نظرت أدينا جهة مالك بصدمة ولم تتوقعها منه، بينما طه رمق أدينا بنظرات متلهفة لم يجتهد في مواراتها ليسألها بهدوء غلفته الجدية:
- الكلام ده بجد؟..
نظرت أدينا جهة مالك تعاتبه بعينيها لكنها سريعًا ما تذكرت ان طه بالفعل كان سمع ما قالت منذ دقائق، لتومئ له برأسها وهي تردف بشيء من الحدة:
- انتَ واخد رصاصة عشاني ومش عاوزني اقلق عليك يعني ولا ايه؟.
ابتسم طه ابتسامة واسعة أظهرت نواجدة وهو يحرك رأسه بمعنى لا فائدة ليقول:
- لا حقك طبعًا يا قمر هو حد يقدر يعترض؟!..، بما إن الأب الروحي واعز صديق لعمّك واقف وشاهد علينا فـ انا بطلب ايدين أدينا للجواز قدامك يا عمي.
نظرت أدينا جهته بصدمة ولم تتوقعها منه هو الآخر، لتجد مالك يبتسم ابتسامة صغيرة كافح لدفعها للنور..
فقط لولا رؤيته لمدى ولاء هذا الفتى لإبنته، فقط لولا رؤيته للهفتها عليه لما ابتسم ابتسامة كتلك أو حتى شعر بهذا السلام.تلك الجامحة التي رسم خططًا كثيرة لأجلها يتم طلب يدها امامه الآن، شعور غريب راوده وقد شعر بألم طفيف ينغز قلبه..
مشاعره متداخلة ما بين سعيد لأجل نيلها ما تستحق بعد كل تلك المعاناة التي عاشتها، ونيلها رجل يشببها، ذكي وقوي ومثابر ولديه عزيمة قوية وهذا اكثر ما يعجبه به، هذا ما تستحقه.
وما بين تخبطاته تلك استطاع دفن ذلك الشعور بداخله ليقول بإبتسامة مشيرًا جهة أدينا التي غاصت بين أفكارها في تلك اللحظة:
- انا معنديش مانع، وعامر برضو مش هيمانع طالما هي هتبقى موافقة عشان الرأي رأيها في الآخر.. تحبي نحددله معاد؟.
لقد رفضته سابقًا لكنها لن تكررها مرة اخرى، هي لا اصبحت ترى سواه جوارها بعد الحوادث الأخيرة وبعد تيقنها من مشاعرها تجاهه.
نظرت أدينا جهة طه الذي يراقبها بأعين متلهفة وشعور كبير بداخله يخبره بأنها ستوافق هذه المرة، هو سيفعلها هذه المرة وسينجح.
اخرجت أدينا تنهيدة طويلة تبعها ظهور ابتسامة صغيرة على وجهها لتسأل طه بحاجبين مرفوعين:
- هتقدر تستحمل؟ هتقدر تعيش معايا؟ هتستحمل عصبيتي؟ هتستحمل اللي انا نفسي مبستحملوش مني يا طه؟.
وكان الرد من جهته قاطعًا وهو يقول:
- انا اختبرت الموت عشانك يا أدينا، فكرك اني ممكن اضحي بيكي عشان الحاجات ديه؟ انا حبيتك بكل تفاصيلك بعصبيتك بحنانك بخوفك بكل حاجه .. صدقيني طالما انتي جنبي بس مش ههتم بأي حاجه تانيه نهائي.
ابتسمت أدينا ابتسامة واسعة ظهر عليها الإرتياح واضحًا لتقول بصوت حاولت إخفاء فرحتها به:
- طالما كده ببقى موافقة.. بس انا عندي طلبات.
ابتسم طه ابتسامة متعبة وقد بدأ يشعر بالألم في حنجرته لتحدثه لمدة طويلة هكذا، لكنه تحامل على نفسه ليقول:
- طلباتك أوامر..