"البقــرَة الحلُــوب"

843 59 23
                                    

صرخت بِداخل أعماقها بِقوة تتذكر دائمًا حسد حبيبة لها وَ دُعائها عليها أن تكون سكرتيرة أسد لِيومٍ واحد:
«فضلتِ بصالي في حياتي وِ يا حظك يا حظك لِحد ما النحس جالي.
قالتها تتذكر أحداث البارحة:
••••••••••••••••••••••••••٠
دق علىٰ جرس الباب لِيقف قليلًا حتىٰ فُتح وَ جاءهُ صوت:
«نعم عايز إيه؟»

نظر لهُ بُهدوء ثُمَ جاوبهُ:
«أنا مِنعم سواق أسد بيه، جاي عشان آخُد حبيبة مُهند سكرتيرة أسد بيه عشان تسافر القاهرة»

جاوبهُ يحيىٰ بِبرود:
«معندناش حد اسمُه حبيبة في الحارة هِنا»

أحتفظ الآخر بِنبرتهِ الهادئة:
«حضرتك معلومات مُأكدة أن ده عنـــ»

لم يقدر علىٰ إكمال حديثهِ وَجد أن الباب يُصفع بِقوة في وجهِه وَ صُراخ مِن الداخل:
«قولت معندناش حد بِالاسم ده»

أتصل مِنعم علىٰ أسد وَ أخبرهُ ما حدث لِيُجاوبه أسد بِبرود:
«تروح علىٰ عنوان آنسة رُوميساء سكرتيرة مازن، مِن إنهارده هتكون السكرتيرة بتاعتي»
••••••••••••••••••••••••
وجدت بابها يندق لِتفتح وَ شعرها المُجعد الناري هائج، ترتدي بيجامتها المُفضلة " بيجامة البقرة"، لِتجد صوت مِنعم هذا يُعيد علىٰ مسامعها ما أخبرهُ لِيحيىٰ إستفتاحًا لِحديثهُ بِالإضافة إلىٰ:
«أسد بيه بعتني لِحضرتك، وِ قالي أبلغك أنك مِن النهارده السكرتيرة بتاعته وِ هتسافري معاه أنهارده»
•••••••••••••••••••••••••••••
نعم هذا ما حدث، وجدت نفسها تُرغم علىٰ الذهاب بِبجامة البقرة وَ كُل ما سمِحَ لها أخذ بطانية لِتُكمل مظهرها كما تقُل هِيَ "العرة"، حتىٰ أن ذلك الأسد المُتبجح -كما تُسميه- لم يترُكها خمس دقائق تأخُذ صابونة لِتغسل بِها وجهها حتىٰ!!، وَ ها هِيَ الآن جالسة في السيارة تُغطي جسدها بِبطانيتها الحبيبة تُشاهد اليُفطة المُعلقة علىٰ مقربة مِنهم "القاهرة"، سألت بِعفوية لِتكسر الصمت:
«هُوَ أُستاذ أسد بيطير؟»

أستغرب مِنعم:
«نعم؟»

عدلت علىٰ حديثها بعدما شعرت بِغباء السُؤال:
«قصدي يعني مِش المفروض يكون راكب هِنا؟، ولا هُوَ هييجي بعدنا»

تحدث مِنعم بِجدية وَ عملية:
«أسد بيه فِعلًا دلوقتي طاير، مِش بيركب عربيات وِ هُوَ مِسافر مكان، حجزلُه طيارة خاصة توصلُه مِن أسكندرية لِلقاهرة يا آنسة رُوميساء»

صُدمت هِيَ تفتح فاهها:
«إيه الغِنىٰ الفاحش ده!!!!!»

نسيت أنها أمام رجل مِن أكثر الرجال إخلاصًا لِأسد ثُمَ قالت بغيظ:
«وِ المعفن مِن ساعت ما جيت الشركة لِحد ما خلِلت مِش راضي يزود مُرتبي جنيه واحد، رِمّة جلدة بخيل صحيح»

صُدِم مِنعم مِن حديثها علىٰ سيدهُ، وَ لكنهُ صمت يتذكر حديث أسد لهُ مِن أول يوم عمل:
«مبحبش الكلام الكتير وِ الرغي وفي الشُغل، شُغل اللت وِ العجن بتاع السِتات ده آخرُه معايا رفد»

"أسيادُ القمرُ الأسود" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن