بين كُل تلك الأحاديث كانت تقف هِيَ علىٰ مقربة مِنهّ دون أن يشعر، تسمع حديثهُ كُله وَ تضغط علىٰ يدها بِشدة، فرت دمعة هاربة مِن عينيها، هِيَ التي حملت كُل قذوراته وَ ساعدتهُ وَ حاولت بِشتىٰ الطرق حمايته، تُخفي أسرارهُ بِجُعبتها تُخرج أسرارها مِن قلبها وَ تُغلق علىٰ أسرارهُ، ثُمَ؟، ثُمَ هُوَ يخون قلبها لِلمرة المليون وَ يرىٰ بعينيه فتاة غيرها، هارڤي الحقير لا يستحق ذرة حُب مِن ذاكَ الغبي الذي في أيسرها، مسحت دمعها ثُمَ قالت:
«أُقسم أني لن أجعلك تنعم بِذلك هارڤي»ثُمَ سارعت تجلس علىٰ الطاولة حتىٰ لا يشعر هُوَ أنها خرجت وراءهُ لِتُراقبهُ، ثُمَ أبتسمت لِلجالسين وَ خاصةً رُوميساء، خاطبتها بِلطافة مُصطنعة:
«اسمك جميل جدًا وَ مُميز رُوميساء»أبتسمت لها رُوميساء:
«أنتِ اسمك مُميز أيضًا فلورنسا»بادلتها فلورنسا بِإبتسامة تحمل تحتها الكثير وَ الكثير مِن الخُبث، ثُمَ نظرت لِمريم الهادئة تقول:
«وَ أنتِ عزيزتي لِمَ لا تُشاركينا الحديث؟»وَ رغم كُل تلك اللطافة التي تُظهرها وَ لكن حِس مريم السداسي لا يجعلها تثق بِها فَرُغم أنها لِأول مرة تُقابل رُوميساء وَ لكنها شعرت أنها غبية يسهُل خداعها، أمّا فلورنسا فَهِيَ رُغم كُل تلك البراءة التي تُظهرها ما هِيَ إلّا خبيثة مُخادعة، أبتسمت مريم تُحرك أصبعها حركة دائرية علىٰ حواف كأس العصير أمامها:
«أعتقد أني ما زلتُ لم أعتد الأجواء عزيزتي، لكن لا تقلقي قريبًا سنُصبح صديقتين»إبتسمت لها فلورنسا تُجاريها، فَردودها تجعلها تتيقن أنها ليست بِالسهلة كَرُوميساء:
«وَ لِمَ لا نُصبح صديقتين الآن عزيزتي؟»
مدت لها يدهانظرت مريم إلىٰ كفها المُمتد ثُمَ لِعينيها التي تُشجعها علىٰ السلام، ألقت نظرة خاطفة علىٰ مازن الذي كان يُشاهد ما يحدث بِتمعُن، يُريد أن يعرف ما هِيَ لنهاية ذلك الحُوار الشِبه ناري، لِتأخذ مريم كف فلورنسا بين كفها تبتسم بسمة خبيثة كَبسمة فلورنسا، حدسها يقول لها أنها تُحيك شيء لِلغبية رُوميساء، و لا تعرف لِمَ تشعُر أنها بِحاجة لِحِمايتها..
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تجلس أمام المرآة بِهيئتها الماكرة، تبتسم بعدما أزاحت الكابوس الذي لاحقها، لم يُؤنبها ضميرها البتّة، بل شعرت بِالسعادة أضعافًا تتزايد، لم تهتم أبدًا بِأن تعرف ماذا حدث لِحبيبة بعدما قالت عنها حديث غير صحيح جعل أباها يتبرأ مِنها، تُمشط خُصلاتها الزرقاء المصبوغة القصيرة التي لم تتجاوز طول رقبتها، صبغت نصف شعرها وَ النصف العلوي تركتهُ أسود، تترك المشط وَ تُمسك مُحدد الشفاة تُحدد شفاهها المُمتلئة الصغيرة، ثُمَ تمسك ما يُسمىٰ بِالـ "كُنتور" تُصغر أنفها وَ الّذي هُوَ مِن الأصل صغير!، تنظر لِعيناها السوداء القاتمة كذلك قلبها، تُزينها بِالـ "أيلاينر"، ثُمَ نظرت إلىٰ حاجبيها الكثيفان تُمشط خُصلاتهم، ثُمَ وضعت حلق أنفها كَبقرة "اللاڤشكري"، وقفت تشعُر بِرضا ناحية مظهرها، ترتدي تنورة قصيرة عند فخذها بِاللون الأسود وَ بلوزة وردية اللون مهلًا هل قُلت بلوزة؟، آسفة أقصد نصف بلوزة تُظهر بطنها وَ كتفها وَ حمالتها عريضة فوق المرفق بِقليل، أبتسمت ترتدي كعبها ثُمَ تخرج لِتنظر سُمية إلىٰ مظهرها:
«إيه ده يا بت؟، أنتِ عايزة ناس الحارة يقولوا بنت أنيسة بوظت بنت سُمية وِ هتوديها معاها الكباريه؟، أجري إقلعي القرف إلّي أنتِ لبساه ده، كفاية أني منزلاكِ مِن ورا أبوكِ»
أنت تقرأ
"أسيادُ القمرُ الأسود"
Fantasíaأنا تلك التي كرهتها الدُنيا وَ كُتبت علي التعاسة أمرًا واقعيًا، ثُمَ أجِدُ نفسي في أرضٍ تعاسة أهلها أضعاف تعاسة شعوبنا، أجد نفسي في مكان لا يكون مكاني ولا الأرضُ تكون أرضي ولا حتىٰ الماء يكون ماء بلادي، وَ يكون مُقدر لي تعاسة جديدة كُتبت في سطوري! ...