"فتـاةٌ فـي أرضٍ لِلرِجـال!".

554 30 11
                                    

الفصل غير مُعدل فَتجاهلوا الأخطاء

إستمتعوا.

••••••••••••••••••

كان يحوم حول نفسه وَالغضب يفتك بِه، أمسك بِمُقدمة شعره يرفعها وَالعرق يتصبب مِنه بِقوة، دقات قلبه مُتوترة، قدماه تكاد تكسر الأرض تحتها مِن قوة خطواته، إبتلع ريقه وَهُوَ يُحاول إقناع نفسه أنه يجب أن يتحلىٰ بِبعض الهدوء،

جلس علىٰ مقعد مِن مقاعد المشفىٰ المعروفة ثُمَ تراجعت رأسه لِلوراء يُريحها علىٰ الحائط خلفه بينما يتنفس بِسرعة وَصدره يعلو وَيهبط بِقوة، ينتظر أحد هؤلاء الحمقىٰ أن يخرج وَيخبره أنها بِخير،

أغمض عينه بعدما تذكر عندما إتصلت بِه بِصوتٍ مهزوز وَمُرتعش وَتخبره أنها علىٰ وشكِ الموت، خرج مِن عملِه مُسرعًا لا ينظر أمامه بعدها ثُمَ قاد سيارته بِسرعة جنونية غير عابءً بِالسباب التي أُلقت عليه مثل الشلالات، لم يسمع أي شيء مِنها مِن الأساس!، أُذنه توقفت عند العمل مُنذ سماع تلك الكلمات منها، يضرب المقود كُل ثانية وَالأُخرىٰ وَيسب كما لم يسب يومًا إن وقفت أمامه سيارة عائقة لِطريقة، قلبه كان يرتجف وقتها، فكرة فقدانها وحدها تجعله يفقد عقله!،

وَعندما وصل لِبيتها لم ينتظر حتىٰ أن يطرق الباب بل كسره بِغضب لِيجدها غارقة في دمائها لا تعي شيء....،

خرج مِن شرودِه عندما جائه صوت الطبيب  -الّذي جعله يقف سريعًا- الّذي خلع قناعه الطبي مُمسكًا بِمنديلٍ يُزيح بِه عرق جبينه يقول بِإرهاق:
«المريضة دلوقتي إتحسنت، بَس هِيَ إتعرضت لِعُنف شديد جدًا وِلازم أبلغ الشرطة»

نطق جاسر سريعًا:
«أنا الشرطة»

رفع الطبيب حاجبه مُستنكرًا، فَبِحالته هذهِ لا يظهر أنه شرطي بتاتًا وَلكن جاسر أخرج بطاقة تعريف الشخصية خاصته سريعًا يُريها لِلطبيب بِلهفة:
«وَاللّٰهِ أنا شرطي»

تأكد الطبيب أنه مِن الشرطة فعليًا، نطق جاسر بِلهفة أكبر مُختلطة بِرجاء:
«مُمكن أخش أشوفها؟»

كاد أن يمنعه الطبيب وَلكن نظراته الراجية منعته مِن ذلك، تنهد ثُمَ نادىٰ علىٰ إحدىٰ المُمرضات:
«عقمي الأُستاذ يا سُهيلة وِدخليه لِلمريضة خمس دقايق بَس»

"أسيادُ القمرُ الأسود" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن