لقد استيقظم مالكوم ليجد ذاته يقف في احد اركان
غرفة الانتظار الخاصة بالمشفى ، كان لازال في ملابس
الشرطة التي كان يرتديها ينزف كما كان يفعل من رأسه وجسده
لكن تغير مكانه فصار يقف الان في المشفى في صمت،
لقد سمع صوتا من الأعلى لا يعلم مصدره،
صوت شخص يتحدث في الهاتف :
"لقد تعرضت السيدة آن جواد مالك لحادث ، انها في العمليات. "
لقد نظر حوله في حيرة لا يدرى ما يحدث : ثم تجمد حين رآه،
لقد رأى .. ذاته،
انه هو ، مالكوم منذ عامين يسير امامه في ملابس الشرطة
راكضا يبدو صحيا لا ينزف ولا غيز متعب،
لقد نظر له مالكوم الحالي النازف متعجبا
لكنه بدأ يدرك ما يحدث ،
لقد نظر لذاته القديمة تدخل المشفى ،
لقد كان اول الواصلين للمشفى في ذلك اليوم : هو ، مالكوم ،
الذي حين حضر : وجد الكسندر ، الكتاب المشهور،
يقف أمام غرف العمليات يذهب ويعود في توتر ،
لقد وقف مالكوم الشرطي النازف في الجانب ينظر
لذاته من الماضي تسير نحو الكسندر ،
يرى مالكوم يسير نحو الكسندر
فيجده يبكي ، يسأله عما جري فيشير له الكسندر
بالكلمات ، ينظر له مالكوم الذي كان في بداية تعلمها له بصعوبة
لكنه يفهم معظمها وذلك يجعله يرتعب ولا يتحرك ،
فقط يمد يده ليربت على ظهر الكسندر المنهار بجانبه ،
يقبل بعدها جواد ليجد مالكوم يقف مع الكسندر، يسأل عما جرى
فيقص عليه مالكوم سريعا فيرتعب بدوره ثم يقف متوترا منتظرا
بينما يرحل الكسندر الذي لم يستطع منع بكاءه ليذهب للحمام ،
ثم في النهاية يقبل هو : زين مالك يسير قد صارت ملابسه كلها ماءا اذ
لم يكلف ذاته حتى بحمل مظلة بينما ركض واضعا قناع وجهه فقط ليمنع الناس من الاجتماع حوله نحو مالكوم وجواد و اللذين وقفا في توتر واضح،
"ماذا حدث ؟ "
كان ما سأله زين الذي انقطعت انفاسه فأخرج جهاز تنفسه
ليستنشق منه فيقترب منه مالكوم خالعا معطفه سريعا
ثم يضعه حول اخيه بينما يقول :
"حادث سير ،
والدتنا والسفير والمفاوضة الملكية
مع ثلاث اخوة، ابناء عائلة اندروس ،
الستة كلهم في العمليات ."
لينظر له زين في صدمة بينما يقول جواد مهدأ اياه :
"اخبرني الطبيب أن آن هي الاقل في الجروح ،
حالة السفير هي الاسوء خاصة انه كان يتعرض لنوبة مرض شديدة
وهذا ما قادهم للقيادة في طقس سيء كهذا ،
