بارت 40

357 8 0
                                    

لف مايد الميدالية اللي فيها مفتاح الشقة .. وكانت عبارة عن ميدالية فيها قلبين فيها حرفه وحرف نيلي .. كانت يايبتنها هدية في ذكرى زواجهم الأخيرة ..
دخل .. الجو كان هادي وبارد نوعا ما .. والليتات مسكرة وكأنه ما في حد موجود .. نزل الشنطة من إيده ومشى في الممر اللي يودي لغرفة النوم .. الباب كان مفتوح شوي .. والليت الأحمر اللي هو ليت النوم مفتوح .. وصوت خفيف يصدر من الغرفة وكأنه نيلي تكلم حد .. مايد وقف على الطرف بحيث يشوف كل اللي في الغرفة واللي في الغرفة ما يشوفه ..
كانت نيلي منسدحة على السرير وعلى ويهها ابتسامة رضى وراحة واطمئنان وتتكلم بكل حرية وتعبر عن كل ما بداخلها من فرح وسعادة ومايد واقف يسمع ويشوف ..
كان يبغي يدخل على طول لكن مسك أعصابه وحب يسمع الكلام للنهاية ..
كانت سماعة التلفون في إذن نيلي وهي تكلم ربيعتها جاكلين .. وتخبرها عن العملية اللي سوتها من سافر مايد ..
هي كانت تخطط لها من زمان لكن ما كان عندها أي فرصة إلا هاذي ..
نيلي : لقد كنت أفكر في ذلك منذ زمن بعيد غريب مر على زواجنا الكثير ولكني لم أحمل في البداية أنا كنت لا أريد ولكن الآن أريد ..
جاكلين : وما ذا ستقولين له عندما يعود
نيلي : ببساطة .. أنني حامل ..
.. هني انجلط مايد وحس بالدم يسري في كل جسمه مسك قبضة الباب وفرغ شوي من الغضب اللي فيه عليها يبغي يفهم كل شيء ويسمع بنفسه ..
**
جاكلين : وكيف سيصدق أنه ابنه
نيلي : جاكلين أنتي تعلمين أني لم أفعل شيئا خطأ
جاكلين : وهل أنت واثقة من أنه سيصدق
نيلي : قبل أن اجري العملية حاولت أن أختار مواصفات مشابهه له
جاكلين : وفي أي مستشفى أجريتها
نيلي : في مستشفى بوسطن
جاكلين : وهل كانت إمكانياتهم متميزة
نيلي : كنت أريد أن أجريها في عيادة خاصة لكن علمت أنهم لا يعطون أي أوراق أو إثباتات
جاكلين : ولماذا الإثباتات ؟؟
نيلي : لا أعرف ولكن لأشعر نفسي أن ما فعلته صحيح وليس خطأ
جاكلين : المهم أن لا يشك في الأمر
نيلي : لن أدعه يشك في الأمر
جاكلين : وأين وضعتي الأوراق الصحية
نيلي : إنها لدي في الحقيبة لا أظن أنه سيعود قبل فترة
جاكلين : وهل أنت متأكدة أنه سيعود
نيلي : إن لم يعد سأخبره أنني حامل وأنه ابنه وهو المسؤول عنه سأرميه للملجأ إن لم يعترف به فما حاجتي أنا لطفل أنا لا أريده ولكن أريد ماجد ..
جاكلين : ترمينه للملجأ
نيلي : نعم فأنا لا أعرف أباه ..ولا حاجة لي به أريده من أجل ماجد ولأضمن أنه سيظل بجانبي
جاكلين : أوه نيلي أنا ساتركك الآن هذا مايكل قد وصل
نيلي : حسنا لا تخبري أحدا بأمر العملية
جاكلين : حسنا .. سنراك اليوم في الملهى
نيلي : لا أظن ذلك تعلمين الرقص والشرب ممنوع عني هذه الأيام
جاكلين : وهل جاك يعلم أنك حامل
نيلي : نعم يعلم وقد غضب ولكن لا علي فأنا أريد ماجد وجاك مجرد صديق لا أكثر وهو يعلم ذلك وخاصة أنه صديق ماجد قبل أن يكون صديقي ..
جاكلين : حسنا حسنا ولكن ماجد لا يعلم أنك تحادثينه يوميا وحتى عندما كان موجودا
نيلي : شيء عادي
جاكلين : متأكدة
نيلي : ماجد متحفظ كثيرا وأنا بحاجة إلا رجل فري أتعلمين ما معنى فـري
جاكلين : قال لك اطلبي الإنفصال وهو مستعد أن يتزوجك
نيلي : لا أريد أملك اثنين بدل أن أملك واحد أحدهما يمنحني الرومانسية والىخر يمنحني الأمان
جاكلين : نيلي هذا لا يجوز هذه خيانه
نيلي : اووووه جاكلين ماذا تقولين
جاكلين : أنت تعلمين مدى خطورة ما تفعلين
نيلي : لن يكتشف ماجد شيئا لقد قلت لجاك أن لا يخبره وهو وافق لأنه يحبني
جاكلين : لا أعرف ماذا أقول ولكن سأزورك غدا ونتحدث .. إلى اللقاء
نيلي : إلى اللقاء ..
هني نزلت نيلي السماعة وقلبها ينبض بهدوء تام إلا إنه هذا الهدوء كان الهدوء اللي يسبق العاصفة .. الباب انفتح وقلب نيلي بدى يدق بقو من الشرر اللي يتطاير من عيون مايد .. اللي مشى بسرعة ومسك الشنطة اللي كانت محطوطة على الطاولة وفتحها وطلع مجموعة الأوراق اللي فيها .. واللي تبين إنه نيلي سوت عملية التلقيح الصناعي .. في مستشفى بوسطن وهذي عملية متداولة في أروبا لها أهداف متعددة لكن بالطبع حرام وهذا اللي ما ينتبه له الاجانب أبدا وهو شيء عادي عندهم في سبيل أغراض نفسية ومرضية في بعض الأحيان .. وتبين الأوراق إنه العملية أجريت في تاريخ معين وهو بعد سفر مايد بيوم وطبعا مواصفات الشخص المطلوب كانت موجودة وتحمل رقم 667859 اسمه مب موجود في الاوراق إلا إنه في تعريف شامل للمواصفات الخارجية والوراثية .. وحتى العملية والعلمية ..
حس مايد نفسه صغير في ذاك الوقت كيف تسمح لنفسها إنها تخونه وهو اللي ياي من هناك ومتعني عشان يعتذر لها ويقنعها ترجع معاه الإمارات بكل الوسائل .. هو اللي حرم نفسه كل شيء تروح وتخونه لا وشو بعد في نظرها اللي سوته ما يعني شيء إنها تكون أم لطفل أبوه مجهول الهوية وتفكر إنها تسجله بإسمه ولد حرام يتسجل بإسم مايد هذا اللي خلاه يسنى اللي حوله والدم يسري في عروقه بقو وشر قوي يتسرب لأيده وكل جوارحه .. حس ببركان داخله خلاص لازم ينفجر سواء داخل ولا خارج ..
نيلي كانت عايشه في عالم الخوف .. كيف صار جذي ماتدري تحس بجسمها يرتعش بقوة وتحس بعد إنها خسرت مايد للأبد ..
نيلي : ماجد أرجوك افهمني
مايد بصراخ : شو اللي تبيني أفهمه (وتجدم) هاه قولي شو اللي تبيني أفهمه يالخايسه يالدنية
نيلي : ماجد أنا لا أفهم ما تقوله
مايد : سعلح ما فهمتي سودتي ويهي الله يسود ويهج .. الله يسود ويهج
وقرب منها ومسكها من إيدها وسحبها من على الشبرية وهذا كان كفيل بانها تطيح على الأرض بقوة ..
نيلي بدت تصيح : ماجد أرجوك أنا حامل
مايد : وبعد لج عين تقولينها يالخايسة ..هذا ولدج ولد الحرام وحسج عينج تقولين إنه يخصني تفهمين
ونزل ورفعها وصفعها طراق قوي خلا الدم ينزل من ويهها ..
ونيلي عايشة في كابوس فظيع من يومين بس كانت تحلم إنه هذا الولد اللي بتيبه بيريط مايد وبينسيه أهله لكن الظاهر إنه بيخلي مايد ينساها .. هي مب فاهمة أي جمله من اللي يقولهن مايد يتكلم كلام غريب تبغي تفهم منه شوي ..
