إِحساسٌ ما

48 3 0
                                    

كانت عيناها كالبَحرِ، فَغَرِقتُ بِها و لم اَستَطع الطَوَفان
____________________________________

"فاقِدُ الشيءِ يُعطيه"

"فاقِدُ الشيءِ لا يستطيعُ اعطاءه"

جملتين تقاتلا عليهم آلافُ الناس, منهم من يؤيدُ الأولى, و منهم من يؤيدُ الثانية, و هي في النهايةِ تتبعُ الشخص نفسَهُ..

أحيانا عندما تُفكرُ بالامر, ربما تتفاجأ, كيف فاقِدُ الشيء يعطيه؟؟, هو فاقِدٌ للشيء, كيف سيعطيه؟؟

الجوابُ هو.. كيفن, كيفن نشأ في بيئةٍ قذرة, عائلة قاسية, لم يكن طفلاً مدللاً ابداً, رأى الفظائع من والده, و المعاناة من والدته, و الفقرُ في بلده, كان يفتقرُ للحنان الذي يحتاجهُ أي ابن او ابنة للنمو, احتضانٌ خفيف من والدته, تربيتٌ و ابتسامة لطيفة من والده..

عاش كيفن حياتهُ بارِدةً قاسية, لكنه كَبُرَ و اعطى كلَ حَنانِهِ للأشخاص الذين يحبهم, و قد كان يتمنى يوماً ان يُهديه احدٌ نصف هذا الحنان فقط...

بينما شقيقه الأكبر, كلارك باتسي, كان يعاني من نفس الحياة التي عاشها كيفن, نفسُ الشيء, لكنهُ كان عكس شقيقه, حيث انهُ كبر و كتلة من البرود تغلف وجهه, عندما يبتسم تظهر شبح ابتسامة على ثغره, لا تعلمُ حينها ان كان يبتسم بالفعل ام لا, ينادونه الناس بالباردِ الكئيب, لكنه فقط لا يهتم, لا يهتمُ لأحد....

في النهاية... هي بالفعل تتبعُ الشخص نفسه.

____________________________

استيقظت ايرينا من نومها على اشعة الشمس التي تضربُ وجهها, تململت قليلاً ثم استقامت و تكشر وجهها قليلاً من ألمها, بينما فركت عينها و استيقظت تماماً لترى كيفن ينظر لها و كأن عيناه تبتسم, توسعت عيناها بخفة و سألته

"الم تنم؟؟"

اغلق عينيه لثوانٍ ثم فتحهما و استقام يغلق الستائر ثم اتجه نحوها و وقف بجانبها

"صباحُ الخير"

"اجبني كيفن!"

ضحك بخفة ثم أجاب

"بالطبع لم انم, من سيحرسك و يحميكِ اذا تعرضتِ للخطر؟"

"و لكن..."

"دون لكن ايرينا, هيا سأنادي الطبيب كي يفحصكِ و نخرج من المشفى"

أراد الخروج لذا التفت لكنها اوقفتهُ تُمسكُ ملابسه بخفة, لذا عاود يلتفت لها

Between the palace walls||بَينَ أَسوارِ القَصرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن