الثامن والعشرون

6.7K 427 436
                                    


صلوا على رسول الله.

"وماذا بعد...؟"

______________________________

- هل عيناي جميلتان لهذه الدرجة؟، اراكِ لا تزيحين بصرك عنها..

شعرت أدينا بالخجل من كلماته تلك لتقول بسرعة مدافعةً عن نفسها:

- لا الأمر ليس هــ..

- لا انظري كما شئتِ، فالأمر يروق لي للغاية.

اتسعت عينا أدينا بصدمة وهي تتعرف على نبرة الصوت تلك، لكن لا جميع الظروف مستحيلة يستحيل ان يكون هنا.

ثبتت أدينا عينيها عليه لتقول بتشتت:

- من انتَ؟..

ابتسم طه من خلف قناعه بالتزامن مع توقف الموسيقى وتوقف جسده وجسدها عن الحراك ليقول بنبرة عميقة:

- ولو دخل السيف فؤادي لن أجرح مثل جرحٍ أصابني من كحلِ عيناها..

امسك طه بقناع وجهه لينزله ثم اردف بذات النبرة:

- كم قلتُ اني عن الهوى مبعد .. حتى بان لي طرف من حمر خداها..

نظرت في عينيه ببؤبؤين مرتجفين ولا تصدق ما ترى أمامها.

سيدة وضع الاحتمالات والتفسيرات في عالمها، افقدها هو مكانتها تلك بكل سهولة.

- طه...؟

ارتسم على وجه الأخير ابتسامة نصر والنشوة تسري بداخل عروقه وهو يراقبها هكذا.

مذهولة.. مصدومة ومستنكرة لما يحدث معها.

قرّبها طه منه مستغلًّا اشتعال الموسيقى في الارجاء مرة أخرى، لينطق بنبرته الجديدة التي تعمل بكل مهارة على تدمير ثباتها:

- ده سؤال ولا استنكار؟..

والمسكينة امامه رأسها يدور ويدور ويدور..
كيف هو؟! كيف وصل لتلك المكانة؟!
هي طردته من حياتها، ركلته بعيدًا لكي يبتعد عن عالمها!.
هل يخبرها الآن انه عاد وبقوة ليصبح رئيسها في عملها؟!
هل يخبرها أنهما اصبحا متساويين الآن؟ هل يخبرها انه تغلّب عليها؟!.

ابتلعت أدينا رمقها وهي لأول مرة بحياتها تشعر بأنها تؤكَل
لطالما كانت هالتها طاغية لتأكل جميع من حولها، وإذا تحركت بمكان تلحقها جميع الأعين وبذلك تصبح هي من أكلت حضور الجميع..
لكن ما بالها الآن تشعر انها تؤكل ببطئ، وبكامل ارادتها!.

مد طه كفه ليسحب القناع من على وجهها بلهفة مكتومة، لقد اشتاقها وبشدة.
حتى فترة غيابه عنها تلك لم تطفئ بداخله شيء، بل كان يعد الليالي حتى يلقاها.

رفع طه قناعها من فوق وجهها ليثبه بين خصلاتها وقد ازدادت ابتسامته إتساعًا وهو يبصر ملامحها.

شوارب ورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن