لا يمكن أدراك الألم, أنه شعور يجاوز فهمي وقدرتي على الشرح, أردت الصراخ ولكني لم أستطع, حيث تمزت رئتي وقُذفت في مكان عشوائي.
لم أستطع شرح أو أدراك الألم حتى مهما حاولت, كما لو أن جزار مبتدئ يتعامل مع كل سنتيمتر من جسدي, أو أن يتم سحبي فوق أرضية مصنوعة من المسامير الحارة والحادة.
لأول مرة في حياتي شعرت بأعصابي وهي تتفكك ببطء وتتجول في الأرجاء, كما لو أن جسدي أنقسم إلى مئة طبقة.
شعرت كل لحظة مرت مثل الأبدية, لا اعرف كيف استطيع التفكير حتى وعقلي ممزق على الارجح.
لا استطيع الرؤية ولا استخدام مهارتي بالطبع, فقدت كل شيء يؤهلني لأن أصبح مخلوقًا حيًا.
ولكن حتى وسط هذا العذاب اللانهائي, لا أزال اشعر بالصداع يقاتل عقلي.
الصداع ليس مجرد ألم عشوائي, بل أنه نتيجة جانبية للجنون الذي أُصبت فيه من الذكريات الملعونة.
بدأ الجنون بفكرة واحدة, في اليوم الثاني تحولت إلى عشرات الأفكار, والآن الآلاف من الافكار المشئومة تصرخ داخل عقلي بألم, ولا أستطيع إلا أن أعاني من صداعها.
وهي مصممه بحيث تزداد حدتها كلما أعتدت عليها, أو كلما شعرت بألم أكبر في مكان آخر, وبعد أن تمزق جسدي لآلاف الأجزاء, تضاعفت الأفكار بمئات المرات.
لدرجة أن الألم الناتج عنها... تجاوز حتى ألم التفكيك... يا للسخرية..
شعرت بجسدي يعيد تجميع نفسه فجأة, ولكن ذلك الشعور كان زائفًا, لقد أعاد تجميع رأسي فقط.
أستطعت أن أرى وأسمع مجددًا, ولكني لا أزال اشعر بألم كل شيء تحت رأسي, ولم أقدر على الكلام بما أني غير متصل برئتي حاليًا.
أمسك رايكارد رأسي بيد واحدة ونظر الي بأبتسامة, ولكن في اللحظة التي تليها أمتلئ وجهه بخيبة الأمل.
الصداع جعل عقلي يفقد كل السيطرة على العضلات تقريبًا, وأُصبت بالشلل كنتيجة, أردت الصراخ أو البكاء على الأقل للتخفيف, ولكني لم أستطع...
حتى ابداء تعبير متألم بات مستحيلًا.
"أنت ممل للغاية, لماذا لا ارى أي ألم على وجهك؟" سألني.
ليس الأمر أني لا أشعر بالألم, الحقيقة هي أني فقدت القدرة على التعبير عنه...
وضع رأسي جانبًا بعدها, أجبرني على فتح فمي, أمسك لساني ومزقه بسهولة.
ثم أدخل أصابعه إلى محاجر عيوني, حرك أصابعه في الداخل لبعض الوقت وفي النهاية سحب عيني قاطعًا حميع الأعصاب التي تربطها بي.
بسبب تأثير مهارته لا أزال اشعر بها.
"هل تعرف ما هي أكثر الأعضاء حساسية في جسم الأنسان؟" بدأ يتحدث معي على الرغم من تعذري على الكلام والرد.
أنت تقرأ
جنون الشخصية الثانوية
Fantasíaكثيرًا ما نرى أعمالًا حيث ينتقل المؤلف إلى روايته, أو المبرمج إلى لعبته, ولكن ماذا أن حدث شيء أخر؟ ماذا سيحدث عندما تنتقل ذكريات المُبرمج الرئيسي للعبة إلى عقل شخصية ثانوية دون الروح؟ هل ستتقبل الشخصية أن حياتها بالكامل عبارة عن لعبة لا قيمة لها؟ هل...