حل الصباح. فتحت عيني على سقف الغرفة المألوف, يجب أن اجد التحفيز الكافي للأكمل يومي الآن.
واجهت صعوبة نوعًا ما في النوم, الذكريات لم تكن السبب الوحيد هذه المرة.
مقابلة اللاعب, الشخصيات الرئيسية والثانوية... الأمر مُقلق حقًا مهما حاولت خِداع نفسي.
أكثر سؤال راودني هو عن شخصية اللاعب الحقيقية, حيث أنه لا يوجد أي شيء ثابت.
بالنسبة للشخصيات الغير قابلة للعب, فلم أقلق بشأنها كثيرًا.
الجميع معروفين بالنسبة لي, أستطيع أدراك مشاعرهم بسهولة, وجميع عاداتهم محفورة في ذهني.
أما بالنسبة للبطل, فإن شخصيته تعتمد على قرارات اللاعب.
لعبة <ولادة الحرب>, لعبة تمنح اللاعب أكبر قدر ممكن من الحرية, وتم تحقيق هذه الميزة بشكل أكبر عند التعامل مع الشخصيات المختلفة.
تريد أن تنقذ هذه الشخصية بدلا من قتلها كما يُفترض؟ لا بأس, تريد أن تجعله حليفًا؟ لا بأس, تريد أن تصبح شريكه الرومانسي؟ لا بأس.
ومع ذلك, مهما كانت التغييرات والأجرائات المختلفة التي تقوم بها, فإن الأمر دائمًا ما يؤدي إلى ثلاثة نهايات ثابتة, كل الأحتمالات تم حسابها للتأكد من أن تكون هذه العملية مُتقنه ومنطقية.
ولهذا السبب, فإن بطل هذا العالم يملك شخصية غير ثابتة, لا يملك طباع معينة يمكنني أستخدامها او أي شيء شبيه.
كل شيء يعتمد على مزاج اللاعب, مما يجعل تصرفاته غير متوقعه للغاية.
لذا فقد شعرت ببعض التوتر, فرصة أن الخطط التي فكرت فيها قد تتعطل لهذا السبب جعلتني أُصاب بالأرق.
أن كان البطل صالحًا, سوف يؤدي ذلك إلى النهاية الأولى. أن كان شريرًا فسوف تكون النهاية الثانية.
وأن كان مناقضًا دون أي طِباع ثابتة, فإن ذلك قد يؤدي إلى أي من النهاية الأولى أو الثانية, وفرصة صغيرة للغاية أن يصل إلى الثالثة.
تعتبر النهاية الثلاثة والأخيرة نهاية سريه من الأساس, ويفترض أن يتم أكتشافها بعد نشر اللعبة بعدة أسابيع.
أخذت نفسًا عميقًا, ونهضت لبدأ روتيني الصباحي, يجب أن أكون في قاعة الخطابات قريبًا...
أول شيء فعلته هو الأستحمام لربع ساعة, أنطباعي الأولي يجب أن يكون جيدًا, وهذه الخطوة مهمة للغاية.
لا أحد يريد أن يكون وحيدًا او مكروها داخل حدود الأكاديمية, ولا حتى أنا. الأمر لا يتعلق بالوحده او الملل, بل عرض للمكانة.
الشخص الذي يكون لوحده سيعاني الكثير من الصعوبات في <الحصن>, لن يتلقى أي مساعدات في الدروس النظرية, ولن يتم دعمه عند تلقي التحديات.
وفي منتصف ونهاية السنة الدراسية ستُقام مسابقات عالمية, أن لم يملك الطالب أي حلفاء بحلول ذلك الوقت, فيمكنه أن يغادر الأكاديمية ببساطة.
سأكون نظيفًا ومؤدبًا مع الجميع, سأقترب من ناس لا اريد أن أعرفهم, كل ذلك فقط لكي أسهل الخطوات التالية التي أريد القيام بها.
أيضًا, لا اريد أن اتعرض للضرب في ساحات التدريب بشكل علني, لذا فيجب أن لا أصبح مكروهًا أيضًا...
الأمور الأجتماعية معقدة للغاية, وأنا لست جيدًا فيها أبدًا..
جففت نفسي وخرجت, ثم نظرت إلى الزي الموحد للأكاديمية.
"..."
لزمني الصمت قليلًا, ربما يستغرق أرتداء هذا الزي وقتًا أطول من الأستحمام.
أستغرقوا وقتًا في تصميم هذا الزي أكثر مما أستغرقوه للتفكير في النظام التعليمي.
بنطال أزرق غامق متين وثقيل, أرتداء هذا الشيء لوحده يُعد بمثابة تدريب لي.
قميص باللون الازرق الغامق, متين ومرن ولكنه ليس مريحًا على الأطلاق.
فوق القميص, أرتديت معطف بنفس اللون, ولكن كانت هناك زخرفة فضية عند طرف الأكمام. وصل المعطف إلى منتصف ركبتي, لذا فمن الواضح أنه طويل.
هل يفترض أن يكون هكذا؟ أم أنهم أحضروا لي حجم خطأ الملابس؟
سألت نفسي الكثير من الأسئلة التي أعرف أجاباتها, لا أعرف ماذا يحدث في عقلي...
تنهدت وانا أتأكد من أرتداء المعطف بشكل صحيح, ثم ذهبت إلى الحذاء.
نعم... ردائهم الموحد يشمل الأحذية أيضًا, أنهم دقيقون للغاية.
الحذاء أسود طويل وصلب, مثالي للقتال والحركة لوقت طويل. سمعت أن الجنود يرتدون أحذية مصنوعة من نفس هذه المادة.
ذهبت إلى المرآة بعد ذلك للتحقق من سلامة كل شيء, فكرت في شيء واحد: 'من حسن الحظ أني لن أرتديه سوى في وقت الدروس... لن أستطيع تحمل وضعه كلما خرجت.. '
أستغرق أرتداء هذا الزي عشر دقائق, وأنا غالبًا ما أنتهي من ملابسي العادية بدقيقتين على الأكثر.
الحذاء الاسود الطويل, البنطال والقميص والمعطف من نفس اللون, ما عدا الزينة الفضية عند طرف الأكمام.
وهناك الحزام الأسود الذي وُضع عليه شعار <الحصن>. وسط دائرة مصنوعة من الفولاذ الأسود, تم نقش الشعار بشكل يدوي.
بُرج أسود طويل يرمز للقوة والحماية, ثم الشعلة الذهبية في الأعلى التي ترمز للأمل والمعرفة, والدخان يندفق إلى السماء يرمز إلى الكرم.
(م.م: النيران والدخان التي يمكن رؤيتها من بعيد حتى في النهار تعني أن المكان مستعد لأستقبال الضيوف في أي وقت, وهذا دليل على الكرم, أستوحيت الفكرة من التاريخ العربي.)
وأخيرًا, شارة سيف فضي علقتها على صدري, دلاله على أن تخصصي هو <جندي>.
بالطبع, لن تطول اقامتي بهذا التخصص, هذا أن سارت الأمور كما خططت لها مسبقًا.
لا تزال هناك قطعة ملابس أخرى في الزي الموحد للأكاديمية, ولكن لا أحد من طلاب السنة الأولى مؤهل لأرتدائها حاليًا.
بعد شهر ونصف, سوف أضعها على ظهري مهما كلفني الأمر, يمكنني أن استسلم في حال فشلت بذلك.
أنت تقرأ
جنون الشخصية الثانوية
Fantasyكثيرًا ما نرى أعمالًا حيث ينتقل المؤلف إلى روايته, أو المبرمج إلى لعبته, ولكن ماذا أن حدث شيء أخر؟ ماذا سيحدث عندما تنتقل ذكريات المُبرمج الرئيسي للعبة إلى عقل شخصية ثانوية دون الروح؟ هل ستتقبل الشخصية أن حياتها بالكامل عبارة عن لعبة لا قيمة لها؟ هل...