صلوا على رسول الله.______________________________
ورغم انغلاق عينيه إلا أنها كانت تستطيع رؤية دمعة تسري على وجنته لتزداد صدمتها صدمة.. هو يسمعها؟! هو يسمع صوتها وسمع كلماتها تلك؟!.
أمسكت أدينا قناع الأكسجين لتزيحه عن وجهه، لتجده يقول بشبح ابتسامة على ثغره، وكلمات غير مفهومة لكنها استطاعت فهمها:
- يعني .. لازم .. آخـ..ـد رصـ..ـاصـ..ـة عـشـ..ـان تشوفيـ..ـني؟!.
وسريعًا ما ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها ودموعها بدأت تتسابق على الهبوط وهي تقول بعدم تصديق:
- طـ...طه؟!.
وكل ما صدر منه كانت ابتسامة ضعيفة لا تعبر على ما يعتمر بداخله في تلك اللحظة بمقدار شعرة واحدة.
لقد كانت الزهور تتفتح بداخله، الألعاب النارية تنطلق هنا وهناك بعقله، وكأن ذاته تعاونت مع مشاعره لإقامة حفل لا مثيل له يفسد استقرار دقات قلبه الضعيف بالفعل، احتفالًا بوصولهم لهدفهم المنشود اخيرًا.
الفتاة التي هواها قلبه كانت تبكي لأجله منذ لحظات وتنطق بالكلمات التي من طول انتظاره لسماعها ظن ان الأمر استغرق منها دهرًا لتقولها.
اخذ نفسًا عميقًا آلم صدره وغضاريف أنفه بسبب ضعف جسده ولكنه تحامل على نفسه ليقول بصوت مرهق غلفته السعادة:
- مكنـ..ـتش اعـ..ـرف إنـ..ـي مؤثـ..ـر اوي كده..
مسحت أدينا دموعها بكفيها لتقول بإبتسامة واسعة وأعين التمعت بمشاعر عدة:
- انتَ اكتر انسان مؤثر في حياتي يا طه، انتَ أنقى وأهم حد دخل حياتي كلها.
رمقها طه بصدمة ولم يستطع تخطي سماع كلماتها تلك ليقول بذهول وقد اعتدلت نبرته فجأة:
- انتي بتتكلمي بجد ولا ايه؟! الكلام ده ليـ.. آآه.
وقبل ان يكمل جملته كانت عضلات جسده بالكامل تجلده لإنتفاضته الملهوفة تلك.
وأدينا التي كانت مبتسمة منذ لحظات سريعًا ما انقلب وجهها لتنهض من مكانها سريعًا وهي تنادي على الممرضة التي تقف بالخارج.
وبالفعل استغرقت الممرضة ثواني معدودة لتدلف الغرفة وما إن ابصرت طه بأعين مفتوحة ويإن هكذا حتى هرعت إلى الخارج لتخبر الطبيب.
- طــه، مــالــك؟! فــي ايــه بتصرخ ليه؟!.
هكذا نطقت أدينا بفزع وهي تسمع أنينه الصاخب لتجده يضغط بقوة على الوسادة أسفل يده وقد تلألأت جبهته بالعرق وقد كان يكافح ألمًا بشعًا في تلك اللحظة.
عضلاته يشعر بها تتراكب فوق بعضها البعض بسبب تحركه العنيف، لكن ألمه هذا سريعًا ما تلاشى وهو يشعر بسائل ما يتغلغل بداخل عروقه.