فتحت عيناها بعدما أفاقت مِن حالة الإغماء القوية التي مرّت بِها، لم تستوعب أين هِيَ أو ماذا جاء بِها إلىٰ هذا المكان الغريب، وَ فورما إستقامت بِجزعها العلوي صدم رأسها صُداع يفتك بِه، أمسكت بِرأسها بِقوة تحاول تمالك نفسها مِن الوجع وَ لكنها شعرت بِشيء يسيل مِن رأسها وَ لِهذا نظرت لِيدها التي تحولت لِـ اللون الأحمر القاتم،
تحولت نظراتها إلَىٰ الرُعب وَ الخوف، الدماء تسيل مِن رأسِها بِغزارة، حاولت تمالُك نفسها وَ مُحاولة الوقوف وَ لكن وقعت بِقوة، نظرت إلىٰ قدمِها وجدت جُرح عميق في كاحِلها الأيسر، أمسكت بِقدمها بِألم وَ نظرت حولها تحاول معرفة ماهية المكان الذي هِيَ بِه......،
منظر الأشجار الكثيفة، وَ الأعشاب مِنها الضار وَ النافع، الشمس التي قاربت علىٰ الغروب فوقها، وَ لن ننسىٰ أصوات الحيوانات المُخيفة وَ الشرسة التي جعلت قلبها ينقبض بِداخل صدرها، كُل هذا جعلها تعلم أنها في غابة!!!،
لحظة لحظة!!، ما الّذي أتىٰ بِها إلىٰ هُنا؟، أكيد لم تسير في نومِها وَ أتت إلىٰ غابة بِتلك الضخامة!!!!، إلتفتت حولها أكثر تُحاول تذكر كيف جاءت إلىٰ هُنا،
ضيقت عيناها بعدما لاحظت جسد ضخم علىٰ بُعدٍ قليلٍ مِنها مُنسدح علىٰ الأرض وَ الدماء تسيل مِن رأسِه بِغزارة وَ جسده بدأ بِالشحوب، وجه ذلك الشخص لم يكن ظاهر كثيرًا بِسبب أنهُ كان وراء إحدىٰ الأشجار وَ السبب الآخر أن الرؤية لديها ما زالت مُشوشة،
ركزت أكثر بعدما وضحت الرؤية لِتعرف فورًا أن هذا الشخص هُوَ أسد....، نطقت بِصدمة وَ ما زالت لم تستوعب:
«أسد؟، إيه جابُه هِنـــ»لم تُكمل جملتها بِسبب الذكريات التي داهمتها، كُل ما حدث في الأيام الماضية صار يُعرض أمامها كأنه شريط عرض لِأحد الأفلام، أمسكت رأسها بعدما شعرت بِالصُداع يزداد بِسبب كُل هذا، لم تفهم الأحداث التي تمُر أمام عينيها بِسُرعة كأنها تتذكر أحداث أحد المُسلسلات،
جدتها،هارڤي، مُحاولة التحرُش بِها، شجارها مع أسد، سقوطهما مِن علىٰ الحافة، كُل شيء عُرِضَ أمامها، إبتلعت ريقها بِقوة تتذكر أنه يجب أن تهرُب، أنها فُرصتها الوحيدة لِلهرب مِنه، أنه ما زال في حالةِ إغماء وَ يظهر أنه لن يفق الآن، أنها فُرصتها لن تضيعها، جدتها تنتظرها، يجب أن تذهب إليها، نعم هذا هُوَ الخيار الصائب، هرُوبها بِسُرعة مِنه وَ الذهاب إلىٰ بيتها -كما تظن هِيَ الأمر بسيط- وَ ترك أسد يواجه مصيره وحده هُنا، هذا هُوَ الخيار الصائب بِالتأكيد -مِن وجهةِ نظرها-،
تحاملت علىٰ نفسِها وَ وقفت رُغم ألم قدمها، أمسكت بِرُكبتها بِقوة تُحاول كتم صرخة الألم بِداخلها، شعرت بِدموعها الحارة علىٰ وجنتيها، لِمَ يحدث معها كُل هذا؟، لِمَ هِيَ مُضطرة لِتحمُل هذا الألم؟، ما هُوَ خطأها الّذي يجعلها تُعاني لِهذهِ الدرجة؟، كُل ما أرادته هُوَ الذهاب لِعناق جدتها، هل الأمر صعب لِهذهِ الدرجة،
أنت تقرأ
"أسيادُ القمرُ الأسود"
Fantasyأنا تلك التي كرهتها الدُنيا وَ كُتبت علي التعاسة أمرًا واقعيًا، ثُمَ أجِدُ نفسي في أرضٍ تعاسة أهلها أضعاف تعاسة شعوبنا، أجد نفسي في مكان لا يكون مكاني ولا الأرضُ تكون أرضي ولا حتىٰ الماء يكون ماء بلادي، وَ يكون مُقدر لي تعاسة جديدة كُتبت في سطوري! ...