"قصر الموت"

528 48 6
                                    

وجه جاسر المُسدس لِيجد فتاتان أمامه واحدة مُختمرة وَ الأُخرىٰ ترتدي ملابس مُحتشمة، صرخت المُختمرة:
«أنتَ إزاي تدخل الشقة علينا كِده؟، إفرض كُنت قالعة الخِمار؟»

سخر جاسر:
«فين؟»

نظرت بِأستغراب:
«فين إيه؟»

صرخ جاسر مما جعل الفتاة الأُخرىٰ تفزع وَ تختبئ وراء المُختمرة في خوفٍ:
«إلّي معاكوا فين بلاش هري كتير»

جاوبته غاضبة:
«إحنا معناش حد، الشقة دي شقة صاحبتنا، أنتَ إزاي تقتحمها بِالهمجية دي؟»

جاوبها الشُرطي الآخر بعدما شعر أن الفتاتان لا يفقهان شيء، وَ خاصةً أن الأُخرىٰ تكورت علىٰ نفسها تحبس بُكاءها بعد صُراخ جاسر بِصوتٍ عالي:
«يا آنسة العُمارة دي كُلها عمارة مشبوهة، وِ الشقق كُلها مفروشة وِ فاضية، وِ إحنا شُرطة»

صُدمت المُختمرة بِصدمة تُتهتِه بِكلماتٍ مُتداخلة عشوائية:
«لأ إزاي ده ده، دي كانت صاحبتنا..، هِيَ قالتلنا إن بيتها هِنا، وَ اللّٰهِ إحنا بنات كويسة وِ جينا نزور صاحبتنا بَس»

شعرت أنها تُريد هِيَ أيضًا البُكاء كَرفيقتها وَ لكن ما أوقفها ظهور شهيق رفيقتها تبكي بِقوة:
«إحنا معملناش حاجة، إحنا إحنا جايين نشوف صاحبتنا التعبانة، هِيَ قالتلنا إن بيتها هِنا»

أقترب جاسِر يُحاول تهدئتها:
«خلاص يا آنسة تعالي معانا القســــ...»

لم يقدر علىٰ إكمال الجُملة بعدما زاد بُكاءها وَ صُراخها كأنها طفلة تركتها أُمها:
«قسم؟، قسم إيه؟، وَ اللّٰهِ ما عملنا حاجة، (أخرجت بطاقة تعريف الشخصية خاصتها وَ يديها ترتجف، وَ التي خُطىٰ عليها بِحروفٍ رقيقة "جميلة سيد الحافظ") بُص بُص، دي أنا وَ اللّٰهِ، دي بطاقتي»

تذكرت صديقتها لِتُشير لها لِتُخرج الأُخرىٰ بطاقة تعريف الشخصية الخاصة بها وَ التي كان اسمها "سيلان مجدي الحلبي" تُريها له:
«وِ بُص دي بتاعت صاحبتي، وَ اللّٰهِ تقدر تسأل عننا، إحنا مكناش نعرف حاجة وَ اللّٰهِ»

أشار لها جاسر يُحاول تهدئتها:
«أرجوكِ يا آنسة جميلة أهدي إحنا بَس هناخُد أقوالكم عشان نعرف مين البنت إلّي إستدرجتكم لِهنا، متخافيش مِش هيكون في أي ضرر ليكُم، إحنا بَس هناخُد الإجراءات دي عشان نحميكم»

إبتلعت جميلة ريقها تهز له رأسها، قال جاسر:
«إتفضلوا معايا علىٰ العربية عشان نروح القسم»
••••••••••••••••••••••••••••••
إبتسم هارڤي وَ قبل أن يُودع أسد وَ مازن أردف:
«في الليل سَتُقام حفلة علىٰ شرف ابنة مُدير الفُندق، أتمنىٰ أن تحضراها»

"أسيادُ القمرُ الأسود" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن