بسم الله الرحمن الرحيم(يَٰلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنسِيًّا )
القرآن الكريم - سورة مريم (23)
رأيت كل الأعمال التي عملت تحت الشمس فإذا الكل باطل وقبض ريح
الإصحاح الأول - سفر الجامعة
(1)
الذبح بسكين المطبخ في البانيو
الساعة الآن قد تجاوزت منتصف الليل. مشرحة بغداد قد أوصدت أبوابها. ليس هناك سوى الطبيب الخفر ومساعده والحارس الخفير. المنطقة التي فيها المشرحة، والشوارع المؤدية
إليها، والأزقة التي تحيطها، بل وبغداد كلها غارقة في الظلام. في هذه الليلة المظلمة التي اختفى من سمائها القمر، قام الحارس آدم، قبل أن يأوي إلى غرفته، بجولته الليلية، فتأكد من الأبواب المقفلة في الطابقين الأرضي والأول حيث غرف الموظفين الإداريين وبقية الأطباء والممرضين المساعدين، وتأكد
من أن الطبيب الخفر والممرض المساعد قد ناما. الخفير آدم كان على غير عادته الليلة، فثمة هاجس خفي يدفعه لإنهاء جولته الليلية الاعتيادية، والتوجه إلى غرفته في الطابق تحت الأرضي، لمشاهدة الأقراص المدمجة التي اشتراها نهاراً من
الباب الشرقي وسط بغداد. الطابق تحت الأرضي ليس طابقاً للاستخدام الوظيفي
والإداري، فهو يتألف من ممرات طويلة متقاطعة وفارغة. في
أحد هذه الممرات توجد غرفة الحارس آدم، وفي الممر نفسه تقع
قاعة التشريح القاعة الكبيرة التي تحفظ فيها الجثث الجديدة من
أنت تقرأ
مشرحة بغداد
Horrorرواية مرعبة جداً،تحاكي من زاوية أخرى الوجع العراقي الذي لا يريد أن يصل إلى نهاية أبداً،يبقى الستار مفتوحاً أن اعتبرنا العراق أكبر مسرح على الأرض ، يعرض أكثر المسرحيات تراجيدياً،حيث تقوم الجثث بأداء أدوار خانقة ، ويكون الديكور أشلاء ودماء الضحايا الأ...