🥀الفصل الأول 🥀

1.2K 39 20
                                    


في أنقرة...

تقف نسليهان في غرفتها بالسجن، تحاول أن تكبح دموعها وتخفي الألم الذي ينتابها منذ عشرين عامًا من الفراق القاسي. تنظر حولها بعيون مليئة بالحنين والحزن، تسترجع ذكريات الأيام الجميلة مع غوفين زوجها الذي تركها في لحظة ضياع.

وسط هذا الوجع العميق، كانت نسليهان تشعر بشوق لأطفالها، تلك الأرواح التي غابت عن حياتها لمدة طويلة. كانت تحتفظ بصورة لهم في جيبها، تعتبرها مصدرًا للقوة والأمل في الأيام الصعبة.

ترفع نسليهان يديها المغلقتين نحو السماء كمنادات صامتة تبحث عن إجابة على أسئلتها الكثيرة والمتشابكة.

"هل هناك من يسمعني؟ هل هناك من يراني؟"

تتساءل في صمت مؤلم، وتتلوح بأمل ضعيف في أن يكون هناك شخص ما يسمع صرخاتها الداخلية.

في صفتها كطبيبة في السجن، كانت نسليهان تستمر في خدمة زملائها السجناء، وفي أحيانٍ معدودة، تُسند لها مهمة علاج المرضى. وفي إحدى تلك الأيام، تُحالَف نسليهان بمهمة علاج مريضة.

وبينما تواصلت نسليهان في مهامها كطبيبة داخل جدران السجن، واجهت امرأة مسنة تحتاج إلى رعاية طبية. كان وجه المرأة يحمل وزر سنين من الصعاب، وعينيها تعكس تجربة حياة ممتدة وحكمة عميقة.

بعناية لطيفة، قامت نسليهان برعاية احتياجات المرأة، معالجة آلامها بيد ماهرة. وفي حين كانت تعمل، نظرت المرأة المسنة إليها بفضول وتعاطف، كمن يرى وراء زي السجينة إلى الروح الداخلية.

بعد إعطاء العلاج اللازم، جلست نسليهان بجوار المرأة، وتحولت محادثتهما من المسائل الطبية إلى مواضيع أعمق. تحدثت المرأة المسنة بلطف، صوتها متأثرًا لكنه مليء باللطف.

"أنت لا تنتمي لهذا المكان، عزيزتي"،

قالت المرأة المسنة، وكلماتها تحمل شعورًا بالإقتناع.

"أستطيع رؤيته في عينيك. أنت تحملين عبئًا لا ينبغي أن يكون لك."

انقبض قلب نسليهان عند سماع كلمات المرأة، وشعرت بلحظة حنين إلى الحرية التي تحلم بها . أومت برأسها بصمت، غير قادرة على إيجاد الكلمات التي تعبر عن تعقيدات وضعها.

مدت المرأة المسنة يدها المتجعدة، ووضعتها برفق على ذراع نسليهان.

"لكن تذكري، عزيزتي، دائمًا هناك أمل. حتى في أظلم الأماكن، هناك نور يمكن أن يُشعَر. أنت أقوى مما تتصورين، وقوتك ستهديك خلال الظلام."

امتلأت عيون نسليهان بالدموع وهي تستمع إلى كلمات المرأة المسنة، شعرت بشرارة الأمل تشتعل داخل قلبها المتعب. في تلك اللحظة القصيرة، وسط واقع الحياة السجنية القاسية، وجدت نسليهان عزاءً في حكمة غريبة، شعلة أمل لتحملها خلال الظلام...

"Rekindling Affection"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن