الرابع

7.2K 450 554
                                    

"إن كان الماضي إنسان لكنت خنقته أسفل المياه..
"لن يموت وستجده يحاول إغراقك معه وانت تحاول التخلص منه، فقط تعايش.

"صلوا على رسول الله"

_______________________________

- اصحى يا حبيبي صباح الخير.

فتح عينيه ببطئ يستمع إلى ذلك النداء الدافئ المحبب له من أمه الحبيبة ليقول بحب:

- صحيت وزي الفل اهو يا ماما، صباح النور.

- يلا فوق بقى عشان النهاردة الجمعة وعايزينك تخطب في جامع ابوك النهاردة يا حبيبي.

ابتسم لها وهو يومئ بالإيجاب لينهض من مكانه بسرعة وقد دب النشاط بأوصاله، اغتسل وتعطر وقرأ الاذكار ثم تأنق بثياب يظهر عليها الثراء تليق حقًّا بشخص يتاجر في الذهب ووريث لمحلّآت مصوغات ذهبية وايضًا مصمم مجوهرات لدى إحدى الشركات الأجنبية.

،

- صباح الخير!.

نطق بإبتسامة مسرورة عندما خرج ليتقابل مع اخت "آيات" التي بمجرد أن رأته حتى غازلته بمزاح قائلة:

- هو القمر بقى بيطلع الصبح ولا ايه يا علي؟! صباحك فُل.

قهقه على كلماتها ليجلس على طاولة الفطور الراقية والتي تتلائم مع الأثاث الفاخر للمنزل، التقط قطعة خبز في كف يده ليقول بحماس:

- الحمدلله خلصت شغل مجموعة الربيع وهبعت التصاميم بتاعتها النهاردة عالشركة، وإن شاء الله ناوي أزور الحاجّة "إنعام" في الحارة بعد الصلاة تيجي معايا؟ .

نظرت له وقد التمعت عيناها بسعادة:

- دا اكيد، هقوم احضرلها اكل ناخده معانا.

أتت صفية من المطبخ وفي يدها طبق حلوى كانت تجهزها لتجلس معهم وهي تقول بهدوء يليق بسنّها الذي قارب على الخمسين:

- خدني معاك يا علي، انا عايزه ازورها واشوف بيتنا القديم اصله وحشني اوي.

امائت آيات موافقة لتضيف:

- عندك حق يا ماما دا احنا آخر مره شفناه كان ايام ما عيلة عمران كانت فيه .

ابتسمت صفية بجزع لتنطق وهي تحاول كبت ضحكاتها:

- ايام ما كان علي بيجري عالسلم وعمك عمران وراه بالشبشب.

قهقهت آيات بقوة بعدما استمعت لكلمات والدتها لتجد اخيها الذي يترأس الطاولة ينظر لهم بخجل قائلًا:

- على فكرة انا كنت عيل يعني خلاص مش كل شوية هتفضلوا ماسكينهالي دا انا شخصيا نسيت.

ابتسمت والدته لتنطق بحسرة:

شوارب ورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن