محمد بعد ما مرت ربع ساعة قرر يتصل في أبوه ..
محمد : ألو منى عطيني الوالد بسرعة
السكرتيرة : لحظة .. مين أقوله
محمد : أنا محمد
السكرتيرة : خير استاز محمد شو في صوتك
محمد بعصبية : منى قلت عطيني ابوي
السكرتيرة : لحظة بس ..
وتحول المكالمة مكتب بو محمد
أبو محمد : السلام عليكم
محمد بصوت مبحوح : وعليكم السلام .. ابويه لا تطلع من المكتب عشر دقايق وبكون عندك
أبو محمد : خير يا ولدي صوتك شو فيه .. ام مبارك فيها شيء
محمد : لا يا بويه الكل بخير بس أنا ابغيك بعيد عن البيت
أبو محمد : خلاص لا تبطي أنا أترياك
محمد : مسافة الطريق يا بويه
وصل محمد الشركة الدوام خلاص كان مخلص بس أبو محمد كان يتريا ولده ووصل محمد عند باب المكتب وقبل ما يدخل نزلت دمعه من عيونه ما قدر ييودها ..
أبو محمد : هلا يا ولدي خوفتني عليك شو فيك
محمد : أبويه
أبو محمد : لبيه
محمد : س ... سلط ... ان
أبو محمد وبدا الخوف يسري في عروقه ..وقف وكمل : خير يا ولدي شو فيه أخوك
محمد : أبويه إنته ريال مؤمن .. ولازم تفهمني يا بويه لازم تفهم إنه سلطان راح يا بويه سلطان راح
أبو محمد استند على كرسيه ويلس : إنا لله وإنا إليه راجعون وبدا يصيح بهدوء
كان ابو محمد معروف بالطيبة والرزانة وطول البال بس هذا ولده دموعه من زمان ما نزلن بس اليوم لازم بينزلنهن وغصبن عنه ولد راح .. ولده خلاص ما بيشوفه ما كلم محمد عطا نفسه دقيقة يفكر فيها باللي سمعه .. ما بيسأل ليش ومتى .. بس يبغي يستوعب إنه ولده خلاص راح وما بيرجع مرة ثانية
محمد كان واقف يشوف أبوه والوقار اللي فيه لو واحد ثاني كان ممكن يصرخ عليه او حتى يمد إيده لكنه إكتفى بكلمتين .. إنا لله وإنا إليه راجعون
أبو محمد حس بالضيق ياكل قلبه ومثله مثل أي واحد يحب ضناه لازم يسأل ولي ليش راح .. ما كان فيه شيء .. ليش راح : ليش يا محمد .. ومنو اللي قالك ؟؟
محمد ما قدر يستحمل دموع ابوه وطاح في حضنه مثل الياهل ما جنه ريال وأبو عيال وعمره 29 سنه .. كان محتاج لحضن أبوه .. أخوه الوحيد راح وراح بالمخدرات .. ليش .. الكل كان مهتم فيه ليش سلطان سوى شي
محمد وهو يمث دموعه : أبويه اليوم بالصدفة أنا كنت في المستشفى ولقيتهم يا يبين جثة وعرفت عقب إستفسار إنه اخويه
أبو محمد : حادث سيارة
محمد وهو كان حاس بالخوف : لا
أبو محمد : قول يا ولدي
محمد : مخدرات يا أبويه مخدرات .. وصرخ بأعلى صوته سلطان راح
هنيه بدت ضربات قلب بو محمد تزيد وتزيد صح حاول يصبر لما سمع إنه ولده مات لكن مخدرات ليش يا سلطان تسود ويهي ليش وإنته كنت رافعنه وإنته حي .. ليش يا سلطان .. بو محمد ما قدر يستحمل أكثر والضغط ارتفع عنده وطاح
محمد : ابويه رد عليه دخيلك رد علي لا تخليني بروحي أرجوك
ومدد أبوه على الكنبة اللي في المكتب وزقر البواب عشان يساعده إنه يركب ابوه السيارة .. وكان محمد يطير عشان يوصل المستشفى واتصل فيهم عشان يجهزون حد عند الطوارئ يستقبلون ابوه قبل ما يوصل محمد المستشفى بدقايق كان حمدان طالع من المستشفى ويا امه ومرت عمه ونورة ومبارك .. محمد ما اتصل في حمدان لأنه مستحيل يستحمل أي من الصدمتين لا موت سلطان ولا طيحه عمه اللي في حسبه أبوه ..
وصل محمد المستشفى ودخلوا ابوه وفعلا كان الضغط مرتفع عنده وايد وعقب ربع ساعة
الدكتور : لو سمحت إنته شو بتصيروله
محمد : أنا ولده يا دكتور
الدكتور : لا اطمن يا بني الضغط ارتفع عنده شويه وهو محتاج راحة ربع ساعة ويصحى وتقدر تاخذه البيت
محمد : مشكور يا دكتور
الدكتور : ولو هذا واجبنا يابني
وهنيه محمد تذكر ميرة اللي طلع من عندها ولا اتصل لها من ذاك الوقت فقرر يتصل فيها
وميرة كانت مستهمه عليه
شهد : لا تخافين يا ميرة أكيد لها بالشغل
ميرة : لا يا شهد قلبي قارصني محمد فيه شيء
شهد : ما فيه إلا العافية بس إنتي تطمني
ويرن تلفون ميرة ..
شهد : هذا أكيد محمد
ميرة : هيه هو هذي رنته ناوليني التلفون برد عليه
شهد تعطيها التلفون
ميرة : ألو هلا حبيبي وينك خوفتني عليك
محمد : لا غناتي لا تخافين ما فيني شيء
ميرة : عيل وينك قلت بترد عقب ساعة ولا ييت
محمد يحاول يتماسك : لا ولا شيء واحد من الربع مسوي حادث
ميرة : وإن شاء الله الحين هو بخير
محمد : الحمدلله .. أنا بخليج ألحين
ميرة : انزين مع السلامة
محمد : مع السلامة
شهد : ها بشري شو فيه
ميرة : والله قلبي مب مطمن يا شهد لكن يقول واحد من ربعه مسوي حادث وهو وياه
شهد : يا ربي شو هذا اليوم (وتدمع عيونها مهند يا على بالها وسلطان بعد .. يا ترى وينك يا سلطان ؟؟)
ميرة : إلا سلطان وينه ليش ما بين اليوم ولا يا يسلم على حمدان اخويه
شهد : والله ما ادري أنا مستهمة عليه وايد
ميرة : إن شاء الله خير
وعند قسم الطواري في المستشفى وداخل الغرفة اللي فيها بو محمد .. كان يصيح ومب قادر يمسك نفسه ولده ضناه مات وبشوه بمخدرات .. آه يا زمن ليش تسوي فيني شذي .. آه يا زمن .. دموعي ما أذكر متى نزلت آخر مرة .. سلطان .. في شو قصرت وياك .. ليش أوامرك وطلباتك كانت مطاعة .. حس ابو محمد إنه مخنوق وايد وايد
ويدخل محمد الغرفة ويلوي على أبوه
أبو محمد حاول يتماسك لما تذكر زوجته وبناته : قوم يا ولدي خلنا نروح البيت
محمد : يالله يا بويه
وقاموا وركبوا السيارة والصمت سايد محد منهم تكلم لين ما رن تلفون محمد
محمد : هلا أماية
أم محمد كانت تصيح : محمد أبوك ما ادري وينه ما رد لين ألحين ومبايله مغلق وأنا قلبي قارصني روح دور على أبوك يا ولدي
محمد : أمايه هدي .. أبويه ما فيه شيء وهاذو ويايه
أم محمد تمسح دموعها : وياك .. ليش أنتوا وين
محمد : أبوي اصر يشوف حصة ووديته المستشفى وألحين إحنا في الدرب ياينكم
أم محمد : لا تتحيرون يا ولدي كافي سلطان اللي ما شفناه اليوم
أم محمد لما طرت سلطان محمد دمعت عيونه وبدا يصيح
أم محمد : وينك يا محمد ليش ما ترد
محمد يحاول يعدل صوته : لا امايه ولا شيء يالله إحنا عند البيت
أم محمد : يالله الغالي نترياكم
محمد : مع السلامة
أم محمد : مع السلامة
محمد يصد صوب ابوه ويتفاجأ .. أبوه كان يدمع بهدوء ويطالع الشارع والناس
أبو محمد : ليش شلطان سوا جذي يا ولدي .. أنا قصرت وياه بشيء
محمد : أبويه هذا حكم الله إحنا ما نقدر نعترض ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا))
أبو محمد : ونعم بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون
محمد : أبويه كيف بتخبر أمي ؟؟
أبو محمد : حادث .. هيه يا ولدي حادث .. أمك ما بتسحمل
محمد : وحتى حمدان يا بويه الدكتور موصيه يبتعد عن الصدمات ترا قلبه ضعيف وما يستحمل
دارت الدنيا على بوم محمد ليش اهله مب قادرين يذوقون طعم السعادة مع إنه كل شيء عندهم .. ليش المصايب على راسه تروح وحدة وتي غيرها .. لا إله إلا الله محمد رسول الله
ويوصلون البيت .. نورة وحمدان وأمه ومرت عمه كانوا قاعدين في الصالة
بو محمد + محمد (كان شكلهم تعبان بس حاولوا يتماسكون) : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام والرحمة
أبو محمد عقب ما يلس عند مرته ومحمد تم واقف : يا سلمى إنتي حرمة مؤمنة وراضية بقضى ربج وقسمته
أم محمد : ونعم بالله يا مبارك .. بس شو فيك وليش هذا الكلام
أبو محمد : الله عطانا أمانه ثقيله يا ام محمد وألحين ربج قرر ياخذ شيء من هذي الأمانه
أم محمد : بلاك يا مبارك .. حرقت لي فؤادي .. شو فيك تكلم
أبو محمد : البقى براسج الغالية .. سلطان عطاج عمره
أم محمد : مبار... مبار ... مبارك .. سلطان ولديه
أبو محمد : هيه يا سلمى سلطان أختاره ربج
أم حمدان ونورة وحمدان الصدمة ما خلتهم يقولون ولا كلمه
أم محمد : لا لا يا بومحمد إنته كبرت وخرفت
محمد وحس إنه أمه خلاص بتناهار : لا يا أمايه أبوي ما خرف .. والله اختار سلطان وهذا قضاء الله وقدره ولازم ما نعترض أبدا
وهنيه كلمات محمد كانت سجاجين في قلب أمه .. هذا ولدها حشاشة يوفها ضناها اللي تعبت عليه وربته 18 سنه وألحين يروح منها من غير حتى ما يسلم عليها يروح للابد .. ليش وأنا امك يا سلطان .. رحت ..لكن الجرح اللي في أيدي ماراح .. هيه آخر مرة شفتك فيها جرحت إيدي .. واليوم جرحت قلبي يا سلطان .. جرحت قلبي ..
وصرخت أم محمد باعلى صوتها : لا يا سلطاااااااااااااااااااااا ن
لوى عليها أبو محمد .. وهي تصيح .. نورة أغمى عليها عقب صرخة امها محمد حاول يصحيها وبعد محاولات وايد صحت ولوى عليها وتمت تصيح .. ليش يا سلطان يا اخويه .. ليش تروح .. تعال أنا فرحانة اليوم حمدان خطبني .. ليش يا سلطان أنا مسامحتك .. بس تعال .. ارجع دقايق يا سلطان ارجع دقايق ..
حمدان كانت الصدمة قوية عليها .. صح ما شاف سلطان من زمان لكنه غالي على قلبه هذا سلطان اللي كان يتطنز عليه ويقوله دوووووووم
سلطان : أبغي اعرف كيف بتاخذ وحده كل ما قلتلها شيء خددودها يستون حمر وما تتكلم
حمدان كان دايم يضحك عليه .. ليش يا سلطان .. ليش تروح .. تعال اوقف وياي .. أنا مريض ومحتاجك إنته واخوك .. آه وينك يا سلطان
ومرت ليلة كئيبة على بيت بو محمد .. محد ذاق النوم .. أم محمد كانت صابرة إلا عن دموعها اللي كانت تسيل بليا حساب وأبو محمد معاها .. ريال صح لكن الريايل بشر وهذا ولده مهما سوى بيتم ولده ..
في المستشفى شهد كانت واعية عشان تصلي الفجر وكانت مقررة تمر على مهند بعد ما تصلي وفي سجودها كانت تدعي حق اخوها .. إنه الله يشفيه (آخ يا شهد لو تعرفين إنه سلطان اليوم وعقب ساعة بالتحديد بيكون تحت التراب)
محمد وأبوه وياهم حمدان قرروا يدفنون سلطان عقب صلاة الفجر وفعلا .. بعد صلاة الفجر كانوا في المقبرة وخوال سلطان واهله كانوا موجودين والكل كان يضن إنه سبب موته حادث سيارة .. لكن كانوا يدرون إنه الكذب ما بيستمر ولازم بيي يوم الناس بتعرف ليش مات سلطان بس المهم أمه ما تعرف