ها انت وحدك؟

96 4 0
                                    

- هل أنت وحدك هناك؟ نعم، أنا هنا وحدي لحد الآن. هل تحتاجين شيئاً؟ لا .. لكني أردت أن أقول للأخ آدم كاشف الليل بأني أعرف عائلته.. أقصد أعرف ابنته ربما ..

أنا حواء المفتي.

فجأة جاء صوت آدم كاشف الليل، متلهفاً، وهو يسألها: كيف هل تعرفين زوجتي وابنتي؟

ابنتك صارت مذيعة معروفة..

مذيعة ؟

نعم مذيعة معروفة اسمها حواء البغدادي. لكن يفترض أن تحمل لقب حواء كاشف الليل وليس

البغدادي، فنحن من أهل الحلة ولسنا من بغداد. لا أعرف، لكنها مرة تحدثت عن أبيها وخالها، وأن خالها مات تحت التعذيب وتمّ إعدام والدها.. وقد استمعت لك وأنت

تروي قصتك، فظننت أنها هي.

كم عمرها ؟

أعتقد أنها في الثامنة عشرة أو العشرين.

-

لا ليست هي من المستحيل لابنتي أن تكون مذيعة؟ هذا

مستحيل، فأمها امرأة متدينة ومن عائلة متدينة، ويستحيل أن تسمح

بأن تكون ابنتنا مذيعة.

إذن أنا آسفة؟

لكن ما قصتك أنت؟ يبدو أنك من أبناء هذا الزمان وهذا

العصر الجديد ؟

نعم أنا حواء المفتي كنت سجينة سياسية في زمن الطاغية، لأن زوجي أعدم كونه شيوعياً، وأخي أعدم كونه إسلامياً، وقد اعتقلت باعتباري من أقرباء الدرجة الأولى للمجرمين المعادين للسلطة والحزب الحاكم، لكن في الأوراق الرسمية لاعتقالي كتبوا أن تهمتي هي ممارسة الدعارة، وقد بقيت في السجن لسنوات

طوال.

حينما تم اعتقالي كانت لدي طفلة صغيرة، لا أعرف مصيرها، رغم أني كنت خارج السجن، بعدما جاء الأجانب بجيوشهم الجرارة وأزالوا النظام لكني رغم ذلك لم أعثر على طفلتي.

كيف لم تعثري على طفلتك ؟ ببساطة، لم أعثر عليها. سألت عن جيراننا، حينما اعتقلت قالوا لي بأن الأمن أخذوها ، بل لم أعثر على ابني أيضاً.

ابنك ؟ قلت إن لديك طفلة واحدة فقط ؟

نعم. هذا صحيح . حينما تم اعتقالي كان لدي طفلة من

زوجي، لكن في السجن تمّ اغتصابي لمرات ومرات، بل صرت

عشيقة أحد ضباط السجن، عشيقة، بمعنى أنه كان قد خصني له

فقط، وحملت منه، وولدت في السجن ابناً، لكنه أخذه مني. بعد

ذلك حملت لأكثر من مرة، وكنت أجهض نفسي بوسائل مختلفة.

حين خرجت من السجن عرفت مكانه وذهبت إليه مطالبة بابني،

لكنه اليوم صار ذا رتبة عالية في الداخلية، وصار النظام الجديد

لا يستغني عن خدماته، وهو الذي أرسلني إلى هنا. المهم، لقد

مشرحة بغدادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن