شهد كانت مجابلة المكتبة . .. وظهرها للباب .. ومندمجة في الكتاب اللي في إيدها .. مهند فتح الباب شوي شوي .. وشافها قاعدة على الكرسي ومنزلة راسها شوي .. شهد ما انتبهت .. إنه في حد معاها في الغرفة .. كانت تظن بس هي الموجودة مع روح أخوها سلطان ..كانت تقرا الكتاب وتقول في خاطرها ((بقراه لين ما يوصل سلطان .. عشان أسوي مثل كل مرة أقوله شو الحلو اللي في الكتاب وشو اللي ما عيبني )) وفي نفس الوقت اللي شهد كانت فيه سرحانة .. كان مهند يطالعها .. صح معطتنه ظهرها .. بس هو كان يرتجف .. استغرب من نفسه ..
شو صايبني يا رب .. هذي شهد جدامي .. وأنا مب قادر حتى اقولها السلام عليكم ..
ليش هذا الخوف ياربي .. تجدم مهند وقعد على الشبرية ومع ذلك شهد ما انتبهت .. تفكيرها بسلطان كان أقوى من إنها تنتبه ..
مهند مرت عليه خمس دقايق وهو موجود في الغرفة .. مب عارف كيف يبدأ .. بس بعدين .. تشجع وحاول ..
مهند : السلام عليكم
شهد رفعت راسها بدون ما تلتفت .. حست بجسمها كله يرتجف .. سلطان .. لا هذا مب سلطان .. هذا صوت أنا أعرفه .. أعرفه عدل .. هذا صوت مهند
ويقطع مهند تفكيرها : أحسن الله عزاج يالغا .. ياشهد (كان بيقول الغالية بس تراجع)
سادت لحظة صمت .. خذت شهد نفس عمييييييييق .. ولفت تشوف مهند .. ولما طاحت عينها في عيونه .. تمت تتأملهم .. هذا مهند .. هو نفسه .. مهند اللي أحبه ما اقدر أستغنى عنه .. بس ليش يقولي أحسن الله عزاج هو بعد يبغي يلعب علي .. ولا يبغيني أنسى الطردة ..اللي استوت في المستشفى
مهند : شهد .. يا ريت كنتي تتكلمين .. كنت على الأقل غفرتلج
نزلت شهد راسها .. ورفعت صورة سلطان .. وناولتها مهند
مهند : يا شهد .. سلطان مات .. الله يرحمه .. اطلبيله الرحمة ..
شهد بانت علامات الحزن على ويها وردت تدقق في ملامح مهند ..
مهند : شهد أنا كنت ياي أسلم عليج وأروح .. حطي بالج على نفسج ..
وقام مهند ونزلت شهد راسها ..
مشى مهند ولما وصل عند الباب .. إلتفت لكنه شاف شيء غريب ..
كانت عيون شهد تدمع ..
هيه شهد بدت عيونها تمتلي بالدموع .. كلهم ممكن يمزحون بس مهند ملامحه جادة ..غير إنه زعلان مني .. وما بي إلا إذا كان الموضع صدق .. يعني أخوي راح .. خلاص ما راح يرجع ..
وقف مهند وتم يطالع عيونها اللي خلاص امتلت بالدموع .. كان مو متحمل يشوفها بهذي الحالة بس تم ساكت وما تكلم .. مسك مقبض الباب
وفتحه ..
شهد بصوت خفيف متقطع :ي .. يع .. يعني .. يعني صدق سلطان مات ..
مهند ما صدق إذنه حس إنه يبغي يطير .. هذا صوتها .. صوت الغالية صوت شهد .. رغم إنه متقطع ..
صد عليها مهند .. وقرب منها .. ويلس على ركبه مجابلنها ..
مهند كان مو متحمل أكثر خلاص بيسامحها بس خلها تتكلم .. : شهد تكلمي .. سمعيني صوتج مرة ثانية .. قولي شهد
شهد رفعت راسها وخلاص الدموع تنزل من عيونها .. مثل النهر .. : س .. سلطان .. ولد مبارك مات .. صح يا مهند
مهند : هذي سنه الحياة ياشهد ..
ونزلت راسها وحطت إيدها على ويها وتمت تصيح ..
مهند تم يطالعها بهدوء .. يبغي يلوي عليها من الفرحة ..يبغي يطلع ويبشر كل اللي برع .. إنه شهد خلاص تتكلم .. بس ما يبغي يفارقها ولا لحظة خايف يكون عايش في حلم ..
مهند : شهد الحمدلله على السلامة ..
رفعت راسها وتمت تطالعه بوجوم .. ودموعها تنزل .. أخوها راح ومهند خلاص إنهزت صورتها جدامه .. اليوم شهد فهمت إنه .. اللي يستوي من حوليها حقيقة مو حلم .. اليوم حست بطعنه قويه في صدرها .. من إثنينه تحبهم وايد .. سلطان ومهند ..
وفجأة رجع على بالها ذاك اليوم .. اللي مات في سلطان .. واللي شافت فيه منصور .. واللي زعل فيه مهند .. تشجعت مسحت دموعها
شهد بصوت مخنوق : مهند أنا ما أستحقك .. أرجوك لا تحرجني
مهند : شهد ارجوج
شهد : مهند أنا اللي أرجوك .. خلني في حالي
مهند : شوووووه .. شو تقصدين ؟؟!!
شهد كانت تتقطع من داخلها .. بس تأنيب الضمير كان ياكل قلبها .. لكن ما حبت هو يبدأ فبدت هي الاول : مهند لو سمحت .. لا تيي هني مرة ثانية
مهند وكأنه انصفع على ويهه .. يتذكر هذي الجملة .. قالها أو سمعها .. لا قالها وقالها حق شهد لما كانت خايفة عليه من الموت موت .. وألحين انقلب الموقف .. هي الغلطانة وهي اللي تبغي تبتعد .. وأنا الريال مالي كرامة ..
شهد : مهند ممكن تقوم ولا أنا أطلع أحسن
مهند وهو يوقف : لا لا تعبين نفسج .. أنا طالع
شهد كانت ميودة الدموع بعدها ما صاحت أخوها ولا ريلها اللي بتضيعه في لحظة تهور .. بس حياتها كلها ألم .. مستحيل .. تحس بالفرح مهما كان ..
وقف مهند ووصل عند الباب ولف عليها قبل ما يطلع : أنا طالع .. بس لا تدوريني بعد اليوم ..
شهد حست بخنجر يقطع قلبها قطعة قطعة .. خلاص اللي كانت خايفة منه صار .. آخ يا دنيا .. دمرتيني وأنا بعدني صغيرة .. دفنت راسها بين إيدها وتمت تصيح وتشهق وصوتها يعلى ..
حاولت تقوم بس حست ريولها مخدرة .. تمت على الكرسي تصيح .. تصيح أخوها .. وتصيح مهند .. اللي خسرته بسبب تهور .. وعزة النفس اللي بتدمرها في النهاية ..
مهند طلع من الحجرة وعقله مو معاه .. خلاه مع شهد .. هو اتخذ قراره .. مستحيل أرجع لها .. نزل مهند الصالة ومحمد كان يتريها ..
محمد : زين يا ريال ما بغيت تطلع .. عيل يوم بترمس شو بتسوي ..
مهند :....................
محمد : مهند شو فيك عسى ما شر شكلك ما يسر .. شهد فيها شيء ..
مهند : لا ما فيها شيء .. محمد دخيلك قول حق حد يزقر أختي بنروح .. أنا أترياها في الصاله ..
وفجأة يسمعون صرخة من فوق .. كانت شهد
شهد : تعــــــــــال يا سلطان ..
محمد وقف مصدوم ..
مهند ببرود مصطنع (كان يفور) : روح شوف اختك تراني كلمتها..
محمد :..................
مهند : محمد روح شوف شهد وبشرهم وناد أختي
محمد صد على مهند حظنه بقو وطلع يركض على الدري ..
مهند تم يشوفه لين ما اختفى .. وطلع من الصالة وركب السيارة .. كان يدري إنه اخته ما بتطلع إذا عرفت عن شهد .. شغل السيارة وقرر يردلها عقب شوي
محمد فتح باب غرفه سلطان وراح عند اخته على طول ..
محمد : شهد قولي محمد سمعيني صوتج قولي إنج توه إنتي اللي صرختي
شهد بصوت متقطع : محمد
محمد : عيون محمد فديتج يا شهد .. ارمسي يا اختي تكلمي دخيلج (بدت عيونه تدمع)
شهد مدت يديها وحطتها على ويه أخوها ومستح دمعته : لا تصيح يا محمد وسامحني .. خليتكم تحاتون
محمد : مب مهم إحنا المهم إنتي .. (ولوى عليها وتموا يصيحون )
وفجأة انفتح الباب .. البنات سمعوا الصرخة ويوا يركضون
نورة : منو اللي صرخ قبل شوي
ميرة تقرب من ريلها : شو فيك يامحمد ..
وأسما واقفة بعيد وتطالع ..
محمد رفع راسه (سوى عمره حزين): بقولكم خبر يموت لاااااااااااااااااااا
نورة + ميرة خافوا صدق : قول بسرعة
شهد حاولت تبتسم : ما عليكم منه يبغي يلعوزكم
نورة وميرة وأسما بصوت واحد : شهـــــــــد
شهد زادت ابتسامتها : شو فيكم أول مرة تسمعون صوتي
بدوا يصيحون ولوا عليها ..محمد قام .. وأسما تجدمت وحظنت ربيعتها وحبتها بقو
شهد : بس يا أسما عورتيني ..
اسما : إلا بقطعج مثل ما قطعتي قلبي .. لحظة بتصل في مهند
نورة : يالله اتصلي بشريه
محمد : ماله داعي مهند أول واحد سمعها وهي ترمس .. ساحر طلع مب حب عليه ههههههه
ميرة : يا عيني يا عيني .. ترانا ما كنا مالين عينها
شهد ويها تغير ورجعت تصيح
الكل استغرب .. شو فيها ..
محمد : شهد حبيبتي حاولي توقفين
شهد : ما أقدر يا محمد ما اقدر (وترد تصيح )
في هذي اللحظة يرن تلفون أسما ..
أسما : ألو .. مهند
مهند : أسما بعد ربع ساعة بيج ..
أسما وهي تمسح دموعها : الحمدلله على سلامة المدام يا استاذ مهند
مهند : وهي خلت فيها مدام .. الله يعين بس المهم لا تتأخرين
أسما حست إنه اخوها فيه شيء .. : إن شاء الله
مهند : مع السلامة
أسما :مع السلامة
محمد : آسف اسما .. نسيت إنه مهند يبغيج .. التهيت بشهد ..
أسما : لا عادي اخوي محمد كله واحد ..
ميرة : شهود يالله بسرعة قومي عن الدلع برووك بيموت من الوله عليج ..
شهد : فديته حتى أنا تولهت عليه وعليكم كلكم .. خاطري انزل أكلم أمايه بس مب قادره
نورة : إنتي شاوري .. والكل تحت أمرج
شهد : تسلمين يا اختي
محمد : أنا نازل عند حمدان .. وببشر أمي وأبويه في الطريق
ميرة : زين ما تسوي .. وطرش مبارك بعد
شهد : هههههههه شنج ناويه علي ..
ميرة : حار بحار هههه
الكل : ههههههه
محمد ينزل .. ويشوف ولده يالس في الصالة ويلعب ..
محمد : مبارك حبيبي تعال
مبارك : نعم بابا
محمد : تحب عموه ثهووووووود على قولتك
مبارك : هيه اهبها ..
محمد : هي بعد تحبك وتقولك سير حجرة عمي سلطان ..
مبارك بفرح : والله عمي سلطان رجع .. أنا أعرف عمو ثهووود زعلانة عشان هو مو في البيت والله بظربه ألحين بقوله ليش زعلت عموه ثهووووووود
محمد سكت وترحم على اخوه في قلبه ..
محمد : لا حبيبي .. بس عموه شهد فوق .. يالله سير
مبارك بهدوء : وعمي سلطان
محمد : خلاص لا تسير
مبارك : لا لا خلاص ..
مبارك ركض يشوف عمته صدق كان مشتاق لها وايد ..
محمد سار بيشوف أمه وأبوه ..
في حجرة سلطان .. كانوا الأربعة متلخبطين يصيحون شوي ويضحكون شوي .. بس شهد اختفى سلطان للحظات من بالها .. بس ما اسرع ما رجع ومو بروحه .. إلا معاه مهند ..
دخل مبارك الغرفة ..وركض ونقز على عمته ..
مبارك : عمووووووووووووه ثهوووووووود قامت
شهد تمت تحبه : فديت روح بروك أنا والله
مبارك : عموه ليث اثتويتي مينونة أنا ما احب الميانين
شهد مستغربة : ومنو قال إني مينونة
مبارك : ماما
شهد : يا مسودة الويه شو قايله حق ولدج ..
ميرة تضحك : والله ما قلت شيء إلا روحه يخرف ..
شهد : هههههه يالخربوط ..
وتموا يسولفون .. وقالولها عن سالفة المستشفى .. في البداية .. خافت .. حست برعب .. بس لازم تروح لأانها تبغي تمشي مثل الأول .. فوافقت ..
محمد كان عند أمه وأبوه عشان يخبرهم ..
دخل الغرفة لقاهم طايحين .. فما بغى يوعيهم بس قبل ما يطلع
أبو محمد : هلا يا ولدي بغيت شيء
محمد : لا أبويه سلامتك تحريتك راقد
أبو محمد : آخ يا محمد وين يغمضلي جفن وأنا أفكر باللي يصير في هذا البيت ..
أم محمد : عيل أنا شو أقول
أبو محمد : سلمى إنتي واعيه ؟؟؟
أم محمد : وين بيني الرقاد يا مبارك .. وعيالي يضيعون واحد ورا الثاني ..
محمد : زين إنكم واعين .. لأنه شهد تبغي تشوفكم
أم محمد : ليش قومتوها يا ولدي .. أحسها تتضايق إذا شافتنا
أبو محمد : يا ربي يخليها لي ويعافيها
محمد : آمين .. يالله قوموا وأنا بسبقكم
محمد حب يسويلهم مفآجأة عشان يفرحهم شوي . .
رجع يصعد فوق ودخل الحجرة ..
محمد : شهد قومي سيري حجرتج بسرعة ..
شهد : ليش ؟؟
محمد : أبا أفرح أمايه وأبويه قلتلهم إنج نشيتي وتبينهم
ميرة : يا ابوا المفاجآت إنته ..
محمد :عشون عيل .. أعجبج يا حرمي المصون ..
شهد : يالله عيل خلونا نطلع
طلعوا .. لفت شهد على الباب وقفلته .. وصدت على محمد
شهد : محمد ممكن احتفظ بالمفتاح ؟؟
محمد إلتفت على ميرة اللي هزت راسها عشان يوافق
محمد : على راحتج
وراحوا حجرتها .. وشلها محمد وحطها على سريرها ..
اٍسما سلمت على شهد لأنه مهند سوالها مس كول
أسما : أشوفج باجر إن شاء الله
شهد : لا تعبين نفسج ..
أسما : لا تعب ولا شيء .. وبيب مهند وياي (وتغمز بعينها )
شهد ملامحها تغيرت .. وهزت راسها لربيعتها
أسما : أي إنتي ما أحب لغة الإشارات ولا أفهمها .. أتكلم عربي وبس تبين يالله ارمسي ما تبين كيفج ..