مايد حس بتعب فظيع في كل جسمه .. ودموعه بدت تنزل هو كان يظن إن الامر أهون من جذي .. حس بعمره مخنوق طالعها بنظرة موتتها وآلمتها أكثر من الضرب يمكن مايد كان يحقله يظربها أكثر بس حس إنه إيده مشلولة وعقله مشلول وقلبه مشلول أكثر وأكثر .. صد الصوب الثاني حس إذا ظربها اكثر ممكن يموتها بس هو فعلا يبغي يموتها بس في هذي اللحظة طرت في باله أمه وشوق .. كيف وهو معصب يفكر بهذي العقلية ما كان يدري لكن يمكن الله سبحانه وتعالى ألهمه الهدوء في هذي اللحظة اللي ممكن أي شخص في مكانه كان يسوي بلوى ومصيبه .. لف وخلاها طايحة على الارض تصيح ويوم وصل عند الباب كان لازم يعلن نهاية هذي المعانة اللي استمرت هذي المدة الطويلة كان لازم ينهي الطريق اللي بينه وبين هذي الفاجرة اللي ما قدرت ترحه إلا ثواني .. مستحيل ينكر فضلها في البداية لكن اللي يبيع شرفه يبيع أهله وناسه وأحبابه .. استند مايد على الباب ولف عليها وعق عليها آخر كلمات ممكن يقولها لها .. يمكن هي ما فهمتها لكن هو فاهمنها زين ..
مايد : إنتي طالق طالق طالق ..
هني رن جرس الشقة .. ومافيه حد انتبه لا نيلي اللي تتمنى تعرف شو يقول ما يد ولا مايد اللي يحس نفسه مشلول وجثة تتحرك .. مشى في الممر وهو سرحان وشارد .. وصل الصالة مسك الشنطة وشلها وصل عند باب الشقة .. هني رن الجرس مرة ثانية .. فتح مايد الباب .. وشاف اللي واقف حس بالدم يفور مرة ثانية داخله ..
جاك الإنسان اللي وثق فيه .. وكان يشاركه في الحلوة والمرة .. يكتشف إنه يطلع مع زوجته ولا في مكان فجور وفسق وحرام وخمر ومخدرات .. جاك اللي كان يمثل الطيبة .. والحنان والتعاطف مع مايد اللي عايش بعيد عن أهله ..دنيا كلها مظاهر وجذب وخداع .. مايد ابتسم خلاص ما يبغي يسوي شيء يبغي يطلع بسلام لكن قبل ما يطلع نزل الشنطة ورفع إيده عشان يظرب جاك لكن جاك كان أقوى منه ومسكه من إيده ولفه وبدوا يتظاربون بقو .. وصوتهم كان عالي .. نيلي ماتت من الخوف .. وكأنها حست إنه مايد يتظارب مع حد حاولت تقوم رغم إنها تحس إنها متكسرة من شدة ظرب مايد لكن وقفت .. وطلعت من الغرفة ومشت في الممر .. ويوم وصلت الصالة شافت الضرابة بين مايد وجاك .. وحست بخوف كبير وإنها بعد اللي سوته خسرت مايد وبدت تشتعل داخلها نار الإنتقام من اللي سواه مايد وبحكم إنه لازم بينفصل عنها في وقت قريب .. مسكت كاس زجاج كان موجود على الطاولة في الصالة .. شافها جاك وابتسم لها وشجعها بنظراته إنه اللي تسويه صح تجدمت ورفعت إيدها عشان تظرب مايد من وراه لكن في هذي اللحظة وبحركة عفوية نزل مايد رأسه بحكم الظرابة ولف جسمه ونيلي بأقوى ما عندها هوت بالكاس اللي استقر وانكسر على راس جاك .. وبدى الدم يسيل من رأسه التفت مايد لها وهي صرخت مما خلى كل الجيران الموجودين في العمارة يطلعون .. وحد منهم اتصل بالشرطة ..جاك كان طايح على الأرض في صالة الشقة ونيلي يالسة كلى الكنبة وهي تصيح بقو ومايد حاط رأسه من التعب على الطاولة وحد من الجيران يحاول يسعف جاك واللي منهم يحاول يسعف مايد .. دقايق ووصلوا الشرطة .. وفي نفس الوقت وصلت سيارة الإسعاف .. تأفف وايد هذا معناته إنه لازم بيدخل في تحقيق .. والتحقيق ما بيقل عن يومين ولا ثلاث .. وطبعا اللي ساعد مايد شوي إنه حد من الجيران قال للشرطة إنه جزء من الكاس كان في إيد جاكلين وهي اللي ظربت جاك ..
الشرطة اضطرت إنها تاخذ الإثنين معاها عشان التحقيق ..
**

ماذا بعد الآلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن