- البارت الـ١٠ :

66 7 0
                                    

- ومضّه أخيره :
لطالما كانت مأساة الأنسان الأزليّه "أنهُ يعيش اللقاء الأخير دون أن يعلم بأنهُ الأخير" !!!

- البارت الـ١٠ :
_ قبل الزواج بيوم _

- الساعه التاسعه مساءٍ :
بعد يوم مُتعب يضج بالكثير من الأحداث والطقوس الروتينيه أُعلن فيه تمام زواج أحفاد سُهيل من بعضهم البعض .
- تتجمع العائله الهزاعيه في الصاله الصغيره التي تفصل بين جناح وجناح أخر ، والتي كان يتواجد بِها تلفاز مهجور لا يُشاهدون فيه سوى كُل سنه مرةٍ واحده في حال كان هُناك مشهد او حدث يستحق المشاهده من الأساس ! ولكن تزامن هذا اليوم تحديدًا مع المقابله الشخصيه التي سيجريها _ الشاعر راكان والتي وعد بِها جمهوره مُسبقًا _ ليناديهم شهاب بعد أن مسح الغبار المُتكدس فوق التلفاز يطلب منهم أن يراقبون أشارة البث ليذهب هو إلى السطح يتسلق الجدار بحركه سريعه أصبّح مُعتاد عليها ويقوم بتثبيت الأسلاك _ كون شهاب كهربائي مُحترف يترأس محل أعمدة الأناره التي يوجد في السوق الداخلي لقرية الضباع وتُنسب ملكية هذا المحل للعائلة الهزاعيه وقبل خمس سنوات من الأن سجل سُهيل المحل بأسم شهاب ليقف على رأس عمله حتى يومنا هذا _ ويعلم الجميع جيدًا أن سُهيل جعل أحفاده يتعلمون جميع المهنّ دون أستثناء منذُ الصغر كان يعلمهم كُل شيء ويذهب بِهم جميعًا للمحلات الخاصه بهذه العائله علم رهيّب الزراعه بجميع أنواعها ليعطيه المزرعه الخلفيه ويسجلها بأسمه ، وعلم شهاب كيف يُصبح عامل كهربائي متخصص في الأسلاك والمباني والمعدات ذات الصله ليعطيه محل الكهرباء ويسجله بأسمه ، وحتى حفيدة راكان _ الذي أختارتهُ الهواجيس ليُصبح شاعرًا _ لم يعفيه من المهن الأُخرى فتارةٍ كان يُساعد اخوه في المزرعه وتارةٍ يقف بجوار أبن عمته في المحل وتارةٍ أُخرى يعلمه الحياكه والطب الخفيف ليستطيع خياطة الجروح العميقه نوعًا ما في حال أصاب أحد أفراد العائله اي جُرح يستدعي الخياطه .. بل حتى حفيده هارون الذي كان يرافق أصحاب السوء دومًا ! جعله يهتم _ ببقالة هزاع _ ولكنه لم يفلح بشيءٍ وجعل البقالة تفلس بأقل من ٤ أشهر ! بسبب مرافقته لأصدقائه السيئين الذي يتملقون له بتملق كاذب وبسببهم أيضًا أصبّح مُدمن مخدرات ليضرب بجميع مبادئه ومبادئ عائلته عرض الحائط حتى رمت بِه الحياه إلى عُمق الهاويه ! ولكن في كُل الأحوال كان هذا الجد شديد الحرص أن يجعل أحفاده رجالًا مسؤولين لا يصعب عليهم اي عمل ..
أشخاصًا مُكتفين عائليًا وذاتيًا لقد عجن سُهيل أحفاده بيدًا من حديد !
وصقل شخصياتهم في ظِل كُل الظروف !

رُبما قد يكون جدهم القاسي ولكن هذا الجد جعلهم لا يحتاجون لأحد ! فضله كبير عليهم ولو شكروه حتى أخر رمقّ من حياتهم لن يوفوه حقه ! لقد أفنى كُل العُمر في سبيل تربيتهم وحمايتهم ! لقد أعطى كُل شخص فيهم قطعه من روحه وصبر على جميع مشاكلهم آهٍ لو يعلمون كم أن سُهيل أهدر حياته في سبيل تنشأتهم نشأةٍ حسنه وصنع لهم هاله كبيره من المهابه والقوه وظلهم تحت ظِله حتى أصبح لذكرهم تقدير وأحترام فريد في جميع ديار القريه وعلى مُستوى جميع القُرى المجاوره !

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن