في المستشفى
الدكتور : يا اخ محمد يالله راح ننقل حمدان
محمد :وإحنا جاهزين ومهند خلص كل شيء في المطار .. بس ممكن مرتي وأبوي يسلمون عليه
الدكتور :المدام ممكن تنفعل وهذا مو كويس لحمدان
محمد : خلاص على راحتك
ميرة : يعني ما أقدر حتى أشوفه
محمد :بس من بعيد
ميرة : راضية
أبو محمد :أنا بدخل أشوفه
محمد : يالله يا بويه عشان بيروحون ..ع
أبو محمد : خلاص بسلم عليه في المطار
محمد :لا ماله داعي تروحون المطار لازم تودي ميرة البيت .. عشان أمها
أبو محمد : خلاص بدخل اسلم عليه .. وعقب بنروح البيت
في غرفة حمدان
أبو محمد :حط بالك على نفسك يا ولدي
حمدان : أبويه .. طلبتك طلبه ..
أبو محمد : قول يا ولدي آمر
حمدان : أنا أعرف إنه ما بقى في عمري وايد .. وصيتي يا عمي تزوج نورة من عقبي إذا صدق تعتبرني ولدك .. وقولها حمدان يقولج سمي أول ولد تيبينه حمدان على اسمي
أبو محمد : لا تقول شي يا حمدان محد بياخذ نورة غيرك
حمدان : لا يا عمي .. وما أوصيك على امي .. ترها جنتي ..
أبو محمد دمعت عيونه ولوى على حمدان وباسه على راسه وطلع وميرة لما شافته طالع يدمع اتذكرت أمها وصاحت وقاموا عشان يروحون البيت
مر الوقت وحمدان وصل بسيارة الإسعاف المستشفى .. وقبل ما يروحون عشان يركبون الطيارة
حمدان : محمد
محمد :آمر يا اخويه
حمدان :خذ
محمد : شو هذا
حمدان : الورقة والقلم
محمد : هات
حمدان : القلم حقك بس الورقة آمانة ..
محمد : حق منوه
وصد حمدان على مهند
مهند : انزين يغني أفارج سر .. خلاص باي
محمد : لا تعال
مهند :تراني افهم هذي الحركات
حمدان :ههههه دام فهمتها يالله فارج ..
وخاز مهند عنهم وناول حمدان محمد الورقة
حمدان : بتشوفني قاسمها ثلاث أقسام .. واحد عطه حق نورة إذا ما عندك مانع والثاني لشهد
محمد : والثالث
حمدان :لمهند
محمد : مهند ؟؟؟؟
حمدان : محمد أنا حاس إني ما برد خلاص كان خاطري اموت في بلادي بس ما بكسر بخاطركم وبروح .. عطها مهند أول ما يرجع .. هذي أمانة
محمد دمعت عيونه : لا تقول شي يا حمدان .. إن شاء الله بترجع
حمدان : الله كريم
ويتقرب منهم مهند
مهند : بس عنبوه كل هذا سر .. أخاف حليتوا قضية الشرق الاوسط وأنا ما ادري ..
محمد : أكيد
حمدان : هههههههههه
مهند : يالله إحنا بندخل عشان ما نتأخر
محمد سلم عليه ووصى مهند على حمدان .. وسلم على حمدان ووصاه على نفسه وقبل ما يدخلون مسك مهند محمد .. وصاصره في اذنيه : إذا اتأخرنا ود شهد المستشفى وخلها تتعالج
ابتسم محمد ودمعت عيونه وحظن مهند بقو .. وحس بحرارة في جسمه كله .. رغم المرارة إلا إنه يحس إنه اللي يحبهم موجودين حوليه ..
مسك مهند التلفون وطرش مسج ..
حق شهد ..
شهد رفعت الشاشة وفتحت المسج وقرت
(................)
بنعرف في الجزء الياي .. شو المسج .. وشو كتب حمدان في الأوراق .. وأم حمدان كيف بتكون ردة فعلهاشهد كانت تشوف شاشة تلفونها بذهول .. ما كانت تتوقع من مهند هذا الشيء .. ليش .. هي الغلطانة الأولى والأخيرة .. بس ما تقدر تجبره إنه يعيش مع وحدة تمر بأزمة نفسية .. بس الازمة النفسية بتمر .. أنا اللي تسرعت .. أنا اللي هدمت حياتي بنفسي .. بدل ما أصلح الغلط .. سويت غلط أكبر منه .. مهند ما يستاهل .. بس بعد أنا اتصلت فيه وأعتذرتله .. وإعترفت إني أحبه ولما كنت بقوله إني آسفة وكنت منفعلة .. ما عطاني فرصة .. وألحين يطرش هذا المسج .. ياترى لازم أفرح ولا أزعل باللي مكتوب .. ما أدري .. ليش يا مهند .. يا ترى انكسرت من عينك وقلبك ولا بعدني شهد اللي تحبها .. تمت سرحانه في شاشة التلفون ..
(( أنا بعد حبيتج من كل قلبي .. بس للأسف إحنا مب لبعض ))
يا ترى أفرح لإعترافه بحبه لي .. ولا لقراره بالإنفصال عني .. نزلت دموعها غصبن عنها .. والتهت بهمها .. ونست إنه الكل يحاتي حمدان .. وما يدري شو اللي صاير فيها ..
بس أنا أقوى من كل شيء .. لازم أوقف مع أهلي .. وفي النهاية أفكر في نفسي .. أهلي محتاجيني .. ومهند الله يحفظه وين ما كان ..
حطت شهد التلفون من إيدها .. مع إنها كانت ناوية تتصل .. بس غيرت رايها .. مهند أعترف لها إنهم مب لبعض .. لازم ترضى باللي حوليها ..
ألم × ألم × ألم
مسحت شهد دموعها .. ورفعت إيدها للسما ودعت ربها بكل حب وصدق وإخلاص
((يارب توفق مهند وين ما كان وترزقه وتعوضه بوحدة أحسن مني ))
نورة في هذي اللحظة دخلت غرفة أختها وهي حالها أردى وأردى .. مالحقت تتهنى برجعة حمدان .. وراح والله وأعلم بيرد ولا لا .. نورة قربت من شهد وابتسمت لها ابتسامه صفراء باهته ما طلعت من قلبها البريء
نورة : اتصل محمد وقال إنهم دخلوا وبيركبون الطيارة ألحين ويوم بيوصلون بيتصل مهند وبيطمنا .. وميرة توها واصلة مع أبويه ما بتنزلين تحت
شهد : بنزل بس عقب ما أتكلم وياج شوي
نورة : قولي يا شهد .. قولي كل اللي في خاطرج .. ترى خلاص ما بقى شيء نخفيه كل شيء صار ظاهر وقلوبنا تقطعت وإحنا بعدنا ما شفنا من الدنيا شيء
شهد : لا يا نورة مهما كانت الآلآم والأحزان .. لازم نتصداها بقو ..
نورة : بس أحيانا مهما كنا أقويا ما نقدر نقاوم الضعف وأقرب مثال إنتي ..
شهد : أنا ما ادري شو اللي صابني .. أحس بريولي متخدرة ومب قادرة أتحكم فيها وحتى لما كان صوتي نبحوح ومختفي .. كنت أحاول أتكلم وياكم بس ما أقدر .. تدرين كنت أسمع صوت سلطان في كل ناحية .. يناديني ويقولي (شهد أحبج ولا تصدقينهم ترى أنا وعدتج إني أرجع وبرجع .. صدقيني برجع .. وعد ريايل ))
كنت بس أحلم في سلطان ما كنت أفكر في أي شخص ثاني ..
نورة : بس خاطري أعرف يا شهد شو اللي خلا صوتج يرجع
شهد : يمكن الصدمة ..
نورة بإستغراب : الصدمة من شوه ؟؟
شهد تذكرت إنه نورة ما تعرف شيء : لا يا نورة ولا شيء .. الحمدلله أزمة وعدت
نورة : وإن شاء الله إنحلت على خير
شهد ابتسمت وقلبها دمع الدم : انتهت يا نورة انتهت وللأبد وخير .. هيه نعم خير إن شاء الله
نورة حست بحزن أختها : إن شاء الله .. ننزل ألحين لأنه أمايه تحت وميرة دخلت غرفتها وعمتي بعدها في الغرفة مع إنه صارت الساعة عشر ولين ألحين ما قعدت من النوم .. غريبة ..
شهد : يمكن تعبانة وما رقدت عدل
نورة : آآآآآآآآه يمكن .. والله الكل تعبان يا شهد ..بس لازم نكون كلنا حوليها لما ميرة أو أبويه يخبرونها .. عشان نخفف عنها
شهد : عيل ازقري البشاكير خلهم يساعدوني
نورة : إن شاء الله
وقامت نورة وقبل ما تفتح الباب ..
شهد : نورة
نورة : نعم
شهد : خايفة على حمدان
نورة نزلت راسها بحزن وامتلت عيونها دموع : أكثر من ما اخاف على نفسي ..
شهد : تحبينه ..
نورة : ما أدري .. بس ما يحقلي أقول هيه لأنه ولد عمي بس ..
شهد : بس إنتي خطيبته ..
نورة : شهد حمدان بالنسبة لي وايد .. وحتى لما انفصل عني زادت معزته في قلبي أضعاف وأضعاف .. ولما رجع ما فكرت إني بعيش مع إنسان مريض .. لا بالعكس .. تشجعت لأني بكون عون له خاصة وإني أحبه .. لكن الظاهر ..إني ...(وتصيح )
شهد : اذكري ربج يا نورة .. في أمل
نورة : أمل .. وين الأمل .. ياريت الله يسمع منج
شهد : ما ادري بس حاسة إنج بتكونين عروس عقب فترة قريبة
نورة : تظنين يا شهد ..
شهد : عندي إحساس قوي
نورة : بس سلطان بعده .. ومستحيل أعرس قبل سنتين أو ثلاث
شهد نزلت راسها : سلطان عايش .. وبيتم عايش .. في قلوبنا كلنا .. سلطان حياتي كلها يا نورة .. وسلطان بالعكس فرح وايد لما ملجتي .. وكان ينتظر الساعة اللي يشوفج فيها عروس ..
نورة : فديت روحه .. (وتصيح) وترد عند شهد وتلوي عليها ..
شهد بصوت متقطع : الموت مو معناته نهايه العالم قالها مهند هذي سنه الحياة ..
نورة تمسح دموع أختها : الله يوفقج يالغالية مع مهند ويجمعكم على خير ..
شهد تمت تطالعها .. وهي ساكتة .. ما حبت ترد كافي آلم عاد .. كافي
تدري إنه جرح سلطان عمره ماراح يبرى .. لو مرت ألف سنه .. جرحه ماراح يبرى .. وجرح مهند راح يعيش لين ما تندفن تحت التراب ..
نورة : شهد مو مهم إني أتزوج وما أبغي أفكر في الزواج .. المهم حمدان يرجع بالسلامة عشان أمه واخته وأبوي اللي يشوف فيه سلطان اللي راح
شهد بكل هدوء : الله يرده بالسلامة
نورة : والعرس لاحقين عليه بس الشقا اللي لازم نعيشه ألحين
شهد : لا تقولين هذا الكلام يا نورة ..
نورة : خليني أقوم وأزقر البشاكير يساعدونج
شهد : انزين
نورة طلعت من الحجرة .. ومشت .. وفجأة لقت عمرها جدام باب حجرة سلطان .. ليش ياربي .. ليش كل ما نتضايق نرجع حق هذي الحجرة .. المفروض ما نقرب منها .. المهم ننساها .. وكيف ننساها .. وكيف ننساها والغالي كان فيها .. وينك يا سلطان تعال شوف شو صار فيني .. كنت تحن على راسي دايما وتقولي متى بتعرسين ومتى بتعرسين ملينا منج .. يالله عاد أبغي أستوي خال .. ما عندنا غير هذا مبارك الدب قابضنا عمي وعمي .. أبغي سلطان صغيرون .. مالي خص تسمين ولدج الأول سلطان .. وحتى شهدوه بخليها تسمي ولدها سلطان يوم بتعرس عاد .. يالله عاد تراكم علل على جبودنا .. أبغي أعرس والبيت يكون حق حرمتي ..
تذكرت لما كانت تهزبه وتقوله .. الزواج مب شيء مهم يفكر فيه لازم يفكر بدراسته ..
ابتسمت .. كان دوم يعايرها .. ويقولها : على الأقل أنا أشطر عنج مب درجاتي كلها ثمانين وسبعين ..
حست إنها من زمان ما ابتسمت .. حست بشعور غريب يسري في كل جسمها .. ما تدري شو هو .؟؟؟!!!
نزلت ونادت على البشكارة وقالت لها .. تروح تساعد شهد عشان تنزل تحت في الصالة ..
ونزلت ويلست في الصالة .. كان المكان هدوء ومحد فيه ورن التلفون ولما قامت بترد سكر
..
في غرفة أم حمدان أو بالأحرى الغرفة اللي قاعدة فيها في بيت بو محمد
رن التلفون
ردت عليه
أم حمدان : ألو
مهند بصوت حزين : ألو هلا خالتي ..
أم حمدان : هلا يا ولدي منو إنت
مهند : أنا مهند ربيع حمدان
أم حمدان : هلا يا مهند شحالك يالغالي وشحال أمك وأختك
مهند : كلهم بخير ..
أم حمدان : آمر يا ولدي شان بغيت حمدان تراه في البيت من يومين يرقد هناك
مهند : لا يا خالتي بس ........
أم حمدان : بس شوه تكلم يا ولدي عورت قلبي
مهند : حمدان
أم حمدان : ولدي شو فيه تكلم يا مهند
مهند : حمدان عطاج عمره
أم حمدان : حــــــمدان
نورة سمعت صوت عمتها وقامت بسرعة صوب حجرتها وبطلت الباب
نورة بخوف : خالوه شو فيج شو فيه حمدان
أم حمدان : نورة مهند
نورة : مهند ؟؟ شو فيه
أم حمدان : تعالي يمي يا نورة
نورة قربت من عمتها وحبتها على راسها وناولتها قلاص الماي
نورة : شو بلاج عموه
أم حمدان : مهند اتصل
نورة بإستغراب : إتصل ؟؟؟؟ متى ؟؟
أم حمدان : توه وقالي حمدان مات
نورة : شوووووووووووووووووه (ودمعت عيونها وبدت تصيح )
أم حمدان : نورة قلبي يعورني
نورة : عموه إنتي ما عندج تلفون في الحجرة كيف كلمتي مهند
أم حمدان : حلم يا نورة حلم .. بس في الحلم مهند كان يقولي حمدان مات
نورة لوت على عمتها : كلها أحلام يا عمتي مالها أصل من الصدق (خافت من التلفون اللي رن وما ردت عليه )
أم حمدان : بس قلبي يعورني يا نورة .. ما أدري شو فيني
نورة : ما فيج إلا العافية .. ترى أماية سالت عليج ..
أم حمدان : ما ادري شو صابني اليوم ورقدت عقب الفجر
نورة في خاطرها : رحمة من الله
نورة : يالله عموه أمس عقب ما رقدتي صار شيء في شهد
أم حمدان : والله شو فيها أنا أقول قلبي ناغزني
نورة : لا عموه شهد بعافيه بس صوتها رد لها
أم حمدان : والله الله يبشرج بالخير يالغالية .. يالله عيل قومي عشان بسير أشوفها
نورة : لا ألحين بينزلونها البشاكير
أم حمدان : خلاص دقايق وأنا يايه
نورة : ما تبين شيء ..
أم حمدان : سلامتج يا مرت ولدي
نورة كانت معطيه ظهرها حق عمتها يوم قالت هذي الجمله دمعت عيونها وطلعت برع الحجرة .. شهد كانت موجودة في الصاله توه نزلوها ..
شهد : شو يا نورة لايكون قلتيلها
نورة : لا ..
شهد : عيل شو فيج
نورة : حلمت إنه مهند يتصل ويقول إنه حمدان مات ..
وتركض وتيلس على ركبها وتحط راسها في حظن شهد ..
تنهدت شهد من خاطرها .. وحطت أصابعها في شعر أختها وبدت تمررها فيه ..
آه يا نورة كلكم تحاتون حمدان وأنا أحاتب مهند وحمدان .. كلكم يمكن تنسون جرح سلطان .. بس أنا أموت لو أنسى ذكرى سلطان .. يمكن تكسركم الآلآم لكن أنا راح تحيني الآلآم .. فديت روحج يا نورة دومج طيبة ومحبوبة من الكل .. بس هذي حياتج ومحد عالم فيها غيرنا .. وأنا يا نورة شو أقول .. قلبي خلاص ذاب .. من العذاب .. ذاب مثل الثلج .. ذوبته نار سلطان ولهفه مهند ومرض حمدان .. وألم أبويه وشقى أمايه ..
نورة رفعت راسها وشافت أختها بنظرة حزن وجال في خاطرها مية سؤال وسؤال ..
إحنا اللي لازم نواسيج يا شهد ونوقف وياج بعد العجز اللي صابج لكن العكس إنتي اللي واقفة مع الكل وإنتي تساعدين الكل .. فيه مثلج يا شهد في الوجود ولا مافي ..