عن بيت تسكنه عائلة ، أم مع طفليها وخادمتها الخرساء ومدبرة المنزل والبستاني، حيث تكتشف الأم بأن هناك أرواحاً تسكن المنزل الكبير الذي يقع وسط غابة بعيدة، ويتضح في ما بعد أن الأم وطفليها والخدم جميعهم هم الأموات، وأن الذين كانت تعتقد الأم بأنهم الأرواح التي سكنت البيت ليسوا سوى سكانها الأحياء. لقد أعجبه الفيلم كثيراً، لا سيما وهو يحب الممثلة (نيكول كيدمان) التي تؤدي دور الأم في الفيلم. والغريب أنها ذكرته بوجه الفتاة القتيلة لحد ما. فكر للحظة مع نفسه هل نحن أموات وهذه هيأرواحنا تعيش مثل أبطال الفيلم، أم نحن أحياء فعلاً؟ استلقى الحارس آدم على الصوفة، وأطفأ المصباح الكهربائي فغرقت الغرفة في الظلام. ظل فاتحاً عينيه، محدقاً إلى سقف الغرفة برغم الظلمة. فجأة سمع صوتاً وكأنه صوت سرير نقال يتحرك. لم يعر الأمر اهتماماً فاستغرق في تحديقه إلى سقف الغرفة عسى
أن يأتيه النوم.
مرت لحظات ثم سمع وقع خطوات في الممر تتجه نحو غرفته. أحس بشيء من الخوف من تراه يمشي في الممر في مثل هذه الساعة ؟ فكّر مع نفسه في أن هذا الصوت غير حقيقي فهو يتخيله ربما بتأثير الفيلم الذي شاهده قبل أن ينام. لا. لا. الأصوات حقيقية وبدأت تعلو شيئاً فشيئاً، لكنها تتوقف قليلاً ثم
تستمر بالمشي لخطوات، تقترب باتجاهه.
مع اقتراب الخطوات باتجاه غرفته بدأ الحارس آدم يحس بالبرد يسري في جسده، فالتف بالبطانية. فجأة انتبه إلى أن
الخطوات وصلت إلى باب غرفته، ثم توقفت فجأة. شعر بالخوف، وبقشعريرة تهز جسده فغطي رأسه بالبطانية.
رفع البطانية عن عينيه وأخذ يحدق إلى مقبض الباب. أحس برغم الظلام بأن مقبض الباب قد تحرك دون أن يطلق صوتاً، لكن عاد إلى وضعه الطبيعي. أحس أن هناك من يقف عند الباب ويهم بالدخول لكنه لم يدخل من تراه ؟ ولماذا توقف عند الباب ولم يدخل؟ وإذا كان من العاملين في المشرحة فلماذا لم يناده كي
يفتح له ؟
بدأت الخطوات تنسحب من عند الباب وتختفي شيئاً فشيئاً في الممر، لكن الذي انتبه إليه الحارس آدم أن الخطوات جاءت
من جهة قاعة الجثث واتجهت مبتعدة نحو الاتجاه ذاته. في صباح اليوم الثاني سمع طرقاً على الباب فعرف أنها أصوات احتكاك مكنسة المنظف الأخرس الذي يقوم بالتنظيف نهاراً. انتبه إلى أنه قد تأخر في نومه قليلاً، فعادة هو يستيقظ قبل
هذا الوقت. أول ما طرأ على ذهنه هو الذهاب إلى قاعة الجثث، إذ أحس
برغبة شديدة في رؤية الفتاة القتيلة. حين خرج من غرفته رأى
المنظف الأخرس في أقصى الممر . اتجه إلى القاعة بخطوات
حذرة، فهو يعرف أن الطبيب ومساعده ربما هما الآن في القاعة.
في الطريق إلى القاعة تذكّر الأصوات التي سمعها ليلاً في الممر. لم يستطع أن يحسم الأمر مع نفسه إن كان ما سمعه مجرد وهم
أم كانت أصوات حقيقية.
حينمـا دلـف الحارس آدم إلى قاعة الجثث رأى الطبيب
الشرعي ومساعده يقفان عند جثة الفتاة التي كانت عارية بالكامل.
كانا قد أنجزا عملية التشريح، وقاما بخياطة الجثة من المناطق التي
تم فتحها فيها. كما انتبه إلى أن أسفل بطنها زال عنه الانتفاخ.
أنت تقرأ
مشرحة بغداد
Terrorرواية مرعبة جداً،تحاكي من زاوية أخرى الوجع العراقي الذي لا يريد أن يصل إلى نهاية أبداً،يبقى الستار مفتوحاً أن اعتبرنا العراق أكبر مسرح على الأرض ، يعرض أكثر المسرحيات تراجيدياً،حيث تقوم الجثث بأداء أدوار خانقة ، ويكون الديكور أشلاء ودماء الضحايا الأ...