درج رمادي بدا أنه يصل السماء, خروجه من العدم أبقى الانطباع عالقًا في عقلي لوقت طويل.
رغم ظهوره للتو, بدا كما لو أنه هناك منذ الأزل, تداخلت الأحجار مع الأرض بشكل طبيعي, ولم تتساوى الدرجات جيدًا, كما لو مضت آلاف السنين منذ بنائه وقد بدأ يتهالك بالفعل.
فرقع السياف أصابعه مجددًا لتشتد الرياح. "الإختبار الثاني بسيط جدًا بطبيعته." تحدث دون أن ينظر لي. "عليك أن تصل إلى القمة فقط, دون أن تسقط طبعًا."
عضضت شفتي قليلًا وأنا أنظر إلى الدرج, قد يبدو هذا اختبار توازن - ما امتاز به -, ولكنه ليس كذلك مطلقًا.
هذه الرياح ليست مزحة, تستطيع رفع الأشخاص بوزن تحت ال 100 كيلوغرام, ناهيك عني... الشخص الذي فقد 13 كيلوغرام من وزنه بسبب تعديلات أمير شيطاني مجنون.
ولكن حتى مع ذلك, فإن التحدي لا يزال ممكنًا للغاية بالنسبة لي طالما ركزت كفاية.
وهنا تكمن مشكلة أخرى.. بالطبع, كيف يمكن لأي شيء لعين أن يكون سهلًا؟
بمجرد أن أصعد درجة واحدة, شدة الرياح حولي ستجعل رؤية أي شيء مستحيلًا.. لن أعرف أن كنت على وشك السقوط حتى.
أمسكت السيف الذي اخذته من قرية ريجيل باليمنى, وذلك الذي حصلت عليه من السياف باليسرى, ربطتهم معًا بقطعة ملابس قديمة.
بالطبع لن أجتاز هذا الدرج دون وسائل غش مثل هذه... ولن يوقفني السياف على أي حال.
"أذهب بالفعل.." ركلني بخفة من الخلف مما أجبرني على مشي بعض الخطوات لتفادي السقوط.
عضضت على لساني, نظرت إلى الخلف نحوه دون إخفاء الغضب والضغط اللذين شعرت بهما.
"لا تظهر هذه النظرات لي كما لو أنك مراهق يمر بمشاكل منتصف العمر, أبدأ بالفعل." استمر بالسخرية مني دون اهتمام.
أنا لست شخصية رئيسية.. لن أكسب شيئًا إن غضبت وأصبحت هائجًا... لن أحصل على قوة شيطانية مفاجئة ..
استجمعت نفسي ومشيت ببطء منزلًا رأسي وظهري, شدة الرياح ليست متساوية بالطبع, فهي شديدة اكثر عند الجزء العلوي من الجسم للمساهمة أكثر في إفساد التوازن.
أنزلت رأسي قدر المستطاع ومشيت مثل نوع غريب من الزواحف, ربطت قطعة القماش حول معدتي وتركت السيوف تتدلى على الجانبين, أمسكت المقابض واستخدمت كل قوتي لغرسها قدر الإمكان.
السيوف ليست مصممة لاختراق الحجارة, ولا أملك القوة اللازمة لأستخدامها مثل أدوات تسلق, ولكن الاحتكاك بينها وبين الدرج يساعدني كثيرًا.
أيضًا, إن مال جسدي كثيرًا وكنت على وشك السقوط, سأشعر بأن السيف يطفو في الهواء مما يعطيني الوقت الكافي لإنقاذ نفسي والابتعاد.
أنت تقرأ
جنون الشخصية الثانوية
Fantastikكثيرًا ما نرى أعمالًا حيث ينتقل المؤلف إلى روايته, أو المبرمج إلى لعبته, ولكن ماذا أن حدث شيء أخر؟ ماذا سيحدث عندما تنتقل ذكريات المُبرمج الرئيسي للعبة إلى عقل شخصية ثانوية دون الروح؟ هل ستتقبل الشخصية أن حياتها بالكامل عبارة عن لعبة لا قيمة لها؟ هل...