أو ممن خرجوا وجئنا بهم ثانية ؟ فكما تعرف هؤلاء غير منضبطينويستهزئون بكل ما نقوم به. صمتوا جميعاً، وكأنما ما قاله أقنعهم، لكن أحدهم قال: أعتقد أن الذي كان هو الحارس وليس أحد من هؤلاء.. -
لكن ربما أنت على حق أيضاً. لنذهب إذن.
كان الحارس آدم عند الباب من الداخل. إحدى عينيه مثبتة بالبؤبؤ الزجاجي. سمع كل ما دار بينهم من حوار، ورآهم يستديرون راجعين، صاعدين السلم، إلى أن اختفى صوت وقع أقدامهم.
ظل واقفاً للحظات مفكراً بهؤلاء الرجال الثلاثة؟ كيف دخلوا إلى المشرحة؟ ولماذا دافع الحارس عنه؟ ومن هم هؤلاء المنسيون؟ أين هم؟ وماذا يعني هذا، هل هذا يعني وجود قاعات أخرى في الطابق الأعلى؟ ولماذا يأتون بالناس الأحياء إلى هنا، هذه مشرحة؟ لكن أين يحفظونهم؟ إنه يعرف الطابق الأعلى لا توجد فيه سوى غرف الطبيب الخفر، ومدير المشرحة الذي يكون
دوامه صباحياً فقط وغرفة السكرتارية الخاصة به، وقسم الحسابات،
ولا يوجد في الطابق الأعلى غير هذا؟
صحیح أنه كان دائماً بالكاد يعرف نفسه، وكان يحس بطعم آخر للحياة، حيث كان يزور أمه المسكينة ويعطيها معظم ما يقبضه من المشرحة، ولا يستقطع منه إلا ما يحتاجه لشراء الكتب والمجلات وأقراص الأفلام، إلا أن كل ذلك اختفى فجأة، كل شيء تغير. فقد
جلس على الصوفة الجلدية شاعراً بالضياع. ماذا عليه أن يفعل؟ أحس أنه في الأشهر الأخيرة صار لا يعرف نفسه جيداً؟
صحیح أنه كان دائماً بالكاد يعرف نفسه، وكان يحس بطعم آخر للحياة، حيث كان يزور أمه المسكينة ويعطيها معظم ما يقبضه من المشرحة، ولا يستقطع منه إلا ما يحتاجه لشراء الكتب والمجلات وأقراص الأفلام، إلا أن كل ذلك اختفى فجأة، كل شيء تغير. فقد
أنت تقرأ
مشرحة بغداد
Terrorرواية مرعبة جداً،تحاكي من زاوية أخرى الوجع العراقي الذي لا يريد أن يصل إلى نهاية أبداً،يبقى الستار مفتوحاً أن اعتبرنا العراق أكبر مسرح على الأرض ، يعرض أكثر المسرحيات تراجيدياً،حيث تقوم الجثث بأداء أدوار خانقة ، ويكون الديكور أشلاء ودماء الضحايا الأ...