يفهم أسبابك .

أكمل كلامه مبتعدًا عنها لتتنحى جانبًا تقف خلف الجدار الفاصل بين المدخل والفناء وهي تراقب شهاب يولج إلى الداخل متصديًا لقدوم فارس وهو يمنعه بجسده من الخروج متصنعًا المزح : الله يالنسيب لهالدرجه ما تتحمل غيابي ؟ جآي تستقبلني لقدام الباب .
- أجابه فارس ضاحكًا : يعني صار وقت عودة العلاقات إلى نصابها الصحيح ، تدري أنت عريس قبلي بيوم وقررت أحترمك ليوم واحد وأستقبلك .
- تصاعدت ضحكات شهاب متذكرًا أتفاقه مع فارس فقد قررا أن يصبح عرسهم جماعي ولكن بطريقه مختلفه تمامًا سيكون اليوم الأول من نصيب شهاب ووهج تصنيفًا كعرسان رئيسيان ثم اليوم الذي يلّيه يُقام أحتفالًا متواصل لفارس وترف ، وسبب هذا الأتفاق هو أن الطرفان يُريدان الوقوف والرقص والتعبير عن فرحتهم الكامله لبعضهم البعض ، ففارس سيقف في زواج أخته بصفته أخًا لها متحررًا من أسم عريس وفي المقابل اليوم التالي وهج ستقف في زواج أخيها كأختًا له متحرره من لبس فستان عرسها والطقوس التي ستجعلها تنشغل بنفسها وتنسى الأستمتاع بزواج أخيها
وفي نفس الوقت علاقة الشباب والبنات كُل طرف منهم يريد أن يحتفل بالأخر بيومًا محددًا له وهذا ما أتفقت عليه العائلتان ولهذا السبب تم تمديد زواجهم من ثالث العيد إلى خامس أيام العيد كي يستعد الجميع للتجهيزات على أكمل وجه
فيضع شهاب ذراعه فوق كتف فارس ويمشيا سويًا إلى مجلس الرجال يتبادلا أحاديث مشاكسه قد أصبحت إطارًا واضح لعلاقتهم وعند وصلهم إلى المجلس نظر شهاب إلى الجميع فيتنحنح ضاحكًا يعدل فيونكه وهميه على عُنقه وهو يلقي عليهم السلام ثم يقول : أستاهل تنتظروني وتبرد كبستكم لأجلي ، أنا شهاب أبن شموخ حفيد سُهيل واخو تاجّ رجُل كل أقاربه أساميهم لوحدها تشرف فما بالكم بشهامة أفعالهم .

