"صندوق الصور"

550 48 19
                                    

ضحكت ميار وَ هِيَ تتحدث مع نيران عبر الهاتف:
«بَس مِش هيكون شكلنا أهبل أوي؟»

جاوبتها نيران مِن علىٰ الجانب الآخر:
«ليه يا بنتي ولا أهبل ولا حاجة، دي صورنا وِ إحنا صُغيرين مِش أكتر مفيهاش حاجة، وِ بعدين نور بتفرح بِالحاجات دي أوي»

إبتسمت ميار تتحدث:
«خلاص يا نيني هقفل معاكِ وِ أكيد تيتة منار معاها صور ليا وِ أنا صُغيرة هروح أدور عليها»

ركضت ميار -بعدما ودعت نيران- لِغُرفة جدتها منار، طرقت الباب فَلم تُجيبها فَقررت طرقه مرة أُخرىٰ وَ في تلك اللحظة كانت جنة تسير فَسألتها:
«في إيه يا ميرو مِحتاجة حاجة؟»

إبتسمت لها ميار:
«لأ يا خالتو، أنا بَس هدور علىٰ صور ليا وِ أنا صُغيرة»

إبتسمت لها جنة تومئ لها وَ بعدما كادت أن تذهب عادت مرة أُخرىٰ بعدما تذكرت شيء:
«أيوة يا ميرو في دُرج جنب التسريحة بتاعت سِتك مليان صور ليكِ أنتِ وِ رائف وِ كاسِر وِ سارة (إلتمعت عيناها بِحُزن) وِ كمان صور لِجنات، لو لقيتيها هاتيهالي أتفرج عليها، (أبعدت عن عيناها الحزن حتىٰ لا تُحزن ميار تضحك) آه صحيح جدتك تحت في المطبخ بتحضر أكل بُكرة فَإدخُلي دوري براحتك

إبتسمت ميار تفتح الجناح بعدما ذهبت جنة، ثُمً إتجهت إلىٰ الدُرج التي وصفته لها جنة، وَ كان مليء بِالصناديق، أبعدت عدد منهم تبحث بداخلهم عن صور حتىٰ وجدت صندوق الصور أخيرًا.

أخرجته بِسعادة تجلس علىٰ السرير وَ تضعه عليه، ثُمَ أخرجت عدد مِن الصور تُشاهدهم بِضحك، فَكان مُحتواهم "كاسر يأخذ الكُرة مِن رائف وَ رائف يبكي"،" سارة وَ ميار يمسكون بِشعرِ بعض يقطعونه"، "ميار تلعب بِالماء وَ يُفسد مُتعتها رائف"، وَ الكثير وَ الكثير مِن تلك الأشياء،

تسرب الهواء مِن النافذة جاعلًا أحدىٰ الصور تقع علىٰ الأرض تُظهر ظهرها الأبيض فقط،

مالَت ميار بِجسدها لِتُحضر الصورة وَ التي كان مكتوب علىٰ ظهرها بِخطٍ قديم خفيف "حبيبة مُهند"،

ضيقت ميار عيناها بِإستغراب فَتلك الصورة أكبر الصور في الصندوق!،

لم تهتم ميار كثيرًا بِقراءة ما كُتِبَ عليها، بل إبتسمت تتخيل كيف سيكون شكل كاسِر أو رائف أو سارة أو هِيَ في تلك الصورة، وَ لِهذا لفت الصورة تجاهها لِترىٰ مُحتواها...........
••••••••••••••••••••••••••••••

«إحنا إتعرفنا علىٰ بنت اسمها "شيرين الحلواني"، -تكلمت وَ هِيَ تشهق بين بُكائها- هِيَ هِيَ كان باين عليها مُحترمة وِ كُويسة، وِ عرضت علينا أننا نيجي نزورها في بيتها، وِ إحنا عشان منحرجش طلبها وافقنا وِ إدتنا العنوان وِ -ثُمَ إنهارت في البُكاء لِيتنهد جاسر يطلب مِنها الجلوس لِتُكمل صديقتها-»

"أسيادُ القمرُ الأسود" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن