دمعه حارة نزلت من عيونها .. وابتسامة كبيرة ارتسمت على شفايفها .. غير عن كل الإبتسامات .. ما ابتسمت شي من زمان من مات سيف الله يرحمه .. معقولة هل هذا حلم من الأحلام الحلوة والسريعة اللي تحلمها .. ولا هذا حقيقة وواقع ..
منى في هذي اللحظة انتبهت وشافتها .. واستغربت من الوضعية اللي فيها شوق .. إلا إنه شوق كان لسانها مربوط وما تعرف شو تقول .. وفجأة انكسر الصمت ..
شوق : ش .. شهـــ .. شهد
شهد التفت عشان تشوف اللي يناديها .. والتفتت معاها أسماء .. وهني كانت المفآجأة ..
شهد مستحيل تنساها .. معقولة .. شوق هي نفسها .. شوق ربيعتهم الصغيرة والكبيرة بعقلها .. شوق الإنسانة البريئة الحبوبة .. صاحبة العيون العسلية اللي كانت تبهرهم دوم .. شهد ارتسمت على ويهها ابتسامة كانت عبارة عن نداء .. نداء من قلبها ومن جوارحها كلها .. شوق انتبهت إنه شهد ما بتقوم لها .. وبحركة سريعة كانت شوق متربعة في حضن شهد والدموع ملت عيونها ولا كأنهم إنقطعوا عن بعض سنتين كاملات ..
منى كانت مستغربة من الموقف كله معقولة يكونون يعرفون بعض .. أسماء تمت مبتسمة وواقفة عندالهم .. هي ماكانت ويا شوق وايد يعني مب مثل شهد ..
شوق : معقولة يا شهد أنا في علم ولا في حلم ..
شهد : شوق غناتي إنتي في علم .. أحسن الله عزاج غناتي ..
شوق زادت نوبة صياحها حست بحضن شهد الدافي ..
شهد : بس يا شوق بس .. ولهت عليج ارفعي راسج بشوفج .. يالله قومي .. ولا ماتبين تسلمين على أسموي مثل ما كنتي تزقرينها ..
شوق رفعت راسها وانتبهت لأسما .. وقفت ولوت عليها بقو .. فعلا كان لقاء حار ممزوج بالدموع .. الدموع اللي انحبست مدة طويلة ومارضت تنزل .. دموع الصداقة والاخوة اللي يبنيها الغنسان مع اللي حوليه .. دموع عمرنا ما راح نستغنى عنها لأنا ما راح نستغنى عن أنفسنا .. دموعنا هي حياتنا ..
منى : معقولة .. طلعتوا تعرفون بعض .. سبحان الله وسبحان قدرته ..
شوق : تدرين يا منى هذا أحلى يوم في حياتي بعد وفاة المرحوم مب مصدقة عيوني ..(ودموعها تغلبها وتنزل بدون إحساس)
شهد : فديت روحج يالغلا .. والله لو كنت أدري إنج إنتي كنت يتج من أول ما وصلتي
شوق : فديتكم وفديت اللي دلكم عليّ
شهد تضايقت من الكلام لأنه أول حد يا على بالها مهند
أسما : لو سمحتي لا تتفدين أخويه ترا معرس
شوق بإستغراب : منو أخوج .؟..؟؟
أسماء : اللي لولا رب العالمين ثم هو ما شفناج ..
شوق بلهفة : وينوه خلوني أحبه على راسه على أحلى جميل سوالي ياه في حياتي
منى : شوق استهدي بالله أحسبج ما تجمعين
شوق : من فرحتي يا منى فديتج وفديت ريلج ..
منى : لحظة لحظة .. أسماء مب إخت ريلي ..
شوق بإستغراب : عيـــل ؟؟
شهد تنطقت : أسماء أخت مهند يا شوق ..
شوق حست بجمها يرتجف بكبره من سمعت إسم مهند .. ما تدري ليش .. من رجعت من هناك وهي أبدا ما نسته ولا غاب عن بالها ذاك الإنسان النشمي ..
بس معرس ؟؟!!!!!! منو ياترى ...
شوق : مهنـــــد !!
أسماء : هي مهند ..
شوق نبضات قلبه بدت تزداد : وشو اللي ذكر مهند فيني
منى : الله يهديج يا شوق لحق ينسى مو كأنه كان وياج من أيام في بلجيكا ..
شوق تتنهد : مرت فترة وايد قصيرة على هذيج الأيام ..
أسما : تعرفين تنكتين بعد ..
شوق دمعت عيونها
أسما : سوري شواقة والله ما أقصد ..
شوق : لا عادي دموع وكل يوم تنزل لا تحملون هم ..
شهد : ليش يا شوق هذي مب نهاية العالم أنا خسرت أخوي من فترة .. وكان أغلى من عندي هذا الأخو .. وراح بس ما يأست وفقدت الحياة ..
شوق : فديت روحج يا شهد ولهت على صوتج .. (تتنهد) إنتي عندج أمج وأبوج وإخوانج وريلج إذا كنتي معرسة .. ترا والله بذبحج لأنج ما عزمتيني .. (ابتسمت) .. بس أنا ما كان عندي غير هذا اللي راح ما عندي إلا سيف (صاحت)
قربت منها أسما وحطت إيدها على كتفها ..
أسما : تبين نعزمج في عرسها يالصياحة والله بتقلبين العرس مناحة
رفعت شوق راسها ومسحت أسماء دموعها وشافتها بنظرات حانية ضاعت عنها من زمان ..
شوق : حمدلله يعني ما عرستي .. زين عشان أفرح فيج
الكل : ههههههه ما عرفنالج ساعة ضحك وساعة صياح ..
شوق : والله والله ولهت عليكم وعلى الشلة .. شخبارهم
شهد : والله بخير .. كل وحدة لاهيه في حياتها على فكرة الكل عرس ما بقى غيري أنا وأسماء ..
أسماء : إلا قولي يا حسرة إلا أنا ..
شهد : هههههههه خل يرجع أخوج وبنشوف عبيد شو بيسوي ..
شوق : الله الله مشكلة بعد المحجوزين ..
شهد : تدرين والله يا شوق يغمظني عبيد ولد خالتها ..
شوق : ليش ؟؟
شهد : كل ما يي بيملج يصير شيء..
شوق : الله يبعد عن الجميع الشر والخير فيما اختاره الله سبحانه وتعالى ..
الكل : آمين ..
شوق : شهد غناتي خذتني السوالف وما سألتج شو فيها ريولج
شهد تتنهد : سالفة طويلة يا شوق أقولج ياها .. بعدين ..
شوق : على راحتج .. خلوني أقوم أيبلكم شيء تشربونه ..
أسما : لا والله ما قمتي إحنا مب غرب يا شوق وإحنا ألحين لازم نروح تدرين أماية في البيت روحها مهند بعده مسافر ..
شوق بشغف : متى بيرد ؟؟
أسما استغربت : والله ما أدري ؟؟ !!!!!
شوق حست : خلاص على العموم سلمي عليه ..
أسما : قولي حق بعض الناس اللي يكلمونه .. (وتغمز لشهد )
شوق تمت تتطالع شهد بغرابة .. شهد تكلم مهند وليش ؟؟
شهد : حرام عليج والله ما يكلمني وايد ..
شوق : سوري على التطفل .. بس ليش يكلمج .. ؟؟
أسماء : شوقو إي ريلها لايروح فكرج بعيد ..
شوق نطت من مكانها : ريــــلج ؟؟؟!!!!!
شهد حست بنغصة في قلبها .. : هيه ريلي
شوق حست بموقفها المحرج واللي مب حلو أبدا : آسفة شهوده ما كنت أدري
شهد : لا عادي خذي راحتج ..
شوق قفطت وقامت من مكانها بتروح تيب دله الشاي وبترد .. وأول ما طلعت من باب الميلس ركضت على طول غرفتها فوق .. ودونت في كراسها ..
((ضاع الأمل الأخيــــــــر)) ..
مسحت دموعها .. ونزلت خذت الدلة وردت الميلس ..
شهد : أسماء يالله بنقوم نروح
منى : بعدنا ما تمينا ..
شهد : أدري بس صدق احس عمري تعبانة وايد .. أقول أسماء .. ما تلاحضين الشبه اللي بين شوق وسلامة الله يرحمها
أسماء تغيرت ملامحها : الله يرحمها .. هيه أصلا أنا من أيام الثانويه كنت أقولج تشبه سلامة ..
شهد : بس صدق وايد تشبهها ..
دخلت شو هذيج اللحظة وارتسمت على وييها ابتسامة .. وخلتهم يبادلونها بنفس النظرة ..
مايد بعد ما نزل من الطيارة واستنشق أكبر قدر ممكن من هواء الإمارت ونسيمها الحار اللي يكوي القلب .. بس بعد حلو .. كل شيء على تراب الإمارات حلو .. وكل شيء في سماها أحلى واحلى .. واللي في بحرها جنه .. هذي الإمارات مهما بعدت عنها لازم أرد لها مرة ثانية .. كان مايد شارد الذهن سرحان يحس إنه المشاكل فجأة تنصب على راسه .. ما يدري ليش في البداية كان مب ناوي يروح لأمه على طول .. بس حس بروح سيف تناديه .. عشان يروح هناك ويشوف المكان اللي قضى فيه أحلى أيام حياته ..
مايد : سيفوه سيفوه ..
سيف : شو اسكت بتفضحنا
مايد : والله لو خالي شافنا بيغسل شراعنا ..
سيف : اسكت وأنا بطلعك من هذي المشكلة ..
مايد : شو يعني بتعدل يدار الزريبة اللي انكسر ولا بترد الحمامات اللي طارن ..
سيف : صدق دمك ثقيل .. إحنا ألحين بنتسحب وبنطلع حجرتي بدون محد يشوفنا .. ويوم ابوي بيسال بقوله أكيد البشكاره ولا الدريول .. وبقوله الدريول كان يقولي إنه يبغي حمامه من الحمامات
مايد : والله إنك مب سهل يا ولد الخال ..
سيف : خال محد غيرك
مايد : إي إنته لا تفهمني غلط .. وبعدين تعال شو الفرق بينا وبين الخوال .. والله ولا شيء
سيف : فرق السما والأرض
مايد : قال عليه الصلاة والسلام ((لافرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى))
سيف : بروحك قلت العيم والعرب ما قلت البيض والخوال ..
مايد : نافخ راسك ما أعرف على شو .. فديت أنا يلوم خال لكن مثل أخلاقه ما تلاقي .. ليش هو مثل سعود وخلوف عافانا الله أكم من ألحين في الاحداث من كثر ما يصرقون ..
سيف : انزين يالمطوع اكرمنا بسكوتك وخلنا نخلص المهمة
مايد : لا
سيف : شو لا بعد ..
مايد : ما بخون خالي
سيف بإستهزاء : ههه ما بخون خالي انفد من جدام ويهي وخلني أشوف خالك والله بقوله إنك إنته اللي سويت كل هذا
مايد : ماتروم
سيف بصوت عالي : أروم ..
وسمع أبوه صوت صراخهم وياهم بالعصا .. وضربهم ضرب عمرهم ما ينسونه ..
سيف تغيير مرت سنين طويلة عن ذاك الموقف كانوا صغار .. سيف كبر وكمل حياته وكان نعم المسؤول عن أخته ودر اللعب واصحاب السوء .. ومشى في الطريق الصح .. وألحين مايد قاعد يشوف مجرد ذكريات تمر جدام عيونه .. ذكريات كانت عبارة عن سطور حياته .. هذي هي حياة مايد .. حياة مع خويه سيف ..
بس سيف راح وخلاه بروحه يندب حظه والأيام اللي قضاها بعيد عن هذا المكان ..
تقدم خطوات .. كان دريول قوم أسماء في نفس اللحظة واصل عشان ياخذهم .. والباب كان مفتوح .. دخل مايد ودق الباب ..
البشكارة : نعم منو إنت
بشكارة أم مايد كانت طايفة من عند الباب : أو بابا ماجد تعال تعال داخل ..
وتفاهموا الثنتين ..
مايد : شخبارج دارتي .. ؟؟
البشكارة : زين بابا .. وين إنته من زمان مافي إيجي ..
مايد : ها ألحين يت ؟؟ ماما وين .. وماماشوق وين ..؟؟
البشكارة: ماما كبير داخل قرفة ما هي وماما شوق داخل عند مدام منى ..
مايد : زين دخلي الشنطة وازقري مصطفى عشان يوصلها البيت وأنا بدخل اشوف أمي
البشكارة : زين بابا ..
******
شوق : تموا بعد شوي الله يخليكم ..
شهد بضيق : لا لازم نروح .. احس إني تعبانة
شافتها شوق بنظرة تمني وشفقة : الله يعافيج .. دخيلج شهد لا تقطعيني
شهد : إن شاء الله من العين ..
شوق : عشتي يا بنت العيـــن ..
أسماء : دار زين ..
لوت شوق على شهد ..
أسماء : وأنا يعني مالي رب .. انزين ما عليه .. قلنا شهدوه ربيعتج أكثر بس عاد جامليني
شوق تلوي عليها : إنتي الكل في الكل إنتي الأصل ..
شهد + أسماء : فمان الله
منى + شوق : فمان الكريم ..
في السيارة ..
شهد كانت سرحانة ..
أسماء : والله ما كنت أتوقع شوق هي نفسها كان آخر توقع أتوقعه ..
شهد : تدرين ؟؟
أسماء : لا ما حصلي الشرف ههههه
شهد : أسوم بس عاد ..
أسماء : شوفيج ما قلنا شيء ..
شهد : وايد تشبه سلامة ..
أسماء بنبرة خافته : واااااااايد ..
شهد : كان واضح ..
أسماء : بس هذا مب مهم وايد ..
شهد : بالعكس مهم وايد .. خاصة إنه مهند شافها ..
أسماء : شهد تعوذي من إبليس مهند مب راعي هذي الحركات وشوق ربيعتج
شهد : هذا اللي معور قلبي إنها ربيعتي .. وغالية علي بعد يا ما حاولت أوصل لها والله
أسماء : شهد لا تحطين هذا الشيء في بالج ..
شهد : ما أقدر ما أقدر
أسماء بحدة : شهد
شهد : خلاص مب لازم نتكلم في الموضوع ..
أسماء آثرت السكوت فعلا الموضوع ما يتناقش ومستحيل تنكر إنها أول ما شافت شوق انبهرت وكأنها تشوف المرحومة واقفة جدامها والأدهى والأمر .. إنه تصرفاتها وحركاتها وكل شيء فيها يشبه سلامة .. كانت خايفة بس ثقتها في مهند خلتها تكسر هذا الخوف وتخلي لكل حادث حديث ..
....
في عالم بعيد عن الكل كانت حاسة بالخوف معقولة اللي صار .. كيف ممكن تتدارك الموضوع .. كيف ممكن تقوله .. وإذا اكتشف عادي يخليها وهي مستحيل تخليه .. أصلا لازم يصدقها وشو اللي بيخليه يجذبها أصلا مافي شيء ممكن يبعده عنها .. بس شمعنى ألحين شمعنى بعد ما سافر حست بهذا الشيء .. شمعنى عرفت اليوم وبعد ما وصل بلاده .. أصلا هي ما تدري إذا وصل ولا ما وصل .. بس لازم تخمد النار اللي في داخلها بسرعة لازم لأنها فعلا مب عارفة ..
كانت نيلي منسدحة على شبريتها في شقتها تتريا اتصال من مايد عشان تبشره .. بشاره مافي أحلى عنها .. تدري إنه يحبها وبيرد لها وهالمرة هي متأكدة إنه لازم يرجع .. كانت تحس بتعب .. صدق وايد حلو الشعور اللي تحس فيه ألحين ..