صلوا على رسول الله."وعادت أشباح الماضي.."
________________________________
ختم الرجل كلماته ليتحرك بالمركب مبتعدًا عن مرمى بصر عائشة والتي شعرت بتدفق سائل دافئ لكفها الذي يسند جسد جوشوا، لتنظر به بصدمة لتجد دماء ذلك المصاب قد اغرقتها لتصرخ بذعر:
- الـــحـــقـــونـــي!.
صرخت عائشة بعلو صوتها لكن لم يكن هناك أحد بالجوار.
جثت على الأرضية الصلبة بسرعة، واراحت رأس جوشوا عليها وهي تقبض على جسده برعب.
نظرت بأعين مهتزة إلى وجه جوشوا، ولأول مرة في حياتها تتمنى ان ترى نظراته التي تخبرها انه حي لكي تطمئن.
- متموتش الله يكرمك متموتش .
قالتها عائشة برعب وهي تصفع جوشوا على وجهه، ولكن الأخير كان غائبًا عن هذا العالم وتقريبًا النزيف الخطير الذي تعرض له على وشك الفتك به.
وفجأة انبثقت فكرة الإتصال بالطوارئ في عقل عائشة لتبحث في جيوب سترة جوش عن هاتفه، لتجد الكثير عوضًا عن الهاتف.
فقد وجدت سلاح مميز الشكل بفوهة ضيقة، محفور عليه علامة مميزة لرأس ثعبان، ووجدت معه ايضًا رصاصات لكنها رصاصات غريبة المظهر، فقد كانت صغيرة في حجم قطرات المياة تقريبًا لكنها شديدة الصلابة.
نحّت عائشة اندهاشها من تلك الأشياء العجيبة جانبًا لتأخذ هاتفه وتقوم بإجراء مكالمة طوارئ بكف مرتجف.
- الو عاوزة مساعدة لسائح اجنبي مصاب بطلق ناري فوق الكوبري الجديد اللي عالبحر، بقاله قد ايه؟ حوالي عشر دقايق، الحقوني من فضلكم.
- حالًا هنكون عندك بس حضرتك هاتي اي حاجة تقيلة واضغطي بيها كويس عالجرح لحد ما نبعتلك إسعاف.
هكذا واغلقت عائشة المكالمة بكفوف ترتجف وهي تناظر وجنتيّ جوشوا وقد استحال لونها من الوردي إلى الأبيض.
وسريعًا بحثت عائشة عن اية قماشة لتقوم بالضغط على جراح الأخير بها لكنها لم تجد، لكنها لاحظت ارتداؤه لسترة ثقيلة بالرغم من انهم في فصل الصيف.
خلعت عائشة سترة جوشوا التي كان يرتدي اسفلها قميص اسود بنصف اكمام.
كومت عائشة السترة الثقيلة بين يديها ثم اخذَت تضغط على جرح جوشوا في محاولة بائسة لإيقاف نزيفه، ودموعها تسقط من عينيها برعب.
اجل تكرهه، تبغضه، لا تحب وجوده، لكن هذا بشري في النهاية يموت بين يديها وهي التي اسمها "عائشة".
وما كانت سوى دقائق تبعت ذلك الحدث، لتأتي سيارة الإسعاف ويهبط منها المسعفين بسرعة لإغاثة ذلك المصاب الذي غاب عن عالمهم تمامًا.