"طول الطريق أخبي أولادي من الشمس، أول ما وصلنا قصفـ ـوهم"
- ڠـزة 2024
لا تنسوهم مِن دعواتكم🩷.
••••••••••••••••••••
نظر إلىٰ الرجُل الجالس ينتظر مجيئه بِرفقةِ ابنته بِتوتر مِن خلفِ الباب، ثُمَ إلتفت لِأخيه يُحدثه عن مخاوفه:
«أنا خايف البت جميلة دي تفضحنا قدام الراجل وِتقول أنها مِش مُوافقة، هُوَ صحيح يعني عارف أنها مغصوبة بَس لو قالتها في وشه كِده هتجرح رجولته بردو»نظر له عزت ساخرًا، أيخاف مِن جرح رجولة الرجل مِن رفضها ولا يخاف مِن جرح تلك الجوهرة التي بِداخل ابنته!، وَلكنه لم يُعلّق وَتحدث بِهدوء:
«لأ مَتخافش، أنا كلمتها بعد ما جبتها مِن المُستشفىٰ وِعرّفتها هتقول إيه»ثُمَ أكمل بِفضول مُصطنع:
«بَس صحيح مَقولتليش!، إيه اللي عمل في البت كِده؟»تحدث الرجل بِلامُبالاة:
«تلاقيها إتخبطت في أي حاجة وِهِيَ ماشية»سخر منه الآخر:
«هُوَ اللي بيتخبط في أي حاجة وِهُوَ ماشي دراعه بيتكسر وِدماغه بتتفتح بردو؟، أنتَ مِش بتتكلم مع عيّل صُغير يا سيد!»نطق سيد بِتوتر وَكلمات مُتقطعة:
«يا عـ...ـزت مَعرفش يعني!، -ثُمَ حاول تغيير الموضوع- بَس قولي صحيح!، هُوَ مين اللي عرّفك أنها تعبانة عشان توديها المُستشفىٰ ولا حد تاني إلّي وداها؟»قال آخر جُملة بِشك وَلكن الآخر نفىٰ ذلك بِثقة:
«أنا اللي وصلتها وِالكاميرات هِناك تشهد، وِيلا بقىٰ عشان مَنتأخرش علىٰ الراجل اللي قاعد برة!»أماء له الآخر ثُمَ ذهب لِغرفة جميلة -التي لم تتحدث أبدًا مُنذ أتت- دلف سريعًا لِيُفاجأ بِها ترتدي فُستان أبيض قصير يصل إلىٰ نصف فخذها وَبِنصف كُم وَمفتوح مِن عند الرقبة لِيُظهر قلادتها الرقيقة، ابتسم بِاتساع ثُمَ اقترب مِنها يقول:
«أيوة كِده يا بت يا جميلة، أخيرًا عقلتي وِفهمتي، اللي برة ده هيكون جوزك يا بت، يعني لو قالك حاجة تقولي نعم وِحاضر بَس لو قولتي غير كِده أقطع لسانك بِإيديا»رمقته بِنظرات هادئة ثُمَ أكمل يُحذرها:
«إوعي يا بت يا جميلة تعملي حركة كِده ولا كِده ولا تبيني أنك دراعك مكسور لَيفتكرك معيوبة ولا حاجة»لم تُعلّق جميلة علىٰ حديثه وَإكتفت بِإيماءة صغيرة ثُمَ سحبها مِن يدها بِقوة ذاهبًا بِها إلىٰ ذلك العجوز السمين الّذي انتفض عندما رآها مِن الصدمة ثُمَ إبتعد يُفسح المجال لها لِلجلوس، جلست جميلة بِجانبِه واضعة عينها في الأرض، تحدث العجوز لِتظهر أسنانه الضعيفة التي وقعت مُعظمها وَلُعابه الّذي يسيل مِن داخل فمه بِطريقة مُقززة:
«اللّٰه اللّٰه إيه الجمال ده، لأ تستاهل الفلوس إلّي إدفعت»
أنت تقرأ
"أسيادُ القمرُ الأسود"
Fantasiaأنا تلك التي كرهتها الدُنيا وَ كُتبت علي التعاسة أمرًا واقعيًا، ثُمَ أجِدُ نفسي في أرضٍ تعاسة أهلها أضعاف تعاسة شعوبنا، أجد نفسي في مكان لا يكون مكاني ولا الأرضُ تكون أرضي ولا حتىٰ الماء يكون ماء بلادي، وَ يكون مُقدر لي تعاسة جديدة كُتبت في سطوري! ...