- البارت الـ٤ :

108 7 0
                                    

- البارت الـ٤ :

- وها قد طُرزت السماء بضوء القمر لتُعلن عن إتمام زواج أبنة مجيّد الصُغرى بولد نيّاف الأكبر ، وأيضًا أكبر حفيّد لسُهيل .. ليعلنهم الشيخ المسؤول كزوج وزوجة !
ويا لسُخرية الحظ وهو يتمنى لهم أن يشيخا على وسادةٍ واحده !
~
~
~
- يدعك مُقدمة رأسه بسبب الصُداع التي أنتشر في خلايا رأسه وكأنه يُعاقبه بطريقته الخاصه ، قبل أن يفتح باب الغرفه ليدخلها بهيئته الضخمه وملامحه التي أخذت النصيب الأوفر من الحده ، يقترب من طيفها الأسود ترتدي هذا الفستان كفستان زفاف يُليق بزواجهم !!! تقف بالقُرب من النافذه المفتوحه لعّل هبوب الرياح تخفف من الكتمه القويه الذي سكنت بين جوانح فؤادها وتُعطيه ظهرها بمظهرها الهادئ وكأن هذا الزواج تم بكامل إرادتها ! وهو التي توقع أن تبرقّ وترعد عليه من أول وهّله يدخل بِها إلى الغرفه !
وقبل أن تُلامس أصابع كفه الخشنه النافذه تجحض عينيه بطريقه مُهلكه وهو يستشعر جسدها الهزيل التي أرتطم بعضلات صدره المتينه بسبب إلتفاتتها السريعه ناحيته تغرس السكين الحادّه التي أستقرت على كتفه اليسار ، ليُلطخ بياض ثوبه لون الدم الأحمر ويبدء بالنزيفّ دون توقف مما جعل قبضة كفها التي تحتجز السكين بين اصابعها تتجمد !

لتتعانق نظراتهم الموجوعه حد النُخاع ! هو ينظر لها دون ردة فعل بالرُغم من أثر الألم الشديد التي بان على ملامحه ووجود السكين المغروسه التي تنخر بكتفه حتى هذه اللحظه !
وهي ترمش رمشات متواصله بعدم تصديق مما سيّرها جنونها لفعله بجُزء من الثانيه ! دون أن تعلم أن أقترابه ناحيتها كي يغلق النافذه المفتوحه على مصراعيها لأن نسمات البرد العاتيه تؤثر عليه  وتتحد مع صُداعه لتجعله يشعر بألم لا يُطاق ، ولكنّها فسرت أقترابه بنيّه مُناقضه تمامًا جعلتها تحمي نفسها بهذه الطريقه الخاطئه والتي رأتها كردة فعل جدًا صائبه !!!
بدء جبينه بالتعرق الشديد وملامحه الحاده بالذبول المُخيف والذي لا يتناسب بتاتًا مع هيئته القويه ، ليرفع ذراعه اليمين بصعوبه بالغه وكأنهُ يُشيل بِها أطنان هائله من الحديد الثقيل ، يُثبت قبضته فوق كفها المُتجمد على السكين ثم يضغط عليها بما تبقى من قوته .. لحظاتٍ خاطفه فقط قبل أن ينتزع السكين التي أحدثت دمار عنيف في كتفه ليترك السكين تهوى على الأرض ، ومازال يحتجز كفها المُرتجفه بكفه التي خيّم البرود على كُل عرقًا فيها !
تبلع ريقها ببُطئ كمُذنب لا يفقه في ميادين الوحشيه بشيء مهما كان صغيرًا ،  قبل ان تتلكأ حروفها كدلاله واضحه على أرتجاف روحها : لا ت ق ر ب منيّ !
لا يعطي كلامها أدنى أهميه بل على العكس تمامًا يُزيد من اقترابه ناحيتها يقطع المسافه الضئيله جدًا التي تبعده عنها ، ليمنع مرور نسمه واحده من بينهم غير عابئ بالألم الشديد التي يقوى شيئًا فشيئًا ليزاد تعرق جبينه وذبول عينيه التي أوشكت على الغوص بنومًا عميق ، وكأنهُ تحول خلال ثوانٍ معدوده من جبل راسخ إلى حُفنة تراب بعثر الهواء جميع ذراته ، وكأنهُ ليس رهيّب المُهيب منذُ نعومة اظافره بل طفلٍ ضعيف تؤثر عليه نسمه عابره ، ليستطرد قائلًا بصوتٍ واهٍ كاد أن يُسمع : ليه ؟ خايفه منيّ ؟ ولا خايفه على شرفك الذي تسبب بهالزواج ؟

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن