السادس والعشرون

7.2K 409 505
                                    


صلوا على رسول الله.

"ولكنني لما وجدتك راحلًا .. بكيتُ دمًا حتى بللتُ به الثرى."

______________________________

نظرت في الساعة لتلاحظ انه استغرق وقتًا طويلًا بالأسفل، لذلك رأت ان تتحرك وترى ما يفعل.

تحركت أرين من الغرفة وعلى وجهها ابتسامة واسعة للغاية وفي رأسها العديد من الأفكار عن كيف ستقوم بمكافئته على ما فعل لها اليوم.

هبطت الدرج بخفة وبمجرد أن ابصرته يقف في الردهة حتى اتسعت ابتسامتها لتظهر نواجذها وهي تقول بحب:

- اتأخرت عليا على فكرة!.

راقبت أرين ظهره تنتظر منه أن يلتفت لها بعدما اثبتت وجودها بإصدارها صوتًا، لكن الأخير كان يعطيها ظهره وجسده يبدو مشتدًّا بطريقة مريبة للغاية.

ضيقت أرين عينيها بعدما عقدت كفيها خلف ظهرها لتقول بخفة وابتسامتها لا تزال على وجهها:

- انت بتلعب معايا؟ دي لعبة تماثيل اسكندرية المفروض؟.

ضحكت أرين وهي لا تزال ترى جسده ثابتًا في مكانه لتقول بحنان وقد هبطت آخر درجة في الدرج العريض بداخل منزلها لتخطوا على بلاط الردهة:

- بس دي لما بتلعبها بتقولي انك بدأت الجيم عشان نلعب سوى.

والأخير بالفعل كان بلا حراك يقف جامدًا بالكامل ولا يتحرك منه ساكن، حتى صدره وكأن أنفاسه تلاشت بأكملها فجأة.

عقدت أرين حاجبيها بإستنكار لصمت علي الغريب ذلك لتقترب منه بخطوات وئيدة، لتجده يحمل هاتفه يقلب في بعض الصور على المعرض والتي لم تكلف أرين عبئ النظر إليها لتقول بإعتراض:

- يعني انا كل دا مستنياك فوق وانتَ قاعد على الموبايل يا علي؟ طب ينفع كدا؟؟.

وأخيرًا وجدت علي يخرج عن صمته ليحول شاشته جهتها بملامح جامدة للغاية، معطيًا لها الفرصة لترى ما رأى هو.

والأخيرة التي لم تستوعب للتو ما رأت اخذت الهاتف من كفه لترى جيدًا ما يريها هو، وما كانت سوى لحظات حتى جحظت عينيها بصدمة مما ترى أمامها.

صور لها مع خطيبها الأجنبي القديم، وقد كانت تقف هي في مقدمة الصورة بإبتسامة واسعة، بينما خطيبها يقف جوارها وبين كفيه خصلاتها يقبلها بطريقة لم تعجب علي البتّة.

وها هي صورة أخرى له وقد كان يحملها بين ذراعيه بسعادة بالغة بينما الأخيرة في قمة السعادة وهي تحمل ميدالية ذهبية في كفها وقد كانت في هذه الصورة قد حصلت على المركز الأول بمسابقة رماية محلية وكان خطيبها ذلك احد رعاة المسابقة واكبر مشجعيها الذي ركض جهتها حاملًا إياها بفخر بمجرد اعلان فوزها.

شوارب ورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن