الثاني والثلاثون

4.6K 286 290
                                    


صلوا على رسول الله.

"اقتربت النهاية.."

______________________________

- إيمان بلغتني ان حضرتك طلبتني .. خير؟.

هكذا نطقت ليلى بنبرة غلفتها الحدة بعدما وقفت أمام مكتبه.

هز سراج رأسه بخفة ليقول بهدوء:

- في موضوع مهم جدًا عاوز اتكلم معاكي عنه يا ليلى..

حدسها بإقتراب المصائب بدأ يزعجها بسبب ارتفاع حدة ضرب اصوات الإنذار بداخل عقلها لتقول بصوت مضطرب:

- اتفضل يا دكتور.

نظر سراج جهة الباب المفتوح خلفها بحركة سريعة ثم نقل بصره عليها ليقول بهدوء وقد عقد كفيه على طاولة المكتب امامه:

- الموضوع يخص أبحاث دكتور عامر عبدالصبور عمّك..

خفت الشعور المزعج بداخلها وهي تعقد حاجبيها بريبة فموضوع أبحاث عمها ذلك قد أغلق منذ زمن، لماذا يريد أن يسألها عنه؟.

تنهد سراج ليردف بنبرة مثّل بها الاضطراب والتردد:

- انا عرفت معلومات جديدة عن البحث بتاعه، وبسببها انا بقالي فترة بتجيلي تهديدات يا ليلى.

أغلقت ليلى باب المكتب بسرعة وقد خشيت بأن يسمع احدهم حديثه عن أبحاث عمها، لتجلس امامه على المقعد المقابل له وهي تقول بقلق كبير:

- في ايه يا دكتور سراج؟ هو ايه اللي انتَ وصلتله خلى فيه تهديدات توصلّك؟..

وبتمثيل متقن التمعت عينيه بالخوف واضطربت أنفاسه وهو يتلفت حوله وكأن هناك من يراقبهم ليشير جهة هاتف ليلى ويقول:

- انا خايف تكوني متراقبة انتِ كمان يا ليلى، حاسس اني مش هقدر اتكلم.

اغلفت ليلى هاتفها بسرعة ليصبح خارج التغطية ثم نظرت ليلى له لتقول بقوة وهي تحاول تشجيعه:

- متخافش يا سراج اتكلم، قول ايه اللي عرفته.

نهض سراج من مكانه ليتحرك جهة الخزانة الحديدة الواقفة في إحدى زوايا المكتب، ثم فتح الدرج الأول بها ليخرج ملف أزرق اللون مكتظ بالأوراق.

تحرك سراج بالملف ليضعه أمامها على الطاولة الصغيرة أمام مكتبه ليجلس في المقعد المقابل لها ثم فتح الملف أمامها، وليلى تتابعه بفضول ولهفة على تلك المعلومات التي من شأنها إفادة عمها.

نطق سراج بجدية كبيرة وعينيه تتحرك على السطور امامه:

- دكتورة لينا الله يرحمها كانت بتتكلم عن الفيروسات المتجمدة الموجودة في القطبين، ووضحت انه مش بس الفيروسات المتجمدة اللي بتمثل خطر على البشرية، لا ده فيه كائنات حية تانية من مملكة الفطريات والطحالب ممكن تكون مميتة.

شوارب ورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن