- البارت الـ١٩ :

50 3 0
                                    


- أستمرا بتبادل النظرات بصمّت وتوجس ، شهاب على إستعداد تام لأسوء ردة فعل قد تصدُر من أوس ، والآخر يرمقه بنظرات مُهلكه تُضاهي حدة القوس بحق وحقيقه ! وجواد يتخطاهم الأثنان بعدم مُبالآه وهو يدخل إلى الغرفه ويجلس على الأرض ينتظر أن تبدأ مُباراه المُلاكمه بينهم كي يستمتع في المشاهده فقط لا غير ، ليأتيهم صوت شهاب الضحوك الخائف يقول بقوه مُصطنعه : تراك ماتخوفني لكني أمثل قدامك الخوف عشان تحس بالهيبه ، يعني اعطيك على جوك ، لله دُر أمثالي وين بتلاقوا مثلي وين ؟
- وعندما أستوعب جدية الموقف وهو يرى ملامح أوس التي تجعدت أكثر وأكثر أزدرد ريقه بتوتر ويستطرد بنبره سمّجه : هات العقاب من الآخر ؟ تبينا نتضارب ؟ تضاربنا
تبي تضربني أنت ؟ أضربني بس أمانه بشويش ترفقّ فيني
والخيّار الأفضل يا ولد الكِرام من عفا وأصلح فأجره على الله
- رقّت ملامح أَوس بعض الشيء بسبب شخصية شهاب العجيبه والتي يستطيع إمتصاص غضب الشخص المقابل له بطريقه مُضحكه ويجعل من كان ينوي خنقه أن يحتضنه فأسلوبه الفُكاهي يجعل القلوب تنحاز لصفه بدلًا من أن تكون ضده !
رمق أَوس شهاب بنظره أخيره قبل أن يدخل إلى الغرفه ويغلق الباب بوجهه دون أن يقوم بأي ردة فعل أُخرى مما جعل شهاب يرمش بعدم تصديق وهو يحدق بباب الغرفه الذي أُغلق في وجهه وعندما تسلل الإستيعاب إلى عقله قال : بس كذا ؟!
ليضحك مُجددًا بعدم إستيعاب وهو يتحدث مع نفسه : لو كنت أدري من البدايه أن الوضع بيكون بهذي السهوله كنت جيت لأَوس قبل فارس وجدي وريحت رأسي .

ولانهُ اصبح آمن من ردة الفعل طرق باب الغرفه وهو يتلفت يمينًا وشمالًا خوفًا من رؤية جده بأي لحظه ، ليُفتح أَوس الباب ينظر له برفعة حاجب فيقول شهاب : كمل جميلك واسمح لي أنام اليوم معاك بالغرفه .
- لم يهتم لتوسله فأغلق الباب في وجهه مُجددًا
- ولكن شهاب يطرقه للمره الثالثه ومنذُ اول وهّله فُتح الباب أندفع إلى الداخل بسرعة البرق يحشر نفسه بالقوه رُغم أن فتحة الباب كانت صغيره لا تتسع لدخوله من الأساس ! يتخطى أَوس المُندهش ويجلس إلى جانب جواد قائلًا : الله يقدرني أرد لك هالمعرف .
- جلس أَوس إلى جانب جواد من الجهه الأُخرى ومازال سيل نظراته الثاقبه بأتجاه شهاب مُستمر : اي معروف ؟ أنت تسأل وتجاوب وتطلب وتنفذ كُل هالاشياء تسويها بدقيقه وحده أنا مُتأكد أن عندك إنفصام شخصيه شوف جدي وأطلبه ينفق ثروته عليك وعلى علاجك .
- ضحك شهاب ولكنهُ قال مُتسائلًا : أمانه وش سر هالطيبه ؟ ليه ردة فعلك كذا بارده ؟ قول الصدق هذا الهدوء ماقبل العاصفه ؟
- رفع أَوس أكتافه بعدم معرفه عندما قال بنبرة مُستفزه : العاصفه الحقيقيه عند جدي عطيت سُهيل زمام الأمور أنتظر الصباح يطل علينا عشان بس يصدر قراره .
- تدخل جواد هذه المره بعد أن قطع صمته : أشرقت الشمس اليوم من مغربها ؟ وراك متفق مع سُهيل وردة فعلك راكده ؟ هالحين شلت هم حتى أنا دام أنك أجتمعت مع جدي على كلمة وحده فالأكيد أن الوضع مايطمن .
- لم يبدي أَوس اي ردة فعل بل على العكس تمامًا يناظرهم بعدم إهتمام : مو أنت الذي نصحتني أترفق فيهم ؟ مو قلت جدي ماعاد يتحمل عناء ومشاكل ؟ خايف على جروحكم من ملحي وقلت أستبدله بسُكر ، أن صرت قوس قلتوا ليه وأن صرت أَوس قلتوا ليه ! أجل وش يعجبكم ؟
- يعلم جواد في باطن روحه أن هُناك أسرار مخفيه ، وأن أَوس لقد اجتمع مع سُهيل كي يصل الجميع إلى نُقطة حل ويبدو أن القرار التي سيعلنهُ سُهيل في الصباح يمُس سمعة العائله الهزاعيه بشكلًا عام وليس موضوع شهاب فحسب !

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن