صلوا على رسول الله______________________________________
- تفضلوا.
نطق الخادم بإنجليزية منمقة وهو يفتح الباب للثلاث فتيات اللائي فتحن افواههن بإنبهار لما رأوا بالداخل.
قصر ضخم به اثاث لامع خاطف للأنفاس ويوجد طاقم خدم كامل يشبه ذلك اللذي يظهر عند الأثرياء في التلفاز، يرحب بهن جميعًا.
لحظات وقفن بها هكذا، حتى وجدن عمهم يدلف القصر ليخلع عويناته الشمسية وهو يقول بحب :
- انا عارف ان كل حاجه بتمشي بسرعة بس حقيقي انا مبسوط بوجودكم معايا، ورقكم راح لأحسن مدرسة في العاصمة وهيتم تربيتكم على إيد احسن المربيين، "سيلينا" هتعلمكم اللغة لحد ما تتقنوها وكدا كدا انا مفهم المسؤولين وضعكم الدراسي كويس ومعندهومش مانع، كمان هيبقى فيه مدرسين للفنون عشان يدربوا أرين اكتر في موضوع الرسم، وهيبقى فيه مربيين زي الآنسة "سوزي" وهي اللي هتهتم بليلى، مش عايز اي حد فيكم يشيل هم أي حاجه وصحيح بالنسبه للخروج من البيت ف هو مسموح بس بشرط واحد بس.
صمت قليلًا جاذبًا انتباههم لينادي بصوت جهوري وقد اختفت نبرته اللينة لتظهر أخرى غليظة مريبة على مسامعهنّ:
- چوش! چوشوا!.
صمت يترقب المنادى ليسمع الجميع صوت خطوات يأتي من أعلى الدرج المقابل لهم حيث كان فتى بملامح رقيقة ذا شعر اسود واعين زرقاء من سن أدينا تقريبًا او اكبر، لكن الغريب به هو ضخامة جسده التي لا تليق بفتى ابدًا.
كان يسير بملامح صخرية لا تليق بمراهق بل برجل بالغ ويظهر عليه الغضب المكبوت، حتى توقف أمام الجميع ليجد والده يرسم ابتسامه وهو يعرفه على الفتيات:
- ابن عمكم يا بنات، چوش ابني الوحيد، لما هتخرجوا هيكون معاكم، ولما تواجهوا صعوبة في الدراسة ممكن يساعدكم، چوش شاطر جدًا على فكرة ومن سنك يا أرين.
نظرت أرين للفتى لترحب به بفتور بينما أعين أدينا الفضولية تعلقت بوجهه وقد كان يظهر عليه الإرهاق والتعب وقوة ملاحظتها أبت تركه إلا وهي تتخيل سيناريوهات عديدة لسجل حياته حتى فاقت من شرودها على يده الممدودة أمامها لتصافحه بودّ.
نطقت أرين بضجر وهي لا يعجبها كثير مما قال عمها لكنها تصمت لتجاري احداث حياتها:
- طب و الدين.. مين هيدرسلنا دين اسلامي ويحفظنا قرآن زي ما بابا كان بيعمل هنا؟
اجابها عمها بسرعة قائلًا بنفس الابتسامة:
- انا طبعًا دا انا هحفظكم المصحف كله إن شاء الله يبنات تفضلوا معايا لحد ما تتخرجوا وننزل على مصر تاني، بس متقلقوش يعني انا كدا كدا عارف انكم بعد اللي هتشوفوه هنا مش هتفكروا في مصر تاني يعني.