الحادي عشر

7.5K 397 790
                                    


صلوا على رسول الله.

"فايق لما راحوا اهالينا مشوار؟.
تركونا وراحوا قالو ولاد صغار.."

_فيروز_

______________________________

يجلس هكذا منذ ساعتان تقريبًا مرابطًا أمام غرفتها والممرضات يصرخن به أن يتحرك بعيدًا كي يقطبون له جرح كتفه هذا لكن لا حياة لمن تنادي، فهو يكاد يكسر باب هذه الغرفة مقتحمًا إياها لكي يطمئن فقط على فتاته..

- علي مينفعش كدا!.

كانت تلك جملة الظابط "موسى" الذي اقتحم منزل نوح منذ ساعات، وقد كان بينه وبين علي صداقه قديمة انتعشت عند إلتقاءهم صدفة..

نظر علي بأعين مرهقة يظهر بها الذعر والقلق ليقول بجنون:

- دخلني جوا، دخلني جوا يا موسى عايز اعرف بيعملوا فيها ايه!.

امسك موسى علي يهزه من كتفه بقوة ليقول بصرامة:

- علي فيه ايه!، فوق دي مش مراتك حتى!.

نظر علي جهة موسى بتشتت وقد شعر بكلماته كدلو ماء مثلج يصطدم بجسده، ليقول بقلق وقد فقد السيطرة على نفسه لتصبح عيناه زجاجيتان:

- اللي جوا ديه روحي، يعني لو حصلها حاجه انا هروح فيها يا موسى!، كفايا انها اتصابت بسببي.

أنهى جملته يلكم الحائط جواره بعنف شديد وتلك الفكرة الأخيرة تأبى تركه جاعلة إياه يجلد نفسه بسوط الندم ليرمقه موسى بشفقة وحزن.

وقاطع كل ذلك خروج الطبيبة التي كانت تُجري العملية على أرين بالداخل، ليسألها علي بلهفة:

- هي كويسة؟!.

تنهدت الطبيبة براحة لتقول بفتور:

- الرصاصة جت في منطقة دهنية والحمدلله مسببتش اي خطورة على حياة المريضة، احنا نقلناها دلوقتي للعناية المركزة عشان نراقب اي مضاعفات ممكن تظهر على المريضة في الـ 24 ساعة الجايين.

استمع علي لكلمات الطبيبة ليلهج لسانه بالحمد بصوت مرتفع وللغاية جعل من أنظار جميع من بالمشفى تتعلق به.

بينما الأخير لم يهتم وهو يبتسم بإتساع يشكر ربه بصوت مرتفع ويدعو لها بالشفاء، ثم لإحضار حلوى ليقوم بتوزيعها في قسم الأطفال هنا.

فسعادته بكونها على قيد الحياة أعادت إليه ذاته التي فقدها منذ لحظات.

بينما موسى ذهب ليحادث الطبيبة ببعض الكلمات عن حالة أرين ليستنبط معاد استفاقتها ليقوم بالتحقيق معها.

_______________________________

- هو مفيش غيري في البيت ولا ايه؟.

شوارب ورديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن