٤٥ : خريطتين

6 1 0
                                    

حين فتح مالكوم عينيه : لقد كان على اريكة الغرفة في منزل العطلة حيث كان وبجانبه اصوات كثيرة حقا جعلته يفتح عينيه اسرع،

لقد نظر الان حوله ليجد زوجته كاثرين تجلس تبكي بينما وقف جواد
ينظر له في رعب وبين قد جلس ارضا يمسك انفه المكسور كما ذراعه
بيتر يكتم قلقه بينما ينظر ارضا في هلع،

وبجانبه وامامه كان الطبيب يتفقد نبضه بينما يفحصه سريعا
وحين لاحظ ان مالكوم فتح عينيه تنهد ثم تراجع :
"لقد استيقظ ."

لينهض بيتر سريعا بينما يقترب منه كلا من كاثرين وجواد
وينظر ثلاثتهم له في خوف ويتحدثون لكنه لا يسمع شيء
ومع الوقت : تبهت الرؤية وتتغير،

لا شيء وصل اذنه سوى صوت الطلقة التي مرت برأس زين،
ولا شيء صار امام عينيه سوى منظر اخيه وهو يسقط ارضا صريعا ،

لقد حدق بالفراغ كأنه يروى الف قصة له بينما وهو يفعل:
صار يرتجف بشدة وصار يبكي دون توقف ،

لقد ارتعبت كاثرين وصارت تجلس بجانبه تضمه لها وتحاول ان توقف رجفته وقد امسك والده بوجهه يحاول ان يجعله ينظر له وقد وقف بيتر
مرتعبا يكتم دمعه بينما ينظر لمالكوم يبدو كأنه عالق في مكان ما غير هنا،

لقد ظل هكذا للحظات لا يرى سوى ذلك حتى في النهاية تمكن أن ينطق :
"زين ."

لقد نظروا له جميعا ما ان قال ذلك وقد نقل نظره الان لجواد الذي
نظر له وقد بدأ الدمع يصل لعينه بينما قال مالكوم :
"زين يا أبي . زين ."

ثم صار يرتجف اكثر كما ترتجف شفتاه بينما رفع يديه امام جسده
ثم امسك رأسه ثم صار يهتز بينما يبكي :
"زين ."

ثم نظر ارضا ثم صاح بينما صار يرتجف اكثر :
"زين ، فتاي الصغير زين ، "

ثم بعدها زاد الامر : لقد صار يبكي حتى اكثر وتعلو صوت شهقاته حتى اعلى بينما اعتصر رأسه بيديه المرتجفين اكثر محدقا ارضا يرتطم دمعه بغزارة بالارض اسفله حتى لتسمع صوته من كثرته ،

ثم فقط صار يهمس دون توقف:
"يا الهي ارجوك، ساعدني ،
يا الهي ارجوك لا اريده ان يموت ."

ثم ينظر لكاثرين ووالده ويهمس :
"أنا تركته يموت ، انا تركته يموت ."

ليزداد وجه جواد احمرارا بينما ينظر لطفله يتحول لألف قطعة امامه ،
بينما كاثرين لا تملك شيئا سوى ان نهضت وجلست ارضا امامه
ثم ضمته لها فأراح رأسه على كتفها لكن لم يتوقف عن الارتجاف :
"كاثرين، لقد تركته يموت ، لقد تركت اخى يموت ."

THREE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن