الواحد والعشرون

7.4K 347 749
                                    

صلوا على رسول الله.

في محاولة لإنقاذ المدينة، احرقت المدينة بأكملها..

"منقول".

______________________________

يركض بخيله مرتعبًا وقد أصبح الطريق بأكمله مظلمًا حتى انه اذا اخرج يده لا يراها، الطرق متشابهة والظلام دامس، قلبه يقرع برعب، وانفاسه المتسارعة تنافس تسارع انفاس حصانه.

ظل طه هكذا حتى رأى ضوء يلوّح له في الأفق لينتعش بداخله الأمل من جديد وهو يلكز حصانه بقوة ليتحرك جهة ذلك الضوء مسرعًا.

وبالفعل بمجرد اقتراب الأخير من الضوء حتى وجده كوخ خشبي وسط الحقول ويبدوا انه به بشر.

وبسرعة توقف طه أمام مدخل الكوخ ليترجل من فوق حصانه بقفزة خفيفة ثم حمل جسد أدينا بين ذراعيه ويده تتحسس برودة وجهها برعب، الفتاة على وشك مفارقة الحياة!.

هنا وطرق طه الباب امامه طرقات عنيفة وللغاية، هو طبيب يعمل جراحًا لا يوجد أسهل من ازالة الرصاصات من الأنسجة بالنسبة إليه، فقط ليجد ادواته وغرفة مغلقة وليداويها هو.

وبعد لحظات من الطرق العنيف وجد طه الباب يفتح امامه ويبدوا انه ايقظ مالك الكوخ من نومة هنيئة ليصرخ به عبدالصمد قائلًا بلهجته الريفية:

- في ايه يا جدع انتَ!.

هنا وسريعًا ما اقترب طه من المنزل بحركات سريعة وهو يصرخ برعب ودموعه خانته لتجتمع في مقلتيه في تلك اللحظة:

- مراتي .. مراتي خدت رصاصة، الحقني.

اتسعت عينا عبدالصمد مالك هذا الكوخ ليقول بلهفة وقد سحب عباءته من جوار الباب متجهزًا للخروج:

- طب تعالى نروح نصحي محمود هو دكتور وممكن يفتحلنا المستوصـ..

قاطعه طه سريعًا وهو يغلق باب الكوخ قائلًا بلهفة:

- انا دكتور انا دكتور، انا عاوز اوضة وموبايل وسكينة لا لا .. كاتر انا عاوز كاتر، وملقاط، وقطن، وصينية، وكحول اهم حاجه وطبق مية سخنة، وأي مخدر موجود هنا.

استمع عبدالصمد لكلمات طه ليفسح له الطريق قائدًا إياه إلى غرفة معزولة بالكوخ هنا بها فراش ومكتب صغير وامامه مقعد وكانت إضاءة الغرفة بأكملها متمثلة في مصباح كيروسيني موضوع على المكتب.

وسريعًا أراح طه جسد أدينا على الفراش ليأخذ وشاحها الطويل الأسود الذي تضعه فوق ثوبها، مبعدًا إياه ثم سحب غطاء وجهها الذي كانت تضعه ليبعده هو ايضًا لتبقى فقط بثوبها المطرز والذي أضحى غارقًا في الدماء.

ولحظات حتى أتى عبدالصمد وقد أيقظ زوجته نعمات لتحضر له تلك الأشياء التي طلبها منه الطبيب، ليضع الصينية المعدنية التي بها الأدوات على المكتب جوار فراش أدينا ليقول بقلق كبير:

شوارب ورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن