تنهدت تُزيح أثقال الحياة عن صدرها، تُظهر الثقة وَ تُحاول محو الإرهاق عن وجهها، تخلت عن حلمها في كونها فنانة لِتُساند أباها في الشركة وَ ثُقلها، فَرُغم أن رجال العائلة كُثر وَ لكنها أكثر مَن أعتمد عليهم فارس وَ سلمها إدارة أشياء كثيرة وَ مُهمة، وَ لِتكن كفوءة بِالمسؤولية التي حملها لها أباها كان يجب أن ترمي ورائها كُل الخيبات وَ عدم الثقة وَ الخوف مِن لقاء البشر، بِسبب جدها مُحمُد صار لديهم رهبة جميعًا مِن الخروج لِلعالم، جميعهم خرجوا لِلعالم بعد خوفٍ وَ رهبة، لا تعلم لِمَ منعهم مِن رُؤية أي شيء في العالم، تعلم أن أباها وَ أُمها وَ جنة وَ سِراج وَ جدتها وَ جدها يخبؤون عنهم سر وَ هُم حذرين جِدًا مِن أكتشافهم له، تحاول جاهدًا لِإكتشاف ذلك السِر المُخبئ عنهم، وَ لكنها تعرف أن عائلتها مِن أكثر الناسِ ذكاءً وَ دهاءً وَ لِهذا لم تعد تُبالي بِإكتشاف المخفي عنهم،
فاقت مِن شرودها بعدما سمعت صوت فارس يُناديها لِلحضور حتىٰ لا يتأخروا، نظرت نظرة أخيرة لِملابسها وَ التي كانت عُبارة عن: توب بِحمالة رفيعة مفتوح قليلًا بِاللون الأسود، ترتدي فوقه قميص فتحت أزرارُه بِاللونين الأسود وَ البُني، وَ بنطال جينز أسود بِه فتحة تُظهر الرُكبتين وَ يتخللهُ حِزام أسود.
فتحت باب غُرفتها بعد دق المُزعجة ميار المُتواصل له، فتحت الباب بِغضب تنظر لِتلك المُزعجة وَ هِيَ تصرُخ في وجهها:
«ده لو أنتِ مَكُنتيش موجودة وِ في حد خبط بِالطريقة الهمجية دي كُنت هفتكر في زلزال بيحصل»أجابتها ميار بِمرح وَ هِيَ تتجاهل تمامًا غضبها:
«إيه رأيك في الـ outFit؟»نظرت لها سارة بإشمئزاز مُصطنع وَ لكن بِداخلها ترىٰ أن ملابس ميار -العُبارة عن: بنطال واسع بِاللون الرمادي وَ بضي بِأكمام طويلة بِاللون الأسود ضيق وَ يفصل بينهما حزام بِاللون الرمادي- أكثر مِن جميلة.
نظرت ميار بِصدمة مُصطنعة وَ نطقت بِتأثر تمثيليّ وَ هِيَ تضع يدها فوق موضع قلبها وَ اليد الأُخرىٰ فوق جبهتها وَ تغمض عينيها كأنها مُتأثرة:
«أنتِ إزاي تقولي كِده يا قاسية، إزاي تقدري توجعي قلبي بِالطريقة دي؟ -إعتدلت في وقفتها وِ إستقامت تكمل بِبرُود- آخر حد رأيه يهمني يا سرسورتي»كادت سارة أن تصرخ عليها وَ لكن فتحت فاهها بِصدمة وَ هِيَ تنظر لِملابس رائف التي كانت عُبارة عن: قميص أبيض اللون فوقه بلوزة رجالية مِن الصوف سوداء وَ تحتها بنطال رمادي رياضي لِيُشبه أستايل الـ old money قليلًا كأنهُ مِن شباب الجامعة وَ ليس الدكتور الخاص بهم!!،
وَ لم تكُ ميار أقل صدمة منها، وَ لكنها تجاهلت صدمتها بِسُرعة وَ توجهت ناحية رائف تدور حوله وَ هِيَ تغمز:
«أنتَ ناوي تشقطلك واحدة مِن الجامعة ولا إيه فوفا؟»
أنت تقرأ
"أسيادُ القمرُ الأسود"
Fantasyأنا تلك التي كرهتها الدُنيا وَ كُتبت علي التعاسة أمرًا واقعيًا، ثُمَ أجِدُ نفسي في أرضٍ تعاسة أهلها أضعاف تعاسة شعوبنا، أجد نفسي في مكان لا يكون مكاني ولا الأرضُ تكون أرضي ولا حتىٰ الماء يكون ماء بلادي، وَ يكون مُقدر لي تعاسة جديدة كُتبت في سطوري! ...