صلوا على رسول الله."أمَانْ."
______________________________
- داليدا..
كان ذلك الهمس الرقيق من جهة إينولا والدة داليدا الأجنبية.. والتي كانت تدرس العلوم الإسلامية في مصر هنا بالإضافة إلى دراستها للتراث العربي، حتى التقت بوالد داليدا والذي هو نفسه زوج جواهر والدة سماهر..
ابتسمت داليدا بحب لتتجه لأحضان والدتها ثم قالت بكلمات مشوهة بسبب تأخرها في النطق بفضل طيف التوحد الذي لديها "وقد خفت أعراضه كثيرًا بسبب حسن تعامل إينولا مع المرض.."
- ايوا يا ماما.
ابتسمت إينولا تمسح على خصلات ابنتها الذهبية لتقول بشفقة ملأت عينيها على ابنتها في تلك اللحظة:
- متزعليش من سماهر يا حبيبتي، هي اختك مهما حصل.
اختفت ابتسامة داليدا ليحل محلها نظرات بلا معنى وقد فشل وجهها في التعبير عن غضبها وحزنها في تلك اللحظة..
فـ سماهر اليوم لم تكف عن معايرتها بمرضها واستغلال ضعفها في غياب والدتها، وحتى والدهم والذي كان موجودًا في تلك اللحظات؛ لم يكن ينهيها حتى عن ما تفعل بإبنته؛ هو من الأساس لا يهتم.
هزّت داليدا رأسها بالنفي بين احضان والدتها، ثم قالت بنبرة مهتزة وكلمات بسيطة:
- سماهر شريرة، سماهر مبتحبش داليدا.
قبّلت إينولا رأس ابنتها ثم مسحت على خصلاتها بحب لتقول:
- طب ليه قولتي عليها شريرة، هي بتهزر معاكي، متزعليش منها انتم اخوات مهما حصل.
نظرت داليدا في الأرض للحظات ثم قالت بتساؤل:
- ماما هو داليدا تعرف اللي بيحبها ازاي؟.
نظرت لها إينولا للحظات، ثم اطلقت تنهيدة صغيرة وهي تعدد كل الصفات التي كانت تبحث عنهم في زوجها، لكنها لم تجدهم:
- الناس اللي هتحب داليدا هتخاف عليها، وهتبقى معاها في كل الظروف، وهتستحمل داليدا وهي في أسوأ حالاتها..
- طيب داليدا ازاي تعرف انها بتحب حد؟؟
ابتسمت إينولا لتقول بحنان وهي تتذكر مشاعرها عندما التقت بوالدها في شبابها، وعاشت معه أزهى فترات حياتها.. كان الأمر غاية في الجمال قبل أن يأخذها للعيش مع عائلته هنا لتكتشف انه متزوج بأرملة اخيه...
- الأمان، واكيد الراحة احنا لما بنحب حد هنرتاح معاه، مستحيل تبقي تعبانة في وجود الإنسان اللي بتحبيه.
نظرت داليدا في الفراغ بغرفة والدتها للحظات، ثم قالت بنبرة استشعرت والدتها حزنها بها:
