مر يوم كامل بهدوء ودموع حارة تنزل من عيون شوق ..انتهى كل شيء قبلت سيف على جبينه قبل ما ياخذونه .. دعتله من قلبها .. ويلست تعيد كل ذكرى حلوة مع أخوها والحريم من حوليها يعزونها .. ويشفقون على وحدتها .. عمتها كانت موجودة وبصعوبة يتها .. وقررت تم عندها .. شوق كانت في عالم ثاني بعيد عن الكل .. حتى محد يسمع صوتها ..
منى مرت سالم كانت وياها من وصلوا وسالم كان مع الريايل لما راحوا يدفنون سيف .. حاولو هم الإثنين إنهم يساعدون شوق بأقصى حد ممكن .. وطبعا شوق قالت حق منى عن مايد ولد عمتها .. واللي بدورها خبرت ريلها .. وطلب رقمه عشان يقوله عن الخبر ..
اليوم الثالث الصبح .. في بيت المرحوم سيف شوق كانت قاعدة ويا عمتها في الصالة ..
أم مايد بصعوبه : شوق أماية عطيني قلاص ماي ..
شوق : إن شاء الله ..
قامت وتناولت الماي وسقت عمتها لأنها ما تروم وأصلا في خدامه تلبي كل طلباتها بس حبت إنه بنت أخوها تسقيها الماي ..
أم مايد : يزاج الله خير يابنتي .. أمايه شوق ..
شوق : آمري عموه ..
أم مايد : قلتوا حق مايد يا بنتي ..
شوق : عموه أنا تدرين بي ما اقدر أتصل به ..
أم مايد : وأنا ما أعرف رقمه هو اللي يتصل بي دوم ..
شوق : أنا دورت الرقم وحصلته وعطيته حق منى مرت سالم اللي رديت وياهم من بلجيكا (وبدت تصيح بهدوء )
أم مايد: والله ناس أجاويد ما في مثلهم
شوق تمسح دموعها : صدقتي عموه ..
أم مايد : وقالولج بيتصلون ..؟؟؟
شوق : هيه عموه ..
أم مايد : يزاهم الله خير ..
شوق : آميــــــــن .. عموه تبين شيء بصعد حجرتي ..
أم مايد : لا تتأخرين بيون الحريم بعد شوي ..
شوق : إن شاء الله..
صعدت بخظى ثقيله .. كلها هم وحزن .. دخلت غرفتها خذت نفس عميق .. شافت نفسها في المنظرة الهالات السوداء غطت عيونها .. ويهها ذبل ما عادت البنت صاحبة الإبتسامة العذبة والمشرقة .. من وصلت ما حاولت تكلم حد من ربعها .. أصلا هي ما عندها غير صديق واحد وراح .. أخوها كان بالنسبة لها كل شيء .. ما فكرت في يوم إنها ممكن تفقده .. غلطانة لأنها ما حاولت تكون إلا مع شخص واحد .. وألحين بعد ما راح عنها هذا الشخص بدون وداع حتى .. خلاها غرقانة في بحور كلها ألم وشقى غير معروف لين متى بيلازمها ..
يلست على الشبرية وفتحت الدرج ..طلعت دفتر صغير .. وقررت تفضي شيء من السيل المندفع فيه ..
((أخترتك أنت وحدك من بين جميع الناس .. فتحت مقلتي الصغيرتين على هذه الدنيا لأراك .. رسمت لي خيوط الحب والحنان جعلتني لا أعشق غيرك .. أهديتني قلبك .. ومنحتني الدنيا بما رحبت .. يسرت لي دروب الأحلام .. أعطيتني ما فوق السحاب .. وأخذت بيدي إلى أعالي الجبال .. وتسابقنا على شواطئ البحار .. وبنينا معا أجمل قلعة بالطين وعشنا فيها بسلام .. أحببت بشغف وجنون .. عشقت ترابك الذي تمشي عليه ..وابتسامتك التي تجعلني املك الدنيا بما فيها .. أخي لاأظن أن هناك من يحبك مثل ما احبك .. واليوم تتركني في دوامة الحياة وحيدة .. أنت الجاني وأنا المجني عليه جعلتني اتعلق بك حتى الجنون وأنسى أن الدنيا قد أحتوت على بشر كثيرين .. ولكن الآن لاينفع أي شيء .. فقد ذهبت .. ولن تعود .. )
وحطت عنوان خاطرتها (أنت الجاني)
حست بدموعها تسري بغزارة تبغي تكتب أكثر بس ما تقدر .. دخلت الدفتر مكانه وطلعت شيء عزيز على قلبها .. ألبوم الصور ..
فتحته وبدت تشوفه .. هذا الألبوم فيه صورها من هي صغيرة .. وآخر صورة فيه صورتها وهي بلبس التخرج من الثانوية العامة ..
الالبوم كبير .. وفيه صور اخوها سيف .. صور الغالي .. تمت تشوفهم بشغف وكأنها أول مرة تشوفهم .. تبتسم بحنية لما تشوق إبتسامة اخوها وكأنه موجود معاها في كل لحظة .. شافت كل اللحظات الحلوة في عيون اخوها .. وكله ولا صورة تخرجه وهي واقفه عنداله كانت ذاك اليوم تحس بفخر كبير .. جلبت الالبوم وشافت صورها مع صديقاتها .. صور وايد .. فعلا ما باقي منهم إلى الصور وورقة في نهاية الالبوم فيها بعض اسماؤهم وأرقامهم بدت تجلب وتشوف ربعها .. لفتت نظرها صورة تحبها وايد .. صورة تصورتها مع ربعها اللي كانوا في ثالث ثانوي لما هي كانت في ثاني ثانوي .. كان عقلها اكبر من سنها بوايد وما كانت تصادق إلى الكبار .. عشان شيء ربعها اللي في سنها قلة تمت تشوف الصورة بصفاء نابع من قلبها .. كلهم كانت تكلمهم .. وعندها أرقامهم .. وبدت تشوف وحدة وحدة ..
هذي سعاد واللي عندالها شهد والثانية ثريا .. واللي يالسة جدامهم نادية وهي لاويه على أسماء واللي مطلعة لسانها فواغي ..
كانوا هذيل شلة وحدة وهي تحبهم لانهم دايما مع بعض وحبوبات لابعد الحدود .. حتى لما راحوا حالتها النفسية تغيرت لانها ما تحب اللي في سنها وحركاتهم اللي أبدا ما كانت تقتنع فيها .. ومن بعد ما طلعوا من المدرسة قل اتصالها مع هذي الشلة .. وألحين صار شبه منقطع لأنه ثنتين عرسوا والثلاثة إنقطعت اخبارهم عنها .. هي كانت تعرفهم وهي في اول ثانوي واستمرت معاهم سنتين والكل يستغرب وجودها مع هذي الشلة حتى المدرسات .. كونها أصغر منهم .. لكنها فعلا قضت أحلى أيام عمرها معاهم .. الله يهنيكم يارب ..
سكرت الألبوم .. طاحت على الشبرية وغمضت عيونها ..حست بروح سيف معاها .. ترحمت عليه في قلبها وقامت تنزل تشوف عمتها ..
في بلجيكا كان مهند يالس في المستشفى عند حمدان من راحت شوق وهو يي المستشفى من الصبح ..صدق في هذيج الايام ما كان يمر عليه إلا شوي ..
رن تلفونه في هذي اللحظة ..
مهند : هلا والله شحالك الغالي ..
سالم : الناس تسلم أول .. عنبوه تبقي تقص علي بكلمتين حلوات
مهند : ههههه .. السلام عليكم ..
سالم : وعليكم .. يعني إذا أنا ما اتصلت ما بتتصل
مهند : لا والله ياسالم بس حمدان
سالم : الله يعينه بس بعد لا تتعلث بحمدان تراه في غيبوبه
مهند : صح هو في غيبوبه بس لازم ما اخليه بروحه لحظة وحدة
سالم : الله يجزيك الخير يا مهند ..
مهند : طمني ياسالم شو أخبار شوق ..
سالم : والله الحمدلله منى دوم وياها .. وعمتها بعد يالسة عندها في البيت .. زين ياريال إنك ما تسرعت ذاك اليوم ..
مهند يتنهد : تدري يا أخوي كنت داخل عندها وأنا معزم أقولها اللي قلتلك ياه في الليل .. وقبل ما ابدا اتصلت شهد ..
سالم : سبحان الله ..
مهند : وفجأة حسيت إني مب قادر أقول شيء لساني انربط وحسيت إني بجرح عمري إذا نفذت اللي في راسي ..
سالم : أصلا قرارك كان سريع وغلط والله ستر إنك ما قلت حق شوق ولا لمحتلها .. بس أنا بسألك شو خلاك تسوي شي ..
مهند : تبغي الصدق .. كنت حاس بالشفقة تجاهها لا أكثر .. وقراري إني أتزوجها .. كان الهدف منه إني استر على إنسانة طيبة مالها أحد في الدنيا بعد أخوها .. وأصلا ما خذت هذا القرار إلا يوم وصلتوا فالليل وكل شيء انتهى لما رن التلفون ..
سالم : لو كان فيه الخير كان استوى بس الله مب رايد ..
مهند : الله يوفقها إن شاء الله .. بس صدق غامظتني ولازم اسويلها شيء ..
سالم : بس تدري إنه عندها ولد عمة
مهند بتعجب : قول والله ؟؟!!!!!!!
سالم : والله العظيم منى قالتلي ..
مهند : بس هي ما قالتلي ..
سالم : الله يهديك يامهند وإنته منو عشان تقولك ..
مهند : كان لازم تقولي عشان ما أتكفل بكل الإجراءات
سالم : يعني إنته مستخسر فيها اللي سويته
مهند : لا ما أقصد .. بس
سالم : لا تيلس تبسبس السالفة ومافيها .. إنه عايش في أمريكا .. للدراسة وما يرد البلاد إلا نادرا .. ويتواصل مع أمه بالتلفون وهو أصلا متزوج وماخذ وحدة أمريكية ..
مهند : ما اصدق .. شي عجيب
سالم : لا صدق ..
مهند : وخذت رقمه
سالم : أكيد خذته ومن أمس الرقم عندي وكل ما أتصل محد يرد علي ..
مهند : حاول مرة ثانية ..
سالم : أنا قلت بتصل فيه اليوم فالليل يمكن أحصله ..
مهند : عرفت إسمه ؟؟
سالم : هيه نعم .. أسمه الله يسلمك .. مايد علي ..
مهند: والله غريبة كيف بعد عايش في أمريكا ومخلي امه هني الله يهديه
سالم : ما تدري بعد .. هذي ظروف الدراسة ..
منهد : الله يعين المهم وصل سلامي لها .. بخليك ألحين الفاتورة ما بدفعها
سالم : هههههههه أونك تحاتيني ..
مهند : لا بس مليت منك .. ههههههه
سالم : أنا أراويك يامهندو
مهند : شو بعد مهندو أصغر عيالك أنا ..
سالم : هي نعم ..
مهند : انزين اجلب ويهك تراك ما تنعطى ويه ..
سالم : ههههههههه .. يالله مع السلامة ..
مهند : مع السلامة ..
في غرفة شهد .. كانت نورة وميرة عندها .. ويسولفون مع بعض ..
ميرة : أقولكم شو رايكم نطلع من زمان ما طلعنا ..
شهد : الله يهداج ياميرة وين نسير ..
ميرة : أي مكان ياشهد والله حرام اليلسة شي في البيت .. صدق ملل ..ولا شو رايج يانورة
نورة : ما أدري ياميرة بس صدق وين بنسير ..
ميرة : شو رايكم اليوم فالليل نسير نتمشى على الكرنيش ..
شهد : البحر .. هي والله صدق خاطري أسير البحر من زمان ..
نورة : فكرة مقبوله
ميرة : خلاص عيل أنا بدق حق محمد وبخبره ..
شهد : بس محمد يادوب يرد من الشركة يتغدى ويرتاح ويرد يسير ..
ميرة : مب مشكلة إذا حرم الإستاز محمد وخواته المصونات محتاجين شيء .. لازم وغصبن عنه ياخذ إجازة ..
شهد + نورة : ههههههه قوية مانروم عليج .. يالله راوينا شطارتج ..
ميرة : بتشوفون .. وين موبايلي ؟؟
نورة : اظن خليتيه تحت في الصالة يوم كنا نتغدى ..
ميرة : شهود عطيني موبايلج بتصل به ..
شهد : خذي .. بس لا تخلصين رصيدي ..
ميرة : هيه طبعا عشان تكلمين السلطات العليا
نورة : ههههههه والله إنج حركات ياميرو
ميرة : احترمي عمرج شو ميرو بعد بنات آخر زمن ..
شهد +نورة : هههههههه
ميرة : اسكتوا أبغي اكلم ريلي ..
شهد : انزين رمسيه ما بناكله ..
ميرة اتصلت في محمد وحطته على الإسبيكر ..
وهو كان يالس في المكتب يخلص بعض الأوراق المهمه للشركة شاف أسم أخته على الشاشة ابتسم وتفداها في خاطره ورد عليها ..
محمد : هلا والله هلا بالغلا كله هلا ببعد طوافي أختي حبيبتي يا أغلى وحدة بعد أمايه .. هلابشهد بصاحبة الويه البشوش .. طلباتج أوامر تفضلي سمعيني صوتج الحلو مب صوت أم دويس ..صوت ميرو بنت عمج والله عيفتني حياتي ..
شهد ونورة كانوا ناقعين من الضحك وميرة ويهها محمر من القفطة ..
شهد حبت تقهر ميرة شوي من باب السوالف .. ورمست
شهد : هلا والله بأخوي هلا بحبيبي .. هلا ببعد طوافي كلهم .. شحالك الغالي
محمد : بخير دامج بخير .. بس ليش صوتج بعيد شي
شهد : لا ماشي
محمد بجدية : شهد اتكلمي فيج شيء
شهد : لا والله يا محمد صدق مافيني شيء
محمد : أمايه نورة ميرة عمتي قولي حد فيه شيء
شهد تبتسم : فديت قلبك الل ماينسى حد يا محمد .. بس حبيت أسال عليك وأطلب طلب
محمد : أفا .. عادتج ميرو بالطلبات
نورة وشهد يضحكون ..
شهد : لا عاد أنا غير .. مب مثل ميرة
محمد : أكيد .. إنتي طلباتج كلها اوامر .. هي طلباتها كلها خرطي .. ههه
شهد : هههههههههه الله يعينك يامحمد
محمد بتعجب : ليش ؟؟؟!!!!!
شهد : لا شيء في نفسي ..
محمد : انزين آمري شو طلباتج ..
شهد : والله بغينا نطلع ضايجين
محمد فرح عشان أخته : والله من عيوني ما طلبتي وين تبين تسيرين آمري
شهد : بنسير البحر ..
محمد : آه البحر .. آخر مرة رحت كانت ..(وسكت .. تذكر طلعته مع ميرة)
شهد : شو
محمد : لا ولا شيء .. خلاص إن شاء الله عقب صلاة العشا بمر عليكم .. قولي حق نواري شان بتسير ويانا ..
شهد : وميرة ..
محمد بسوالف : أقولج أم دويس تقوليلي تسير ويانا .. لا لا ترى بغير راي ..
شهد : لا لا خلاص لا تغير رايك ولا شيء .. مب قايلتلها
محمد : اوكي باي .. عندي شغل ألحين
شهد : ههههههه .. وإذا سألتني وين بتطلعون ؟؟ شو أقولها ؟؟
محمد : المستشفى
شهد : لالا ما بجذب ما فيني ..
محمد : خلاص قوليلها ما يخصج ..
شهد : هههههههه .. أوكي مع السلامة
محمد : شو فيج تضحكين ..
شهد : لا ولا شيء بس غامظني
محمد : منو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شهد : لا ولا حد .. مع السلامة
محمد : مع السلامة ..