- جلس إلى جانب جواد حول السفره يرمقه بنظرة سمجه : أنت يا أخ تحسب نفسك الهلال ؟ تجينا في بداية كل شهر وتهجرنا بقية الأيام ؟
- أبتسم جواد على مضض رُغم أن تواجده هِنا في بيت عساف ! قد جعل قلبّه يضيق ولكنه أتى مُرغمًا بطلب شخصي من جده لينطق قائلًا : هلال .. قمر .. سُحب .. ليل .. نهار .. ظلام .. نور
أكون الذي أكون وفر أجتهادك الشخصي بالملاحظه على حالتي الجغرافيه ولا تدخل فيني .
- أنتهى شهاب من أكل لقمته الأولى مكشرًا في وجهه : وش هالأسلوب ؟ الله لا يبلانا
ما أدري كيف تأهلت لرُتبة الضابط وأنت مو قادر تضبط نفسك أولًا ، حتى سلامي مارديت عليه ما تدري أن تحية السلام سنه ولكن رد السلام بأفضل منه واجب عل كُل مسلم ومسلمه يعني في الحالتين أنا حسناتي زادت  وسيئاتك تنافسها بالتكاثر .
- ضحك الجميع على نصيحة شهاب التي ابخس حقها فتحولت إلى شيءٍ أخر تمامًا ليشاكسه راكان قائلًا : أنت دايم بطاريتك فُل مايخلص شحنها ؟ بالعٍ راديو ماتسكت ؟
- رمقه الآخر بأستخفاف : الثرثرة ماتجي إلاّ من محبه ولا منهو طايقك يسولف معك أنت ورأسك المربع .. ترى السوالف مُتعبه .
- كتم راكان ضحكته ثم أكمل مُعاتبًا : أمانه عليك ماتستحي وأنت تتباهى بسيرتك الذاتيه وتذكرهم كلهم إلاّ أنا ؟ ليه ماقلت وولد خالي شاعر ؟
- أعتدل شهاب بجلسته متربعًا وهو يأكل بشهيه عاليه ويرفع كتفيه بعدم إكتراث : أنا حر بأقوالي ما أتشرف فيك ولد خال وش بتسوي يعني ؟ بتقتلني مثلًا ؟ هذا غير أن عددكم أكثر من شعر رأسي أذكر أسم مين ولا مين تظن لو ذكرت أسمك ونسيت أسم رهيّب أخوك بيرحمني يعني ؟ وهذا الرجُل أبن لؤلؤه بيطالبني بذكر أسمه كمان ، فأفضل حل أتجاهلكم كلكم وأريح رأسي .
- التفت إلى جده الذي يأكل بصمت ويناظرهم بين الفينة والأخرى : صحيح كلامي ياجد ؟
- لم يترك فارس فرصه لسُهيل بالرد وهو يرمي شهاب بأحدى الملاعق البلاستيكيه : كم مره قلت لك لا تنطق أسم أمي في المجالس ؟
- ضحك شهاب يحك طرف  رأسه بتوتر : أنت متى يكبر عقلك للحين تفكيرك بالعصر الحجري وتغار على أسم أمك ولا تبي احد ينطقه ! تراها لؤلؤه يعني أسم مُميز المفروض ما يندثر .
-  مسح فارس يديه من الرز يقول بوعيد : أصبر ثوانِ بخليك تندثر بسابع قاع بدل أسم أُمي .
- ليرفع ذراعيه بأستسلام ضاحكًا : أستهدي بالله يالنسيب أمزح معك لا تعصب ، عيب تترك أكلك لأجل تجي تتمشكل معي .
- فأكمل الجميع أكلهم ضاحكين من أستعراض شهاب في البدايه ولكنه الأن يتوسل فارس كي لا يضربه .
 - وبعد الغداء بنصف ساعه جلس الجميع على الكنب الأرضي المتواضع والبسيط جدًا ، وبدأ فارس بتقديم صحون القهوه والحلا وعندما وصل إلى جواد أشر له بإمتعاض كي يأخذ احدى صحون الحلا ، فيأخذها بهدوء متفهمًا عدم تقبل فارس له مهما مرت الأيام .
- وعندما أنتهى من شرب فنجان قهوته وضعه جانبًا بهدوء ليأخذه أَوس وهو يستعير الدله التي كان يمسكها شهاب ويصب فنجان آخر ويقدمه لجواد ، فيقابله بإيماءه مُمتنًا وبشده لفهمه رُغم انه لم يتحدث ولكن أَوس بطريقه عجيبه أصبحت تجمع صداقتهم فهم أن جواد يشتهي شرب المزيد من القهوه ولكنهُ مستحي أن يطلب
- ليفضح أسرار صداقتهم شهاب قائلًا : يا جد صدقني هالأثنين فيهم بلاء لازم نفحصهم عند دكتور قلب او عيون لأجل نكتشف طريقتهم بفهمهم لبعض
تخيل أنهم يفهمون على بعض بدون كلام ! يوم من الأيام كنت نايم معاهم بغرفه وحده فجأه اشوف جواد يوقف يطفي ضوء السهاريه بسبب أن أَوس يحب ينام في الظلام الكامل
ليومنا هذا وأنا أفكر كيف فهم عليه ؟
والحين هذا قام يصب له القهوه رُغم أنه ماقال يبغاها ، عجزت أشوفهم طبيعيين
يا أن معمول لهم سحر من فاعل خير ، يا أن عندهم أجهزة إستشعار يحس كُل واحد فيهم على الثاني وش يبغى ، والله مافي أحتمال ثالث صدقني ياجد
لو جاء يوم وواحد منهم صار أخرس وفقد قدرته على الكلام لا تستبعد أن الثاني بيقلده حتى بنرة صوته ويكون هو المترجم الخاص فيه .
- فيخرج جواد عن صمته سارقًا لُب أسماعهم وهم ينصتون إليه بكُل تأنيّ : تعرفون الذي يسأل عن قيمة الهديه ؟
اللي يجادل في النُكته !!
اللي مايفهم المزح
يبتذل « اللُطف »
يغتال الجمال في روحك
ما يحس .. مايفهم
مايحس لأنه ما يفهم
تعرف الذي يعاتبك وأنت مُكتئب !
يناقش خجلك بكُل جُرئه
يطئ جِراحك بكُل بلاهه
أحساسه .. ميت
إستيعابه متأخر !!
نقده جااااف
حتى مدحه إذا نوى يتحسن
تلقى مدحه مافيه ذكاء ماله روح
مدح مُعلب مُصطنع ممجوج
وأنا الصراحة ما أقدر أعايش إنسان
غبي مشاعريًا  أبدًا !
الحس وذكاء الروح هو الجمال
وأذكياء الروح قّله .

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن