"حدثت الله عنكِ كثيرًا، وبكيت."صلوا على رسول الله
_______________________________
قفزت بخفة من بوابة المشفى وقد اخذت من لون الظلام المحاوط بها، لونًا لثيابها التي ارتدتها..
نظرت حولها تتأكد من خلو المكان وبالفعل لم يكن هناك أحد في هذا الرواق، فهنا لا توجد اي غرف سوى غرفة لجلسات الإستنشاق وغرفة المدير التي تقبع في نهايته..
اخرجت "أدينا" مصباحها الخاص من حقيبة ادواتها التي ترتديها، لتتجه بخطوات خفيفة جهة الغرفة القابعة في نهاية الرواق، ثم وبأيدي سحرية بدأت في إلغاء قفل الباب لتدلف المكان بعدما اوصدت الباب خلفها..
مسحت أدينا الغرفة بأنظارها سريعًا ثم تحركت جهة المكتب وبدأت بالتفتيش به علّها تجد مرادها في الأدراج هنا لكن كلُّه كان بلا فائدة فلم يكن هناك شيء عدا جرعات "إنسولين" طبية استغربت وجودها هنا.
نظرت حولها مرة أخرى لتجد خزانة طويلة تستند على الجدار بجوار لوحة ضخمة على الحائط لتتجه جهة الخزانة بخطوات سريعة ثم بدأت في تفتيش الأوراق وقد كان مصباحها الموضوع بين اسنانها هو مرشدها في الظلام المحيط بها من كل صوب.
وقاطع حالة اندماجها في البحث تلك سماعها لصوت مفتاح يوضع في باب الغرفة لتختبئ سريعًا وراء تلك الخزانة الضخمة.
وما كانت سوى دقائق حتى دلف طه الغرفة بخطوات مُتعبة ليفتح الأنوار بتعب ثم القى بكامل ثقله على الأريكة المقابلة للخزانة الضخمة التي تختبئ أدينا خلفها.
- ايه دا بقى جه ليه دلوقتي؟!.
وكانت تلك الهمسات التي خرجت من فم أدينا بغيظ تحادث بها نفسها.
بينما عند طه، كان شاردًا في اللوحة الضخمة التي تجاور الخزانة المعدنية، ولكن ليس لأنه مهتم بها.. بل لأن أحزانه جميعها تكالبت عليه في تلك اللحظة..
ولحظات حتى سمعت أدينا صوت شهقات وبكاء طه التي جعلت عيناها تتسع بصدمة.
والأخير كان يمسك رأسه بألم شديد وهو يصرخ ببكاء هيستيري وكأنه طفل سرقوا منه حلواه التي عمل جاهدًا للحصول عليها، ثم تبع صرخاته تلك تحطيمه لكل ما يقع أمام عينيه وهو يهدر بعدم اتزان وقد تحول بياض عينيه للاحمر:
- لـــيـــــه! عــمـــلــــت ايـــــه لـــكـــل دا، ايـــه الغـلـط اللي بتحاسب عليه لحد دلـوقــتـي؟!.
اقترب من مكتب أخيه ليمسك ببرواز والده الموضوع عليه ثم وبكل قوة قذفه على الأرض ليتناثر منه الزجاج الذي جرحه في كفه و وجهه لكنه لم يكترث وهو يقترب من صورة والده على الأرض ليبكي أمامها بقوة وهو يقول: