توقفت تتنفس بِسُرعة، صدرها يعلو وَ يهبط بِقوة، تشعُر أن قواها جميعها خارت، تتذكر كيف ركضت وَ هِيَ ترمي ثُقلها علىٰ قدم واحدة بِسبب جُرح الأُخرىٰ،
نظرت لِلوراء وَ هِيَ ما زالت لم تملأ صدرها بِالهواء الّذي يحتاجه بعد، لقد إبتعدت كثيرًا عن المكان الّذي فيه أسد، هذا جيد وَ لكن ما هِيَ فيه الآن ليس جيد؛ ليس جيد أبدًا!!،
تلك الغابة الكبيرة الواسعة هل هِيَ -التي تنسىٰ مكان بيتهم بين البيوتِ الكثيرة في الطريق- تقدر علىٰ الخرُوجِ مِن هُنا؟،
تبًا، حقًا تبًا، هِيَ الآن تائهة، عوضٌ عن أن تموت في بيتِها -بِسبب ما ستسببه لها جدتها- ستموت هُنا -بِسبب ما سببه أسد لها-، حسنًا في الحقيقة هِيَ الآن تعتقد أن جدتها وَ أسد سيكونا مِن أفضل الأصدقاء إن تقابلا،
حاولت إبعاد كُل هذا عن رأسِها بعدما شعرت بِالتعب وَ الإجهاد الشديد وَ أرادت الإستراحة ثُمَ الإكمال، نظرت حولها لِيشد إنتباهها جبل صغير لِلغاية في مُنتصفِه يوجد كهف صغير يُمكنها أن تستريح فيه لِتأخذ أنفاسها ثُمَ تُحاول الخرُوج مِن الغابة مرة أُخرىٰ -حسب إعتقادِها-،
ثُمَ سارت مُتجهة ناحية الجبل، وَ لِأنها كانت تُجيد رياضة تسلُق الجبال قديمًا -التي كانت تُمارسها مع أصدقائها في الجامعة- فَكان الأمر بِالنسبة لها سهل جِدًا،
أنت تقرأ
"أسيادُ القمرُ الأسود"
Fantasíaأنا تلك التي كرهتها الدُنيا وَ كُتبت علي التعاسة أمرًا واقعيًا، ثُمَ أجِدُ نفسي في أرضٍ تعاسة أهلها أضعاف تعاسة شعوبنا، أجد نفسي في مكان لا يكون مكاني ولا الأرضُ تكون أرضي ولا حتىٰ الماء يكون ماء بلادي، وَ يكون مُقدر لي تعاسة جديدة كُتبت في سطوري! ...