- البارت الـ١٢ :

56 4 0
                                    

*
- لتستوقفه عندما قالت بنظرة إستهزاء : حتى لو كان أضعف الأيمان تغير هالمنكر بقلبك لا كنت تغيره لأن مالي نيه أنتحر أصلًا يا شيخ .
- كان الأندهاش من نصيبة هذه المره وهو يراها تدافع عن تشكيكه لإيمانها ولرُبما حقًا كانت تقف هِنا بنية أستنشاق الهواء لا أكثر ولا أقل .. ولكن ما جعله يندهش أكثر رهافة جسدها التي قد تأتي نسمة هواء هائجه وتسقطها أرضًا بل من إين لها هذه القوه لتستطيع أُنثى مثلها أن تقف على الحواف دون خوف ! قد رُبما تكن هذه الأُنثى الذي يدهشه وقوفها هُنا هي " سيدة الحواف القصوى " من يعلم !
حتى أسلوبها بالكلام ركيك بعض الشيء يناقض عنفوان كلماتها فخوفها منه يضاهي خوفها من تلك الحواف المُرعبه والتي تجعل كُل من ينظر للأسفل يُصاب بقشعريره .

لحظات خاطفه ليعجز عن الحِراك قيد أنمله واحده .. تلك العينان المسحوبه برموش طرفيه كثيفه والشامه التي توجد فوق جفنها الأيمن ليجزم بجميع جوارحه أنهُ قد التقى بهذا التفرد الآسر من قبل ولكن إين ؟
جميع أحشائه تصرخ قائله هذا ليس أول لقاء يجمعه بِها !
تأثير هذه العينان يحفظه عن ظهر قلبّ ولكن ذاكرته يتراكم فوقها الغبار ليعجز عن تذكر موقفهم الأول !
عجزت صوت قطرات المطر التي سقط خلال لحظات قصيره أن تخرجه من أعاصير فؤاده التي تقف بصفها بطريقه جعلتهُ يتمتم بينه وبين نفسه " اللهُّم أن كان سحرًا فأبطله " لهذه الدرجه عيناها وشامتها البارزه كان تأثيرهم في جوفه عميقٍ حد الغرق !
ولكن صرختها العاليه كانت كطوق النجاه وهي تقفز بهلع وتختبى خلفه عندما أقتربت القطه البيضاء مِنها مما جعلها تتلكأ بحروفها تتوسله : الله يخليك أبعدها عني .
ولكن القطه لم تعبئ بصراخها ومازلت تقترب مِنها رويدًا رويدًا لتمتلى عيناها بالدموع أثر خوفها الشديد من القطط وأخذت تتمسك بكفه بينما تكور قبضة كفها الأُخرى وتضرب بِها على ظهره دون إدراك بل بأقصى مراحل الهلع : يمكن فيها جني بيتلبسني بسببها قول لها تبعد - وتقرأ بعض الأيات القرأنيه بصوت شبه مسموع - مما جعل أوس يضحك ضحكه مكتومه على كُل هذه الدراما الغريبه ولكنّهُ يلتزم الصمت كي لا يحرجها فخوفها يكفيها وزياده ليقوم ببعض الحركات السريعه يصدر صوت مُعين فتركض القطه مبتعده عنهم .

يزداد هطول المطر بكثافه مُرعبه فالسماء حقًا قد أوشك أن يختفي فيها أخر شُعاع نور ولحظات الليل قد بدأت للتو الأستولاء على الأرض .. ليستشعر أوس أناملها المرتجفه التي ما زالت على ظهر كفه وتمسكها بجاكيته من منطقة الظهر جعلته أخرس عن القيام بأبسط حركه وبعد تفكير سريع طرأ على عقله ، سحب يديه من أكمام الجاكيت ليعطيها فرصه للأبتعاد بطريقه تنقذهم كلآهم من الأحراج التي أصبحوا فيه بسبب قطه ضعيفه لا حول لها ولا قوه .
-  أدركت حتمًا اي موقف سخيف وضعت نفسها به .. قبل دقائق ترمي عليه الشتائم بسبب انقاذها من الأنتحار كما تهيأ له وتستخف بنصائحه والأن تتمسك بجاكيته التي تركه فارغ بين كفيها تتطاير أطرافه بسبب هبوب النسمات الشتويه العاتيه ، ياللأحراج التي أقحمت ذاتها به بسبب قطه .. ياللسُخريه !

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن