لا أعرفهما، لكنهما كانا في غاية التهذيب، وأكدا بأن هناك
اختلاط في الأشياء، وأنهما سيصححان الوضع.
أي وضع سيصححان؟ هل صدقتهما؟ - لم لا ؟ لم أرَ منهما ما يثير الشبهة أو الدناءة التي حصلت
معي بعدهما.
ومن كان هذين اللذين قاما باغتصابك وقتلك ؟
لا أعرفهما ؟ لكن كان أحدهما وهو يغتصبني، يصرخ بي:
هذا جزاء من لا تسمع النصيحة.
- لا أعرف؟ فالكل ينصح في هذا الزمان. حتى في الزمن السابق كان كل من يقوم باغتصابي ينصحني بالسكوت وإلا فستكون العاقبة وخيمة، وتكون نهايتي سوداء، وفي هذا الزمان
أية نصيحة؟
الكل ينصح، حتى إن التلفزيون صار وسيلة للنصيحة. ثم..
لم يستطع الحارس آدم أن يسمع بقية قصة هذه المرأة، فقد انتبه إلى أن أحد الأبواب البعيدة قد فتح وخرج الرجال الثلاثة منه، ومعهم المساعد لم يكن آدم الحارس يعرف ماذا يفعل. زحف راجعاً بكل قوته إلى الدرج، وألقى بنفسه على درجات السلم، وزحف نازلاً بالتزحلق على الدرجات التي كانت ركبتاه ترتطمان بها بقوة. وحين وصل إلى منتصف السلم وصار بعيداً عن مدى بصر القادمين، ركض بأقصى ما يمكنه من سرعة، هابطاً السلم إلى الطابق تحت الأرضي حيث غرفته، فدخلها مسرعاً، وأغلق على نفسه بالمفتاح.
ظل جالساً على الصوفة لدقائق. فكر في كل ما رآه، وسمعه؟ ما هو هذا المكان الذي رآه ؟ أين يقع ؟ بالتأكيد أنه ليس الطابق الأعلى؟ لكنه رأى مساعد الطبيب والرجال الثلاثة هناك؟ أحس بالارتباك والضياع أكثر. أحس بأن المساعد والرجال الثلاثة لم يروه، فقد كانوا بعيدين عنه، والطابق يلفه الظلام. أخذ الريموت كونترول وضغط عليه، فأضيئت شاشة التلفزيون. تنقل بين القنوات مستقراً على القناة التي تبث أفلاماً بالعربية.
أنت تقرأ
مشرحة بغداد
Horrorرواية مرعبة جداً،تحاكي من زاوية أخرى الوجع العراقي الذي لا يريد أن يصل إلى نهاية أبداً،يبقى الستار مفتوحاً أن اعتبرنا العراق أكبر مسرح على الأرض ، يعرض أكثر المسرحيات تراجيدياً،حيث تقوم الجثث بأداء أدوار خانقة ، ويكون الديكور أشلاء ودماء الضحايا الأ...